التنين "ثلاثي الرأس".. طائرة روسية لم تحلق مطلقا

عرب وعالم

اليمن العربي

في حقل بالقرب من العاصمة موسكو، يرقد التنين ثلاثي الرؤوس الذي كان أمل الاتحاد السوفيتي في السابق ضد هجمات الغواصات الأمريكية.

التنين ثلاثي الرؤوس هو لقب الطائرة، التي صممها الإيطالي بارتيني بيريف تحمل اسم "في في إيه -14"، وهو اختصار لـ"طائرة برمائية للإقلاع العمودي" ويرمز رقم 14 لعدد محركاتها، التي صممت لتقلع من أي مكان بدون مدرج، وحتى تكون قادرة على الطيران المستمر فوق سطح الماء للبحث عن الغواصات التي تحمل صواريخ بولاريس الباليستية وتدميرها.

لكن الخطة لم تنجح، وبُنيت طائرتان فقط من النماذج الثلاثة المقترحة، ولم تحلق سوى طائرة واحدة، وعندما توفي بارتيني، عام 1974، مات معه المشروع.

وأُرسل نموذج الطائرة التجريبي الأول، الذي كان سليماً في الأغلب عام 1987 إلى متحف القوات الجوية المركزية بالقرب من موسكو، ولكن خطأ ما وقع خلال عملية التسليم، وتعرضت الطائرة للنهب والتلف، ولم يتم إصلاحها منذ ذلك الحين.

ويشير مؤرخ الطيران السوفييتي، أندري سوفينكو، إلى أن الطائرة كانت أشبه بقارب طائر، وكان المفترض أن تقلع من الماء أو تهبط عمودياً، ثم تحلق مثل طائرة عادية.

ونتيجة لشكلها الغريب، حصلت الطائرة على لقب التنين ذي الرؤوس الثلاثة، الشهير في الحكايات الشعبية الروسية، إذ كانت تحتوي على ثلاثة رؤوس، بالإضافة إلى أجنحة صغيرة نسبيا.

وكان من المفترض أن يستقبل النموذج التجريبي الثاني محركات الإقلاع العمودي، ولكن لم يتم تركيبها أبداً على الطائرة شبه المكتملة، إذ لم يتم تطوير نوع المحرك المناسب. وهكذا حكم على المشروع بالفشل، وتم تفكيك الطائرة.

ويعتقد أن الجيش السوفيتي سرعان ما أدرك أن فعالية الطائرة كطائرة مضادة للغواصات منخفضة، إذ لم يكن كان بإمكانها سوى حمل عدد صغير من الصواريخ، وكانت التحديات التقنية لإنشاء مثل هذه الطائرة الاستثنائية كبيرة للغاية.

وعقب تقاعدها عن الخدمة، نقل النموذج الأولي بواسطة بارجة من تاجانروج في جنوب روسيا إلى بلدة ليتكارينو الصغيرة بالقرب من موسكو. وتم إنزالها على الشاطئ، وتُركت دون رقابة ومُدمرة جزئياً.

ونقلت الطائرة في وقت لاحق عبر طائرة هليكوبتر إلى متحف القوات الجوية المركزية في مونيو، ولا تزال الطائرة تعاني أضرارا جسيمة حتى يومنا هذا.