مدير مشروع "مسبار الأمل": الإمارات تبني تاريخا لمنظومة الفضاء

عرب وعالم

اليمن العربي

قال المهندس عمران أنور شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، إنه لأول مرة دولة عربية تصل بمسبار إلى المريخ، وهو مسبار فريد من نوعه، مبني على الإبداع والابتكار.

 

وأضاف خلال ندوة علمية عربية خاصة عبر الإنترنت حول مشروع مسبار الأمل وانعكاساته الملهمة على ازدهار ونمو القطاع الفضائي العربي، أن الإمارات تبني تاريخا وخبرات لمنظومة الفضاء، ومن ناحية المشاريع المستقبلية فإن هذه المنظومة تعتبر بمثابة الأساس لأنظمة استكشاف الفضاء الخارجي لقطاع الفضاء الدولي والعربي. نبني خبرات وتاريخ لتلك المنظومة".

 

وأوضح أن عملية هبوط المسبار على كوكب المريخ المقررة يوم الثلاثاء 9 فبراير الجاري، تبدأ الساعة 7:31 مساء بتوقيت الإمارات، لكن بسبب بعد المسافة والتأخر في الاتصال ستصلنا إشارة البدء عند الساعة 7:42 دقيقة مساء بتوقيت الإمارات وتنتهي عملية الدخول عند الساعة 8:08 مساء بتوقيت الإمارات، حيث تستغرق عملية الإنزال حوالي 27 دقيقة.

 

وأشار إلى أن الفريق قام بجميع الاستعدادات اللازمة، فقبل حوالي شهر كان الاتصال مع المسبار يتم مرتين إلى 3 مرات أسبوعيا، وتحول إلى اتصال يومي على مدار 24 ساعة، وتقييم وتحليل صحة البيانات الواردة من المسبار، وفهم طبيعة وأجواء الكوكب الأحمر، والتأكد من أن النظام يعمل وفق الطريقة التي يريدها الفريق، لأن طبيعة المريخ تختلف عن الأرض، بما في ذلك درجات الحرارة ونوعية الأشعة التي يتعرض لها المسبار.

 

وعن أسباب قيام دولة الإمارات بهذه المهمة، أوضح شرف أن الأهداف التي أعلنتها الإمارات والتي وضعتها حكومة الإمارات لفريق مسبار الأمل ليست بوصول المسبار إلى الكوكب الأحمر فقط، ولكن الأهداف كانت أسمى وأكبر. توجيهات الحكومة كانت واضحة جدا لفريق العمل، وهي أن دولة الإمارات تريد إحداث نقلة جذرية في ثقافة الشباب الإماراتي والعربي، وتشجيعهم على الدخول في المجالات العلمية والتقنية.

 

واعتبر أن وجود إمكانيات وقدرات علمية وتقنية في الإمارات وفي قطاع العلوم يعتبر من أهم الأساسيات لبناء اقتصاد مبني على الإبداع والابتكار.

 

وتابع أن الحكومة أرادت أن تُحدث نقلة جذرية في شتى المجالات التي تؤثر على اقتصاد الإمارات في المستقبل، واستعملت قطاع الفضاء لبناء وتسريع عجلة بناء قدرات الشباب، لأن الخبرات والقدرات التي يتم اكتسابها في البرنامج الفضائي نستطيع الاستفادة منها بشتى الطرق وأعلى المعايير في باقي القطاعات، لإن قطاع الفضاء صعب وتحدياته كبيرة.

 

وواصل حديثه أن تطور منظومة تعمل في الفضاء الخارجي، معناه أن هذه الخبرات والإمكانيات يمكن أن تجد حلولا ليس فقط للإمارات ولكن للعالم كله، وإنتاج أمور تساهم في بناء منتج يستطيع التنافس عالميا، بالإضافة إلى إيجاد حلول مبتكرة لتحديات مثل الأمن المائي والأمن الغذائي.

 

 

من جانبه، قال الدكتور عوني الخصاونة، رئيس المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء لغرب آسيا/ الأمم المتحدة (الأردن)، إن دولة الإمارات تحقق الآن أهدافا سامية للأمة العربية، ومع أنها دولة فتية من الناحية الفضائية، إلا إنها أثبتت أن لديها القدرة والكفاءة الممتازة على تحديد الأهداف الاستراتيجية.

 

وأضاف خلال الندوة أن الإمارات حققت الأهداف المنشودة عبر إنشاء أكبر مؤسسة وطنية إماراتية معنية بعلوم وتكنولوجيا الفضاء، إضافة إلى نقل الخبرات الفضائية العالمية إلى دولة الإمارات، وتمكين الشباب العربي في المجالات العلمية والتقنية.

 

وأشار الخصاونة إلى أن هذا المشروع يمثل نموذجا للتنمية المستدامة، ويسهم في بناء الشراكات الدولية التي تقوم على التنوع في الموارد.

 

وتابع: "نستطيع القول إن وصول مسبار الأمل إلى مداره المقرر حول المريخ، سيمكن المجتمع العالمي من جمع البيانات حول الغلاف الجوي للكوكب، ما يعود بالفائدة على منطقتنا العربية، وخاصة بالنسبة للدارسين والباحثين في هذا المجال.

 

ونوه إلى أنه من الناحية الاستثمارية، فإن مسبار الأمل سيجسد نبعا للإلهام، ليس فقط للشباب الإماراتي، وإنما للشباب العربي بشكل عام، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن دولة الإمارات فتحت الآن أبوابها أمام مشاركين من الدول العربية.