خبير اقتصادي تركي: حكومة أردوغان فشلت في تقديم الدعم الكافي للمحتاجين

عرب وعالم

اليمن العربي

حذر الكاتب والخبير الاقتصادي التركي مصطفى سونمز، من التداعيات التي خلفها انتشار فيروس كورونا في تركيا ويعد أبرزها ارتفاع معدلات الفقر حتى وصلت إلى مستويات "غير مسبوقة"، مشيرا إلى أن حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان فشلت في تقديم الدعم الكافي للمحتاجين.

 

وأضاف سونمز، في مقاله على موقع "المونيتور"، أن نطاق الفقر اتسع بشكل كبير في تركيا وتفاقم خلال الوباء، الذي ضرب البلاد في وقت كانت فيه أنقرة تعاني بالفعل من ضائقة مالية شديدة وسط الاضطرابات الاقتصادية، منذ عام 2018.

 

ونقل الكاتب عن إحدى الناشطات العاملات في مجال العمل الخيري في تركيا- تدعى هاجر فوغو- قولها عن اتنشار الفقر في البلاد: "نحن نساعد الأشخاص الضعفاء منذ عقدين من الزمن، لكنني لم أرى مثل هذا الفقر من قبل"، لافتة إلى أن وباء كورونا قد أثر بشكل سلبي على أكثر شرائح المجتمع التركي فقرا.

 

وتابعت "فوغو"، وهي إحدى مؤسسات جمعية "Deep Poverty Network"، أو "شبكة الفقر العميق" وهي جمعية خيرية تساعد الفقراء في تركيا، أن هناك ارتفاع شديد في عدد الأشخاص الذين ينتظرون خارج محلات البقالة للتخلص من الخضروات والفواكه السيئة والأمهات غير القادرات على إرضاع أطفالهن بسبب سوء التغذية، والمتاجر الكبيرة التي توقفت عن بيع حليب الأطفال والمواد الغذائية الأساسية الأخرى.

 

وواصلت: "أخشى أن نرى أسر تعيش في الشوارع في المستقبل القريب".

 

ولفت المحلل الاقتصادي في مقاله، إلى أن الإحصاءات الرسمية الذي يقدمها معهد الإحصاء التركي (TUIK) حول الفقر في المسح السنوي للدخل وظروف المعيشة، لا تعكس الصورة الحقيقية على أرض الواقع، فوفقًا لمسح 2019- وهو الأحدث- يعيش ما يقرب من 17 مليون شخص تحت خط الفقر في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 81 مليون نسمة، ولكن تلك الإحصائيات لا توضح كيف تغير هذا الرقم تحت تأثير جائحة كورونا.

 

ووصف سونمز استطلاعات "TUIK" بأنها "غير موثوق بها" لأنها تعتمد على الدخل الذي تعلنه العائلات ويفتقر إلى أي طرق اختبار شامل، كما إنها تصنف العائلات على أنها "فقيرة" إذا كان دخلها أقل من 60٪ من متوسط الدخل، وعليه وجد مسح 2019 أن 21.5٪ فقط من الأسر في الدولة فقيرة.

 

وتابع إن إحصائيات "TUIK" لعام 2020 المنكوب بالوباء سيتم إصدارها في سبتمبر القادم، حيث يتوقع النقاد زيادة كبيرة في معدل الفقر وعدد الفقراء بسبب الزيادة الحادة في البطالة وخسائر الدخل في الفئات ذات الدخل المنخفض والمتوسط، إلى جانب فشل الحكومة في تقديم الدعم الكافي للمحتاجين.

 

واختتم مقاله: "معدل البطالة الرسمي وصل إلى 40%، أي أن هناك ما يقرب من 10 ملايين شخص عاطل عن العمل، هذا وحده هو علامة بارزة على أن الفقر في البلاد آخذ في الاتساع والتعمق، لا سيما وأن حكومة أردوغان تفتقر إلى وسائل الإغاثة ذات المغزى، فضلا عن تزايد العجز العام ومخزون الدين العام، فإن غضب الفقراء يتزايد مع مرور الوقت حتى أصبح هناك حالة من الإحباط العام بين الأتراك تجاه سياسات حكومتهم".