فريق ترامب يطلق محاولة أخيرة لمحاصرة بايدن

عرب وعالم

اليمن العربي

في أيامها الأخيرة من السلطة، تعمل إدارة ترامب على إطلاق العديد من التغييرات السياسية الرئيسية في اللحظة الأخيرة التي تهدف إلى ترسيخ إرثها ومحاصرة إدارة بايدن القادمة في بعض القضايا التي تشمل الصين وتايوان وكوبا والحرب في اليمن.

 

قبل 10 أيام فقط من مغادرته منصبه، أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو مساء يوم الأحد أن الإدارة الأمريكية ستصنف حركة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن منظمة إرهابية، وهو قرار يهدف إلى قمع الجماعة المتمردة، إلا أن منظمات الإغاثة الدولية تحذر من أن العقوبات قد تعيق قدرتها على تقديم المساعدات الإنسانية بشكل خطير في الدولة التي مزقتها الحرب.

 

وفقا لمجلة ”فورين بوليسي“، أعلن بومبيو خلال عطلة نهاية الأسبوع أن الولايات المتحدة ستتراجع عن سياسة القيود الذاتية التي اعتمدتها منذ عقود بين المسؤولين الأمريكيين والتايوانيين والتي تستهدف المبدأ المركزي لما يسمى بالوضع الراهن لسياسة ”صين واحدة“.

 

في حين تحافظ الولايات المتحدة على علاقات وثيقة مع تايوان، تعتبر الصين الجزيرة جزءا من أراضيها، ولذلك قوبلت هذه الخطوة بإدانة سريعة من المسئولين في بكين.

 

وفي يوم الاثنين، ذكرت وكالة بلومبيرغ أن إدارة ترامب تعتزم تصنيف كوبا كدولة راعية للإرهاب، مما يعكس قرار إدارة أوباما ويقيم حاجز رئيسي أمام خطط إدارة بايدن القادمة، والتي ذكرت أنها ستتابع بسرعة من حيث توقف أوباما في محاولة إعادة تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع هافانا.

 

ويصف الدبلوماسيون المخضرمون وخبراء السياسة الخارجية موجة الإعلانات السياسية في الأيام الأخيرة للإدارة المنتهية ولايتها، بأنها محاولات يائسة تهدف عمداً إلى عرقلة السياسة الخارجية للإدارة القادمة.

 

وأشار مسؤول أمريكي، اشترط عدم الكشف عن هويته، إلى هذه الخطوات على أنها ”دبلوماسية البيع السريع“.

 

وقال الخبراء إن هذه الإعلانات نفسها لن تمنع الرئيس المنتخب جو بايدن من التراجع عن السياسات الخارجية التي اعتمدها الرئيس دونالد ترامب، ولكنها ستعقد العملية سياسيا ودبلوماسيا.

 

وقال انتوني كوردسمان الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: ”هناك عدة عوامل مؤثرة مع رحيل ادارة ترامب، حيث يبدو أن هذه الإدارة تحاول إحداث أكبر ضجة ممكنة قبل رحيلها“.

 

وشرح كوردسمان أن هناك طرقاً يمكن لإدارة بايدن استخدامها لتجاهل أو تجنب التصريحات السياسية الأخيرة التي لا تتفق مع أولويات سياستها الخارجية، ولكنها تمثل ألغاماً دبلوماسية سيتعين على إدارة بايدن أن تعمل بعناية على تجنبها.

 

وقال: ”إذا اضطررت للتراجع عن تصنيف الإرهاب في أي نقاش حول اليمن، يمكن للخصوم أن يتهموا إدارة بايدن بالتساهل مع الإرهاب، وفي أي وقت يريد مسؤولون من تايوان التحدث إلى الولايات المتحدة، يمكن لمؤيدي تايوان أن يشيروا إلى حقيقة أن الإدارة السابقة اتخذت هذا الموقف السياسي“.

 

وأشاد المكتب التمثيلي التايواني في واشنطن بقرار الإدارة الأمريكية، قائلا: ”إن إجراءات وزارة الخارجية لتعزيز الارتباطات التايوانية الأمريكية تعكس قوة وعمق علاقتنا، ونحن نتطلع إلى توسيع الشراكة بين تايوان والولايات المتحدة في الشهور والسنوات القادمة“.

 

هذا وترك اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي من قِبل حشد من الموالين لترامب الأسبوع الماضي، والذي خلف 5 قتلى، انطباعاً دائماً لدى الحلفاء الأمريكيين والدول النامية التي تأمل إدارة بايدن بدء جهود الانتقال الديمقراطي فيها.

 

إذ أثارت هذه الهجمات، التي شهدت اختراق مبنى الكابيتول لأول مرة منذ أن أحرق البريطانيون واشنطن في عام 1814، إدانة دولية تضمنت من حلفاء الولايات المتحدة المقربون وحتى الخصوم مثل روسيا وفنزويلا لأعمال العنف.

 

ويتساءل بعض خبراء السياسة الخارجية المخضرمين بالفعل عما إذا كان ينبغي على بايدن المضي قدماً في خططه الكبرى لاستضافة ”قمة الديمقراطيات“ خلال السنة الأولى من ولايته، نظراً لتأثر الجهود الأمريكية العالمية الرامية إلى تعزيز الديمقراطية في الخارج، بأحداث واشنطن.

 

ومن شأن التصنيف الإرهابي في اليمن وكوبا أن يمثل قضية شائكة لإدارة بايدن، كما قال خبراء ومسؤولون، لأن وزارة الخارجية القادمة ستواجه العبء السياسي المتمثل في إثبات أن الجماعات المحددة غيرت سلوكها قبل أن تتراجع عن التصنيفات وإلا ستتعرض لانتقادات من الجمهوريين في الكونغرس والمتشددين في السياسة الخارجية.

 

ومن المقرر أن يقوم بومبيو، الذي كان يروج لإنجازات إدارة ترامب المنتهية ولايتها في السياسة الخارجية على تويتر، أن يلقي خطابا أخيرا يوم الثلاثاء في نادي الصحافة الوطني يحدد التهديدات التي تمثلها إيران وتنظيم القاعدة.

 

هذا وكانت وزارة الخارجية تشجع الدبلوماسيين على التوافد لسماع الخطاب على الرغم من زيادة حالات الفيروس التاجي على الصعيد الوطني.

 

ولطالما كان بومبيو صريحاً في انتقاداته لخطط الإدارة الأمريكية المقبلة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي انسحب منه ترامب كجزء مما يسمى باستراتيجية ”الضغط الأقصى“ التي وضعتها إدارته لعزل طهران اقتصادياً ودبلوماسيا، كما يبدو أن تصنيف الحوثيين مرتبط بجهد معاقبة خصوم الولايات المتحدة مع نفاد وقت إدارة ترامب.

 

وفي الأسابيع التي تلت الانتخابات الأمريكية، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الشركات والأفراد المرتبطين بصناعة المعادن في إيران، كما فُرضت عقوبات على المسؤولين الفنزويليين المتورطين في سجن الأمريكيين العاملين في مصفاة النفط الأمريكية Citgo؛ ومعاقبة العديد من الشركات الكوبية المملوكة للجيش.

 

وفي أواخر ديسمبر، أضافت الإدارة الأمريكية أيضاً عشرات الشركات الصينية، بما في ذلك شركات تصنيع أشباه الموصلات والطائرات المسيرة، إلى قائمة سوداء تجارية كجزء من جهودها لممارسة الضغط على بكين في الشهر الأخير من ولايتها.