"حاصدات الألغام".. عراقيات ولبنانيات بـ"أخطر المهن"

منوعات

اليمن العربي

لم تعد مهنة نزع الألغام حكرا على الرجال بالعالم العربي، حيث بدأت النساء في لبنان والعراق الدخول لهذا المجال الذي يعد من أخطر المهن.

 

صحيفة "الجارديان" البريطانية أعدت تقريرا خاصا نشرته الإثنين، عن هؤلاء السيدات وعملهن والدوافع التي كانت وراء لجوئهن إلى هذا العمل.

 

وكانت البداية مع "هناء خضر "التي كانت دائما تحلم بالعودة إلى سنجار عندما كانت طفلة، حيث هربت هي وعائلتها منذ سنوات خوفا من بطش تنظيم داعش فلجأؤوا إلى جبل سنجار الذي أقاموا فيه لسنوات.

 

وأشارت خضر، التي تنتمي إلى الطائفة الإيزيدية، إلى أن الجبل كان سببا في إنقاذها هي وأكثر من 40 ألف إيزيدي آخرين عندما فروا في أغسطس/ آب 2014،  حين تعرضت قراهم لإبادة جماعية، وفقًا للأمم المتحدة.

 

وفي تلك الحادثة البشعة تم ذبح نحو 5000 من الأيزيديين وأسر ما يصل إلى 7000 امرأة وفتاة وتم بيعهن كعبيد جنس لعناصر داعش الإرهابي.

 

والآن تعيش هناء مع زوجها وأطفالها الثلاثة في قرية قريبة من جبل سنجار، حيث تعمل مع المجموعة الاستشارية للألغام في دوريات للبحث عن الألغام والقنابل تقليدية الصنع مثل قذائف الهاون والقذائف والقنابل اليدوية التي زرعها تنظيم داعش على تخوم قرى جبل سنجار شمالي العراق، والتي تسببت في مقتل وتشويه الكثير من العراقيين.

 

ففي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كان أربعة أطفال يلعبون في قرية القباسية الواقعة جنوب سنجار، عندما قتل اثنان منهم بعد أن داسوا على عبوة ناسفة، فيما أصيب اثنان بجروح بالغة.

 

وتقول هناء خضر، إنه : "يريد جميع الإيزيديين أن يفعلوا شيئًا لإعادة سنجار إلى ما كانت عليه قبل الحرب، لذلك عندما سمعت عن منظمة تزيل بقايا الحرب وتحرر الأرض من خطر الموت، شعرت بالحماس للعمل معهم."

 

وأضافت: "عملي رسالة إلى داعش مفادها أنه:"نحن أقوياء ولن تتمكنوا من هزيمتنا."

 

تعتبر وظيفة مزيل الألغام "عملاً ذكوريا"، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المخاطر والمطالب البدنية، لكن تلك النظرة ستتغير مع هناء التي تشرف اليوم على فريق مختلط يضم 14 عنصرا، بحسب الصحيفة البريطانية.

 

وتبدأ هناء عملها في الخامسة صباحًا، وتستمر حتى الثانية ظهرا، وكل خطوة تخطوها في حقول الألغام محفوفة بالمخاطر، لكنها خطوات تقرّبها من سنجار التي حلمت بها في طفولتها، الآمنة والخالية من الألغام."

 

واليوم تعمل في المنظمة 24 امرأة أيزيدية، لكن، جاك مورغان، المدير الفرعي للمنظمة، كشف عن اعتزام المجموعة توظيف 10 نساء إضافيات من مدينة الموصل خلال الأسابيع المقبلة.

 

وتنتشر الألغام في حوالي 1800 كليو متر مربع من الأراضي العراقية نتيجة صراعات متعددة، بما في ذلك الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، وحرب الخليج، واحتلال داعش عام 2014.

 

وللحكومة العراقية مهلة، حتى فبراير/ شباط 2028، لتطهير البلاد من الألغام.

 

وفي العام الماضي، قامت النساء، بمعية زملائهن من الرجال، بتحييد ما يزيد قليلاً عن 15 كيلومترًا مربعًا من الألغام.

 

وقد تمكنت المجموعة الاستشارية للألغام، هذا العام، من نزع 1200 لغم من أصل 6750 آخرين يعتقد أنها لا تزال مدفونة في الأراضي العراقية.

 

أما في لبنان، فتسببت الألغام والذخائر غير المنفجرة في قتل 70 شخصا وإصابة 470 آخرين منذ عام 2006.

 

وتعمل 30 سيدة لبنانية في منطقة الخط الأزرق، ترسيم حدودي بطول 120 كيلومترًا بين إسرائيل ولبنان، لنزع نحو 400 ألف لغم زرعتها إسرائيل خلال احتلالها لبنان في الثمانينيات، لا تزال حوالي 40% منها لم تنفجر.

 

وتعمل مع نفس المنظمة في لبنان، نحو 30 عاملة على إزالة الألغام.

 

ومن بين فريق إزالة الألغام في لبنان، هالة نعمة ( 31 سنة) من قرية قريبة من النبطية حيث يقع مقر المجموعة الاستشارية للألغام.

 

وتقول هالة :" نعمل منذ الفجر تحت درجات حرارة تصل أحيانا إلى 37 درجة مئوية بعد الظهر".

 

وأضافت:" أخشى أن يُصاب ابني أو يُقتل إذا خطت قدماه على أي لغم، حيث يحب جميع الأطفال اللعب في الخارج"، مشيرةً إلى  أنه " بعد إتمام عملنا، سيتمكن المزارعون من استخدام الأرض مجددا لزراعة المحاصيل ورعي الماشية".

 

وتلك الأراضي، هي المصدر الرئيسي للدخل في المناطق الريفية الجنوبية، لذلك تقول نعمة إن مهمتها وزميلاتها هي استبدال زرع الألغام بزرع يفيد المجتمع.

 

وتمكنت المجموعة العام الماضي من إزالة ما يقرب من 15000 لغم في لبنان.