الحوثيون وصالح.. هذا ما فعله انقلابهم وحروبهم بالوحدة والنسيج الاجتماعي

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كان الـ21 من سبتمبر2014 يوماً فارقاً في التاريخ اليمني، حيث سيطر الحوثيون على صنعاء عاصمة الدولة، وتقع فيها مختلف المؤسسات بما جعل البلد مهدداً أكثر من أي وقت مضى بالانفصال.


بدأ دور الحوثيين حسب مصادر مطلعة لـ"اليمن العربي" من خلال اتصالات وعلاقات مع تيارات الحراك الانفصالية، والتي كانت إيران قد استضافتها عن طريق حزب الله في لبنان وعن طريق اتصالات مباشرة.


ويعتبر المحللون إن الحوثيين باعتبارهم جماعة مناطقية ومذهبية محصورة في منطقة جغرافية كان معقلها صعدة، هي أبرز دافع للانفصال، إذ أن المحافظات الجنوبية والوسطى تختلف مذهبياً مع الحوثيين ومع منطلقاتهم العنصرية بالادعاء الأحقية بالحكم، وهو ما يجعل توسعهم أكبر دافع محفز للانفصال.


بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، بدا واضحاً برأي المحللين لـ"اليمن العربي" أن الدولة التي توحد فيها اليمنيون قد أصبحت عاصمتها مختطفة في يد ميليشا ما دفع عدد كبير من أبناء المحافظات الجنوبية إلى التفكير الجدي بدعم دعوات الانفصال، نظراً لعدم قبولهم بالحوثيين كجماعة مسلحة متخلفة، بنظر الكثيرين.


من جانبه، كان لسياسات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح دوراً كبيراً في تهييج الشارع الجنوبي ضد الوحدة، بعد أن أقصى الآلاف من العسكريين وكوادر المحافظات الجنوبية عقب حرب صيف 1994، كما كان لسعيه للتوريث دوراً في تراجع مشروع الدولة الأمر الذي اثر على وحدة البلاد.


في العام 2015 بدأ الحوثيون وصالح اجتياح المحافظات الجنوبية وسيطروا على عدن ومحيطها لتدور حرب شرسة لأشهر، انتهت بتحرير المحافظات الجنوبية بدعم من التحالف، ويعتبر أغلب المتابعين أن هذه الحرب التي شنها الحوثي وصالح أثرت على الوحدة بشكل غير مسبوق، ورفعت فرص الانفصال، وهو ما تجسد اليوم.


ولم يكتف الحوثيون وصالح بالتأثير على الوحدة من خلال الحرب وما سبقها من ممارسات، بل إن استمرار انقلابهم ورفضهم للشرعية حتى اليوم يعتبر من أبرز العوامل التي تهدد الوحدة وهو ما ألمح إليه رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر في المؤتمر الصحفي الأخير.


وقال بن دغر، إنه "بات واضحاً أن تدميراً ممنهجاً مقصوداً قد مورس تجاه شعبنا ومقدراته وثرواته الوطنية، وذلك لإرغامه على القبول بسلطة الأمر الواقع. أو تجويعه، وتدمير كيانه السياسي والاقتصادي والاجتماعي". وقال: لقد تصرف الحوثيون وصالح بثلاثة مليار دولار تقربياً كانت تمثل معظم الاحتياطي النقدي في البلاد، استخدم هذا الإحتياط في المجهود الحربي للاستيلاء على الدولة والسلطة، والانقلاب على الجمهورية والوحدة، وإدارة الحرب.


 لقد أخل الحوثيين بنظم الأدارة المالية والنقديه ورتبوا لطبع المزيد من الأوراق النقدية، فانهار سعر الريال أمام الدولار والعملات الأجنبية الأخرى، واستدعى انهيار العملة زيادات كبيرة في الأسعار، وفوضى اقتصادية وقلص مداخيل المواطنين، وألحق بالفقراء ومتوسطي الدخل أضراراً معيشية كارثية. وبؤساً ينمو ويكبر يوماً بعد آخر".


وامتدت الممارسات الحوثية الانفصالية خلال الفترة الماضية، إلى حد مضايقات لجنود جاءوا لاستلام رواتبهم من صنعاء فجرى اعتقال بعضهم ووصل الأمر الى اتهامات للحوثيين بعدم السماح بوصولهم إلى العاصمة.


وفي المجمل لعل سيطرة الحوثيين على صنعاء وبقاءهم فيها هو المحرك الأكبر المهدد للوحدة إذ أن أغلبية اليمنيين لن يقبلوا بحكمهم ما يعزز تمزيق النسيج الاجتماعي وجعل الانفصال أشبه بخيار حتمي للعديد من المناطق.