شعبية الرئيس الأمريكي تتنامى في أيامه الأولى بالبيت الأبيض

عرب وعالم

اليمن العربي

يحتكم كثير من الأمريكيين إلى ما تظهره استطلاعات الرأي بشأن أداء الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، لا سيما في مستهل حكمه، من أجل تشكيل صورة ذهنية عنه بناء على ما يأتي لهم به في جعبته من سياسات وقرارات، يحقق بها طموحاتهم ويرتفع بمكانة بلادهم كقوة عظمى.

 

وأظهر استطلاعان للرأي نشرت نتائجهما مؤخّراً، زيادة معدل الرضا الشعبي عن أداء بايدن في أيامه الأولى في السلطة عن مستوى شعبية الرئيس السابق دونالد ترامب خلال نفس الفترة وعلى مدى أعوامه الأربعة التي أمضاها في البيت الأبيض رئيساً لأمريكا.

 

وأبان أحد الاستطلاعين والذي أجرته مؤسسة «مورنينج كونسالت»، أنّ 56 في المئة من الناخبين موافقون على أداء بايدن في هذه الفترة، مع معارضة 34 في المئة، مقارنة بـ46 في المئة حصل عليها ترامب في مطلع فترته الرئاسية وجاء أعلى مستوى لشعبيته في مارس من عام 2017 حين بلغت 52 في المئة.

 

وفي استطلاع آخر أجرته مؤسسة هاريس إكس مع صحيفة ذا هيل الأمريكية، جاء أنّ شعبية بايدن بلغت 63 في المئة، بينما أعرب 37 في المئة عن عدم رضائهم عن أدائه حتى الآن.، فيما ارتبط ذلك بسلسلة من القرارات التنفيذية التي اتخذها بايدن مستهلاً بها رئاسته للولايات المتحدة يستهدف بها إما تصحيح أو إلغاء سياسات أو قرارات اتخذها سلفه ترامب، ومن بينها إعادة الانضمام إلى معاهدة باريس للمناخ، وإلغاء الحظر المفروض على مواطني عدة دول إسلامية وإفريقية لمنعهم من دخول الأراضي الأمريكية.

 

وساهم موقف بايدن بالعدول السريع عن هذه القرارات المثيرة للجدل، في تعزيز فكرة وقوفه كرئيس جديد مناصر لموقف حزبه الديمقراطي وسياساته، حيث أظهر الاستطلاع الثاني أنّ 91 في المئة من الديمقراطيين يوافقون على أداء بايدن كما أيده أيضاً 49 في المئة من المستقلين. وتأتي هذه النتائج كلمحة سريعة في مستهل عام قد يكون صعباً للولايات المتحدة، حتى أنّ بايدن نفسه توقع أن يكون القادم أسوأ بالنسبة لجائحة كورونا بعد أن قاربت وفيات المصابين بالفيروس في الولايات المتحدة على نصف المليون، فضلاً عن استمرار تعثر الاقتصاد جراء الجائحة. ورغم أن بايدن اتخذ عدة قرارات لمواجهة هذه الظروف، إلّا أنّ الانقسام في مجلس الشيوخ جعل مصير حزمة المساعدات التي تستهدف المواطنين المتضررين غير واضح.

 

ووفق مراقبين فإنّ القرارات الرئاسية التنفيذية أصبحت على درجة من الأهمية في ظل الخلافات الحزبية في الكونغرس، ويمكن أن تكون السبيل الوحيد حتى الآن في مواجهة المشكلات الكبرى التي تواجه البلاد، ونتيجة لذلك فإن تأثيرها على ارتفاع شعبية الرئيس قد يكون قصير العمر. وقامت مؤسسة جالوب لاستطلاعات الرأي بقياس معدل الرضا الشعبي عن أداء ترامب عندما استهل فترته الرئاسية في يناير 2017، ووصل التأييد وقتها إلى 45 في المئة، فيما ارتفعت هذه النسبة إلى 49 في المئة أوائل العام 2020 بعد تصويت مجلس الشيوخ بتبرئته من الاتهام بالتقصير، إلّا أنّ نسبة تأييده تراجعت إلى نحو 34 في المئة قبل أسبوع من مغادرته البيت الأبيض.