أردوغان يدشن مرحلة جديدة من تصفية الخصوم جسدياً

عرب وعالم

اليمن العربي

منذ محاولة الانقلاب المزعوم، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقوم بتصفية كافة المعارضين له، فبعد أن زج بآلاف السياسيين الكرد بينهم برلمانيين مثل الرئيسين المشتركين (السابقين) لحزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاش وفيغن يوكسك داغ، توجه نحو مؤسسات وأجهزة الدولة، واعتقل عشرات الآلاف وطرد ما يزيد عن مئة ألف من الخدمة العسكرية.

يعد أوزداغ من السياسيين الأتراك الذين يصرون على إجراء انتخابات مبكرة في البلاد في عام 2021 للخلاص من حزب العدالة والتنميةمسلسل الترهيب الأردوغاني تغلغل حتى وصل المعارضين في الجيش والتهمة دائماً "الاشتباه في صلتهم بمنظمة فتح الله غولن" وهي من يتهمها أردوغان بالضلوع في الانقلاب المزعوم 2016، فيما يرفض غولن المقيم في الولايات المتحدة هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً.

أردوغان الذي ورث اقتصاداً واعداً تم بناؤه بدعم أمريكي وأوروبي، كما حدث مع الدول الحليفة الموجودة على خط التماس مع الاتحاد السوفييتي السابق ثم مع روسيا، أصبح يقود بلداً ينهار بصورة غير مسبوقة بسبب المغامرات الخارجية والهوس بمد النفوذ وإدخال البلاد في صراعات لا تنتهي من أجل وهم إحياء "الإرث العثماني".

وانحدرت ممارسات الحياة السياسية في تركيا وأصبح أردوغان يتعامل مع معارضيه بالسلاح والعصي والضرب والتهديد وتعرض نائب أحمد داود أوغلو في رئاسة حزب المستقبل" التركي المعارض سلجوق أوزداغ للضرب بالبنادق والعصي أثناء خروجه من منزله وسط العاصمة أنقرة، دليل على تورط أردوغان وبلطجيته المأجورين في حادثة لاقت ردود فعل غاضبة.

ويعتبر أوزداغ من أبرز السياسيين الأتراك، وهو أحد مؤسسي "حزب المستقبل" الذي أسسه داوود أوغلو، بعد انشقاقه عن "حزب العدالة والتنمية" الحاكم وتأتي الحادثة على نائب داوود أوغلو، في الوقت الذي يشهد فيه الداخل التركي حراكا من عدة أحزاب، بينها "حزب المستقبل"، من أجل الترويج للمشاريع والخطط الخاصة بها، وذلك في إطار الاستعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2023، بحسب ما ذكر موقع قناة "الحرة" الإخباري.

ويعد أوزداغ من السياسيين الأتراك الذين يصرون على إجراء انتخابات مبكرة في البلاد في عام 2021، وكان قد أشار في تصريحات سابقة له، أواخر العام الماضي، إلى أن هذا "سيكون الدواء الوحيد للأمة التركية، للخلاص من حزب العدالة والتنمية".

ووصف رئيس حزب المستقبل التركي أحمد داوود أوغلو الواقعة بأنها "إرهاب سياسي"، وقال في بيان مصور إن "الرئيس إردوغان مسؤول عن كل التطورات الإيجابية والسلبية في البلاد. نتوقع منه تفسيراً واضحاً". مضيفاً أن الشعب التركي "يتوقع تفسيراً للهجوم المسلح اليوم. أين تسجيلات الكاميرا؟ نحن لا نقبل أي عذر. إذا اعتقدوا أننا سوف نتراجع عن الطريق الذي سلكناه فهم مخطئون".

وأدان رئيس "حزب الديمقراطية والتقدم" علي باباجان الواقعة مشيراً إلى ضرورة "القبض على مرتكبي هذا الهجوم الذي يستهدف السياسة في أسرع وقت ممكن، ويجب على القضاء كشف جميع جوانب الحادثة". وفي سياق متصل قال بولنت أرينج أحد المقربين من إردوغان، والذي كان قد استقال مؤخراً من منصب المستشار الرئاسي "أنا في انتظار إجراء تحقيق من قبل مكتب المدعي العام في أنقرة، وسيتم القبض على هؤلاء المهاجمين في أسرع وقت ممكن، والحكم عليهم بالعقوبات التي يستحقونها"، بحسب ما نقلت صحيفة "أحوال" التركية.

واستنكرت المعارضة التركية الرسمية والشعبية محاولات نظام أردوغان التستر على جريمة الاعتداء على نائب رئيس حزب المستقبل بأصدار نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، بياناً يدين فيه حوادث الاعتداء على اثنين من معارضي النظام الحاكم في تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان، في العاصمة التركية التي شهدت واقعتين، أولهما الاعتداء على نائب رئيس حزب المستقبل التركي، سلجوق أوزداغ، وصحفي جريدة "يني تشاغ" التركية، أورهان أوغور أوغلو، والمحامي أفشين هاتيب أوغلو.

وأشارت ذات المصادر إلى أن حملة أردوغان تعمل على تصفية معارضيه من خلال مرتزقه تابعين له يقومون بالعمل له مقابل الحصول على المال، مذكرة أن "محاولات الاستنكار" لمثل هذه الهجمات على رموز في السياسة والصحافة والمعارضة هي مجرد محاولة لابعاد الشك عن أردوغان ومرتزقته بأنهم خططوا ودبروا هذه الهجمات للتخلص من المعارضة التي تنافس أدروغان في الانتخابات القادمة.

ضرب أردوغان أسس "الدولة العلمانية" ووضع مصيرها في قبضة ولائه لفكر جماعة الإخوان وتحالفه مع فصائل الإرهاب التي تشاركه التجارة بالدين الحنيف، والعداء للدولة الوطنية، والعداء الذي لا ينتهي للعروبة التي حمت الدين واستعادت الاستقلال وأنهت قبل ذلك أربعة قرون من استعمار عثماني نشر الجهل والتخلف، ولم يترك وراءه إلا ذكريات المجازر التي ارتكبها، والاستبداد الذي مارسه، والاحتلال الذي يريد أردوغان استعادته باعتباره إرثاً لأجداده!.