المساعدات الطبية.. فرصة أردوغان لتحقيق أهدافه الإستعمارية 

عرب وعالم

اليمن العربي

 

مع تفشي فيروس كورونا عالميًّا، وانشغال العديد من دول العالم بمكافحته، واحتياج دول أخرى لمساعدات طبية؛ وجدت تركيا في ذلك فرصة لتحقيق عددٍ من الأهداف، سواء على الصعيد الدبلوماسي، أو على صعيد توسيع انخراطها في عددٍ من صراعات المنطقة، خاصة في ليبيا ومنطقة شرق المتوسط، مستغلة انشغال الدول التي كانت تحجم أنشطتها العدائية بمكافحة تفشي وباء كورونا على أراضيها. 

وتعتمد تركيا على المساعدات الإنسانية كإحدى أدوات قوتها الناعمة لتحسين وتعزيز صورتها الخارجية، فيما يُعرف بـ"دبلوماسية المساعدات الإنسانية"، ووجدت أنقرة في أزمة كورونا وحاجة العديد من دول العالم للمساعدات الطبية فرصة لترسيخ وضعها "كقوة إنسانية"، ولتحسين صورتها الخارجية التي تضررت كثيرًا في السنوات الأخيرة بعد انخراطها المباشر في العديد من صراعات المنطقة، ودعمها عددًا من التنظيمات المتطرفة كإحدى أدوات تنفيذ أهدافها الإقليمية، حيث أطلقت أنقرة شعار "الإنسانية أولًا"، وتحت هذا الشعار أرسلت تركيا مساعدات طبية لبعض الدول، ووافقت على تلبية طلبات عشرات الدول لشراء مستلزمات طبية. وتقول أنقرة إنها أرسلت مساعدات طبية إلى 34 دولة حول العالم.

ويأتي ذلك في ظل تتصاعد حدة الانتقادات من قبل المنظمات الحقوقية الأوروبية والدولية، لسجل حقوق الإنسان المتدهور في تركيا، حيث أدانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تركيا أكثر من مرة لاحتجازها المؤقت بشكل غير قانوني لصحفيين وناشطين حقوقيين.