بسبب الرئيس التركي.. منازل إسطنبول تفوح من جدرانها فقرا مدقعا‎

عرب وعالم

اليمن العربي

غورسل تكين، نائب مدينة إسطنبول بالبرلمان المعارض، قال إن هناك 8.3 مليون شخص بإسطنبول دخلهم الشهري لا يتعدى 134 دولارا

 

سلطت صحيفة تركية الضوء على معاناة أهالي مدينة إسطنبول، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، مشيرة إلى أن هناك 8.3 مليون شخص يحاولون تأمين احتياجاتهم بـ800 ليرة فقط (134 دولارا).

 

وأضافت الصحيفة "يني جاغ" التركية المعارضة أن هناك 530 ألف أسرة عاجزة عن دفع فواتير المياه، و463 غير قادرة على دفع فواتير الغاز.

 

وواصلت معدلات الفقر الارتفاع في 2019، كما انخفضت القوة الشرائية لدى المواطنين، وارتفعت تكاليف الحياة المعيشية، ووصل التراجع الاقتصادي الذي بدأ في 2018، لدرجة "الأزمة الاقتصادية" في 2019.

 

وذكرت صحيفة "يني جاغ" التركية المعارضة أن ذوي الدخل المحدود في الأحياء الفقيرة بإسطنبول يقاومون صعوبات الحياة والمعيشة من خلال المعونات الاجتماعية التي تقدم لهم.

 

جاء ذلك من خلال زيارات أجرتها الصحيفة مع غورسل تكين، نائب مدينة إسطنبول بالبرلمان عن حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية، لمنازل عدد من المواطنين من ذوي الحد الأدنى للأجور، وغيرهم ممن ليس لهم سوى دخل واحد.

 

وأوضحت الصحيفة أن الغلاء استفحل في إسطنبول، وباتت الأسر بما في ذلك متوسطة الدخل تعاني الأمرين لتستطيع العيش وسط ارتفاع الأسعار بشكل كبير، لا سيما أسعار المواد الغذائية الرئيسية.

 

وتابعت الصحيفة قائلة "جدران البنايات في مدينة إسطنبول تخفي وراءها قصصا مأساوية بالغة الصعوبة، فهناك بيوت لا يشتعل فيها موقد للطبخ، وأخرى تراكمت عليها الفواتير، وثالثة لا تجد سوى الخشب للتدفئة، ومنازل أخرى لا يجد أصحابها أموالا لستر نوافذهم من البرد، وأسر تتكون من 5 أفراد يعيشون جميعهم في غرفة واحد لضيق ذات اليد".

 

وأضافت "في إحدى الزيارات التقينا رب أسرة فقد زوجته بسبب مرض السرطان، تاركة له 3 أبناء، يعيشون جميعا في منزل لا يتمتع بأي مقومات للحياة، فالنوافذ محطمة، وجدران البناية بالية من الرطوبة".

 

وتابعت "رب الأسرة لما التقيناه شدد على عدم قدرته على العيش، وأنه لا يستطيع حتى شراء الفاكهة الفاسدة ليطعم صغاره، وذكر أنه فكر أكثر من مرة في الانتحار هو أولاده".

 

رب أسرة أخرى التقته الصحيفة، ذكر أنه يقوم ببيع الليمون، وأن ما يأتيه من مهنته لا يكفي لتلبية احتياجات أسرته.

 

وأشار إلى أن هناك فواتير للكهرباء والغاز والمياه تراكمت عليه، فقطعت الحكومة الخدمات عنه، ما زاد من صعوبة معيشتهم، لا سيما في برد الشتاء حيث لا يجدون وسيلة للتدفئة سوى باستخدام الفحم رغم خطورته الكبيرة.

 

وأجرت الصحيفة والنائب البرلماني المعارض زيارات متعددة للعديد من الأسر في المدينة، كان القاسم المشترك بينها جميعا الفقر المدقع.

 

النائب تكين ذكر في تصريحات للصحيفة تعليقا على تلك الأوضاع المأساوية، أن "هناك 8.3 مليون شخص بإسطنبول دخلهم الشهري لا يتعدى 800 ليرة، وأن هناك 530 ألف أسرة غير قادرة على دفع فواتير المياه، و463 أخرى عاجزة عن دفع فواتير الغاز".

 

وتابع قائلا "وفي عموم تركيا يوجد 3.444 مليون شخص لم يستطيعوا دفع فواتير الكهرباء، فهل الأسرة التي تعجز عن دفع فواتير الكهرباء لديها القدرة على شراء اللحم؟ بالطبع لا، لكن النظام يزعم كذبا أن استهلاك اللحوم زاد في إسطنبول، وأنا بحكم كوني برلمانيا عن المدينة تجولت في 785 حيا بها، لا يوجد جزار في بعضها".

 

وشدد على أن "معظم محدودي الدخل بإسطنبول يعيشون على الإعانات الاجتماعية التي لا تكفي بدورها هي الأخرى تلبية احتياجات الأسر من المواد الغذائية الأساسية".

 

وأوضح "أن أغلبية الأسر الفقيرة من متوسطة ومحدودة الدخل بدأت تهاجر من مدينة إسطنبول إلى ولايات تركية أخرى، تكون تكلفة المعيشة فيها بسيطة".

 

وتابع "في عام 2019 هاجرت 5 آلاف أسرة للأناضول (في إشارة لبقية الولايات التركية)، وهناك 7 آلاف أسرة تقدمت بطلبات للهجرة من المدينة".

 

وتشهد تركيا منذ فترة أزمة اقتصادية طاحنة أثبتت فشل نظام أردوغان في التعامل معها، وإيجاد حلول ناجعة لتخفيف وطأة الأزمة عن المواطنين الذين يعانون الويلات في ظل ارتفاع جنوني للضرائب، ومعدلات البطالة والتضخم، فضلا عن ارتفاع الأسعار.

 

وتعتبر تركيا بين الدول الأعلى من حيث أسعار المحروقات، مقارنة بمستوى دخل المواطنين، حسب بيانات رسمية صادرة عن موقع "oilprice" العالمي المتتبع لأسعار الوقود العالمية، حيث تعد تركيا دولة مستهلكة للنفط الخام.

 

كانت نسبة أسعار المستهلك (التضخم) في الأسواق التركية صعدت فوق 10% خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مواصلة تسجيلها نسبا تدفع نحو إرهاق جيوب الأتراك الذين يواجهون تآكلاً في ودائعهم وأجورهم بسبب تراجع الليرة التركية.