عقار الهرم المشتعل.. كيف تحول حادث بسيط إلى كابوس مرعب؟

منوعات

اليمن العربي

على مدار ساعات طويلة كان عقارا مشتعلا في حي الهرم هو حديث المصريين، نظرًا لقربه من الطريق الدائري الذي يعتمد عليه غالبية المواطنين في التحرك والتنقل بين مناطق العاصمة، غير أنّ هذا الطريق ظلًا مغلقًا لساعات طويلة بسبب الحريق الذي التهم البرج المكون من 13 طابقا.

 

ومن عصر السبت الماضي وبدأت قوات الحماية المدنية المصرية السيطرة على الحريق غير أن تصاعد ألسنة اللهب داخل المخزن والمصنع الموجودين في أسفل البرج جعل السيطرة على النيران عسيرًا، ليمتد الحريق على مدار 3 أيام وأكثر.

 

العقار المشتعل يضم 13 طابقًا على مساحة ألف متر، ويحتوي على 108 وحدة سكنية، 15 شقة تقريبًا هم المأهولين بالسكان، بينما تخلو باقي المنازل من أصحابها، في الوقت الذي يحتوي الدور الأرضي والأول والثاني على مصنع ومخزن للأحذية المقلدة.

 

وبحسب "سكاي نيوز عربية"، كشف أحد سكان العقار ويدعى "بدر.ط" تفاصيل لحظات الرعب قائلًا إنّ "الحريق بدأ في البداية بسيطًا في أسفل العقار وكان نراه ونحن في الأدوار العليا، متصورين أنّ الأمر مجرد وقت بسيط وسينتهي الأمر، غير أنه بعد مجيء قوات الحماية المدنية وتصاعد ألسنة اللهب أكثر وأكثر كان لزمًا ترك المنزل سريعًا بعد حديث قوات الحماية المدنية وتوجيههم بالنزول سريعًا".

 

وأكد بدر أنّه في تلك اللحظات سمع دوي انفجار كبير في الأسفل ليقوم مسرعًا بالنزول دون أن يدرك أنّه ترك كل شئ في شقته قبل إغلاقها، منوهًا أن زوجته كانت في عملها وعندما قدمت رأت الكارثة.

 

وناشد بدر قوات الأمن والمسؤولين في الحي بالصعود هو وأصحاب الشقق المأهولة لإنزال متعلقاتهم ومستلزماتهم الشخصية وكل شئ يستطيعون النزول به، خاصة وأن النيران بدأت تهدأ ولم يعد الوضع خطيرًا كما كان في البداية.

 

تتمركز أكثر من 5 سيارات إطفاء بمحيط الحريق، للمتابعة المستمرة من أن الأمور تسير على ما يرام وخوفًا من أن تعود النيران مرة أخرى، كما تم إخلاء العقارات المجاورة خوفًا من اشتعال النيران فيهم، ولسلامة المواطنين.

 

إحالة موظفين في الحي للتحقيق

 

في تصريحات تلفزيونية أكد محافظ الجيزة أن العقار المشتعل صادر بحقه قرار إزالة ولكن صاحبه تقدم بطلب تصالح وقوبل بالرفض، منوهًا أنه تم تحويل الموظفين والمهندسين والفنيين بحي كرداسة التابع لها العقار إلى التحقيق لمعرفة كواليس تشييد هذا العقار.

 

وتابع المحافظ أنّه تم إخلاء العقار المجاور للمحترق، وتم غلق 3 عقارات آخرى، مضيفًا أنًه لن يكون أي تدخل مرة آخرى لإطفاء النيران وسيتم الانتظار لأن يتم إطفاء النيران من نفسها.

 

عقار مخالف

 

في الوقت نفسه قال اللواء ممدوح عبد القادر مدير الحماية المدنية الأسبق، إنّ عقار الهرم المشتعل هو في البداية عقار مخالف ولابد وأن يتم إزالته لأنه مبنى بالمخالف للقوانين والإنشاءات السليمة المتعارف عليه، منوهًا أنّ ما حدث في المبنى من أعمال لصد الحريق يجعله غير مطابق حاليًا للمواصفات ومن المفترض أن يصدر قرار بإدالته في القريب العاجل.

 

وتابع مدير الحماية المدنية الأسبق، أنّ ما قامت به قوات الحماية المدنية أمرًا إعجازيًا لأن المبنى إنشائيًا يحتوي على بدروم مصمت ولا يوجد فيه أي فتحات تهوية بجانب أن جميع حوائطه من الخرسانة المسلحة التي يصعب التعامل معها.

 

وأضاف "عبد القادر" أنّ قوات الحماية المدنية اضطرت أيضًا للاستعانة بالمعدات الثقيلة لعمل فتحات تهوية، خاصة وأن الحِمل الحراري الناتج عن الحريق في البداية كان مرتفع للغاية، وكان لابد من عمل الفتحات لكي يتم السيطرة على الحريق، غير أن وجود الأدوات القابلة للاشتعال والجلود ومواد النظافة في المخزن جعل الحريق يزداد شيئًا فشيئَا، ويصعب السيطرة عليه علي مدار أكثر من يومين.