هارييت توبمان.. قصة أول أمريكية سوداء تُطبع صورتها على الدولار

اقتصاد

اليمن العربي

هي فكرة أيدها أوباما ورفضها ترامب بشدة وأحياها الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتتلخص في وضع صورة سيدة على ورقة نقدية فئة 20 دولارا من جديد.

 

وكشفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، أن وزارة الخزانة الأمريكية تتخذ خطوات بالفعل لوضع هارييت توبمان على ورقة الـ20 دولارا، كما كان مخططا في ظل إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما. 

 

وهارييت توبمان كانت ناشطة سياسية أمريكية في مجال إلغاء العبودية وعقوبة الإعدام، حيث هربت في سن مبكرة من العبودية. 

 

 وتعرف هارييت بترؤسها عمليات خطيرة لتحرير العبيد وإنقاذهم من ملاكهم باستخدام شبكة من النشطاء والبيوت الآمنة وسكك حديدية سرية.

 

وخاطرت بحياتها في مساعدة العبيد الآخرين وساعدت نحو 70 شخصا على الفرار إلى الشمال، قبل أن يتم حظر العبودية.

 

وخلال الحرب الأهلية الأمريكية، عملت توبمان كممرضة وأصبحت فيما بعد أول سيدة على الإطلاق تقود هجوما مسلحا خلال الحرب الأهلية الأمريكية.

 

للقصة أوراق قديمة

 

في عام 2016 قرر الرئيس الأسبق باراك أوباما أن تحل توبمان محل أندرو جاكسون في عملة الـ20 دولارا، ما أدى إلى الاحتفال بفكرة تكريم "العبد الهارب" على رئيس مالك العبيد، كما قالت صحيفة الجارديان في ذلك الوقت.

 

لكن دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، رفض هذا المقترح، بل وضع صورة لأندرو جاكسون في المكتب البيضاوي.

 

من المنتظر أن تقوم وزارة الخزانة الأمريكية بإصدار أوراق نقدية جديدة، من صنف عشرين دولارا وتظهر عليها صورة الناشطة السمراء البشرة "هارييت تابمان" التي تعتبر ضحية للاستعباد، فتكون بذلك أول امرأة تطبع صورتها على الأوراق النقدية للعملة الأمريكية.

 

هل يؤيد الأمريكيون الخطوة؟

 

إنها ليست المرأة الأولى التي تطبع صورتها الشخصية فقط وغنما أول شخصية سمراء البشرة توضع صورتها على أوراق مالية في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وكان قد أعلن وزير الخزانة الأمريكي جاك ليو أن الورقة النقدية التي ستصدر قريبا ستحمل صورة هارييت توبمان، لينهي بذلك حالة من الانتظار امتدت لخمس سنوات.

 

هيلاري على الخط

 

وأثناء خوضها الانتخابات الأمريكية أمام ترامب نشرت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية وقتها "هيلاري كلينتون" على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن هارييت توبمان كانت امرأة و قائدة و محاربة في سبيل الحرية، و أنها لا يمكنها أن تتخيل اختيار أفضل من هارييت توبمان ليكون على الأوراق النقدية من فئة 20 دولار الأمريكي.

 

امرأة أخرى على الورقة النقدية؟

 

في شهر يونيو/حزيران من سنة 2015 أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أنها تعتزم أن تستبدل صورة أول وزير خزانة في الولايات المتحدة الأمريكية "ألكسندر هاملتون" الذي توفي سنة 1795 المطبوعة على الأوراق النقدية من صنف 10 دولارات بأخرى لامرأة لم يتم تحديد هويتها في ذلك الوقت.

 

إلا أن المشروع أثار جدلا كبيرا بين محبي هاملتون عراب الدستور الأمريكي، وطالبوا هؤلاء بالتخلي بدلا منها على الصورة المطبوعة على الأوراق من صنف 20 دولارا التي هي للرئيس الأمريكي السابع "أندرو جاكسون" الذي تعتبر شعبيته أقل بكثير.

 

استطلاع لتحديد الصورة

 

أصدرت الإدارة الأمريكية عندها استطلاعا للرأي على نطاق واسع لمعرفة المرأة التي يجب اختيارها لوضع صورتها على العملة النقدية الأمريكية لأول مرة منذ مئة سنة.

 

 وصرح ليو بأنه تلقى العديد من الردود في هذه الاستطلاعات، و من بين الشخصيات التي تم اختيارها من طرف الأمريكيين بشكل كبير هي زوجة الرئيس الأمريكي سابقا فرانكلين روزفلت "اليانور" التي كانت تشتهر بنفوذ كبير في الساحة السياسية الأمريكية، وكذلك الناشطة ضد التمييز العرقي روزا باركس، لكن لن يكون من الممكن أن تطبع الأوراق النقدية الجديدة قبل سنة 2030، حسب وسائل الإعلامية الأمريكية كثيرة.

 

تاريخ هارييت توبمان

 

ولدت هارييت توبمان في سنة 1820 و توفيت في مارس سنة 1913، كانت ناشطة في مجال محاربة العبودية و مدافعة عن حقوق الإنسان كما عملت كجاسوسة لفائدة الاتحاد خلال الحرب الأهلية الأمريكية.

 

عملت هارييت على إنجاز 13 مهمة بعد أن هربت من العبودية التي ولدت فيها، من اجل إنقاذ أكثر من سبعين مواطنا من العبودية و ذلك من خلال مساعدة شبكة من الناشطين في محاربة الرق مستعملة بيوت آمنة و كيفية سرية تسمى "نفق سكة الحديد".

 

بعد الحرب ناضلت توبمان طويلة من أجل حق المرأة في التصويت. و تعرضت في طفولتها للضرب من طرف الكثير من أسيادها في مقاطعة دور شيستر، ماريلاند.

 

ومن بين هذه الحوادث تعرضت لجرح كبير في رأسها عندما ضربها مراقب غائب بمعدن ثقيل ألقاه في اتجاهها عندما أراد أن يضرب عبدا آخر. بعد الإصابة تعرضت توبمان إلى الصداع و نوبات من التخيلات و الرؤى، و حالات من فرط النوم التي أصابتها طول حياتها و كانت تصف الأحلام على أنها إلهام من الخالق.

 

فرت توبمان سنة 1849 إلى فيلادلفيا لكنها عادت بسرعة على ماريلاند لتنقذ أسرتها، و فعلا قامت بإخراج عائلتها من الولاية عن طريق مجموعات، و منحت العشرات من العبيد الحرية.