وفاة جنرال روسيا "النووي".. نجا من تشيرنوبل ومات بكورونا

عرب وعالم

اليمن العربي

توفي الجنرال الروسي نيكولاي أنتوشكين، قائد إحدى المروحيات خلال كارثة تشيرنوبل النووية، بعد 35 عاما، وذلك بفيروس كورونا.

 

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الجنرال الروسي الذي يوصف بـ"الجنرال النووي"  توفي عن عمر يناهز 78 عاما، بعد 35 عاما من قيادة عملية إغلاق المفاعل رقم 4 في محطة تشيرنوبل للطاقة خارج بلدة بريبيات في أوكرانيا، والتي كانت آنذاك جزءا من الاتحاد السوفيتي، بعد أن انفجر بعد زيادة هائلة في الطاقة، وسببت كارثة نووية عالمية.

 

وغطى المفاعل المكشوف منطقة غرب الاتحاد السوفيتي وأوروبا بالإشعاع الذري، فيما وصفه علماء البيئة الانفجار بأكبر كارثة بيئية من صنع الإنسان في التاريخ.

 

وقاد الجنرال أنتوشكين أسطولا من 100 طائرة مروحية لإخماد الحريق المشتعل في قلب المفاعل النووي المكشوف، بإلقاء الرمل ومواد أخرى، مما أدى إلى وقف التدفق الهائل للإشعاع المتسرب.

 

واستغرقت العملية نحو أسبوعين، أسقط خلالها الجنرال أنتوشكين والطيارون الآخرون نحو 5000 طن من المواد لإخماد النيران المستعرة واحتواء الإشعاع وتعرضوا لمستويات عالية من الإشعاع والدخان.

 

وعقب انفجار المفاعل، تم إجلاء أكثر من 100000 شخص وإنشاء منطقة حظر بطول 20 ميلاً لا تزال قائمة حتى اليوم الراهن.

 

ولقي اثنان من موظفي المفاعل مصرعهما في الانفجار فيما نقل 134 شخصا آخرين إلى المستشفى لتعرضهم لتسمم إشعاعي حاد، حيث توفي 28 خلال تلقيهم العلاج فيما قضى 14 آخرون للاشتباه في إصابتهم بسرطان ناتج عن الإشعاع في السنوات اللاحقة.

 

وعندما طار الجنرال فوق المفاعل المكشوف لأول مرة، قال إنه "شعر بدغدغة في حلقه وكان لديه دافع كبير للتقيؤ".

 

وعلى الرغم من تحطم إحدى المروحيات بعد اصطدامها برافعة، إلا أن الإنزال الجوي نجح في إخماد الحريق.

 

وتعرضت تلك المروحيات لمستويات عالية من الإشعاع لدرجة أنه تم التخلي عنها، ودُفن بعضها لاحقا.

 

ومع ذلك، استمر الجنرال أنتوشكين في العمل لمدة 3 عقود في سلاح الجو الروسي قبل أن يصبح عضوا في البرلمان الروسي عن حزب روسيا الموحدة الحاكم منذ 2014.

 

وتلك الكارثة لا تزال آثارها ممتدة حتى اليوم، حيث وجد باحثون في وقت سابق تركيزات غير آمنة من المواد المشعة في ما يقرب من نصف القمح والشعير والشوفان والحبوب الأخرى التي اختبروها في إيفانكيف، على بعد حوالي 50 ميلًا خارج كييف.