الاغتيالات والتحريض.. ألغام إخوانية على طريق الحكومة اليمنية

أخبار محلية

اليمن العربي

حذر خبراء عسكريون يمنيون من ألغام جديدة لتنظيم الإخوان لإعاقة عمل الحكومة الجديدة وإفشال تنفيذ مراحل اتفاق الرياض الأخيرة.

 

وقال خبراء في تصريحات صحفية، إن قيادات إخوانية بارزة وفرت غطاء سياسيا لتحركات ضد الحكومة من خلال التشكيك والتحريض بالتزامن مع عودة ورقة الاغتيالات وهجوم إعلامي تتزعمه أبواق إخوانية تقيم في قطر وتركيا. 

 

واعتبر الخبراء المواقف التي أعلنها القيادي البارز في إخوان اليمن والمقيم في تركيا، حميد الأحمر، مؤخرا تصعيدا صريحا ضد الحكومة والتحالف العربي وتحريضا لخلايا الإخوان على الأرض لزرع ألغام تعيق عودتها إلى عدن.

 

وأطلق الأحمر الصغير بيانا هو الأول ضد التحالف يضع اشتراطات بتمكين الإخوان من إدارة الجزر اليمنية وإخضاع المحافظات الجنوبية لمليشيا الإخوان باسم الشرعية كما يحصل في تعز وشبوة.

 

وأشار إلى أنه "لم يعد مقبولا استمرار الصمت تجاه التحالف العربي" في موقف حمل خطابا للإخوان برفض التعاون مع الحكومة والتحالف العربي رغم وجود ممثلين لحزب الإصلاح الإخواني في الحكومة خلافا لتفردهم بقرارها وتشكيلتها سابقا. 

 

بالتزامن، تعرض ضابط رفيع في المقاومة الوطنية والتي يقودها العميد ركن طارق صالح، لعملية اغتيال غادرة في العاصمة المؤقتة عدن عقب يومين فقط من أداء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية أمام الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي.

 

وكان الرائد نادر الشرجبي، عائدا من مقر عمله في الساحل الغربي لليمن لقضاء إجازة قصيرة مع أسرته في عدن قبيل أن يعترض طريقه مسلحون ملثمون وسط العاصمة المؤقتة ويطلقوا عليه وابل الرصاص على أجزاء متفرقة في جسده أدت إلى مقتله على الفور، طبقا لمصادر يمنية.

 

وقوبلت العملية الغادرة بتنديد يمني واسع في حادثة كشف عودة ورقة الإرهاب وإمعانا في الجرم ورسالة الجهة التي تقف خلف الجريمة الإرهابية.

 

ونددت المقاومة الوطنية بمقتل ضابطها البارز، واعتبرت الجهة التي اغتالت الرائد الشرجبي بعدن هي ذاتها التي اغتالت بتعز قائد اللواء 35 مدرع، العميد ركن عدنان الحمادي، في ديسمبر /كانون الأول 2019، وتقف خلف العمليات الإجرامية الرامية إلى ضرب معركة اليمنيين المصيرية عبر استهداف قياداتها وناشطيها بالتصفيات أو بحملات التحريض الإعلامي والسياسي الممنهج.

 

ونبه بيان صادر عن المقاومة الوطنية، الثلاثاء، إلى أنها تدرك دوافع المجرمين لصرف المقاومة ومعها كل اليمنيين عن هدفهم الكبير وجرها لمعارك جانبية، وذلك ما لن يتحقق لهم. 

 

وتوعدت المقاومة اليمنية (الوية حراس الجمهورية) الأيدي المتورطة في الغدر والخيانة وطعن اليمنيين في ظهورهم بدفع الثمن غاليا ومصحوبا بالخزي والعار وأنها لن تظل مختبئة إلى الأبد.

 

سلاح الاغتيالات

 

وحملت عملية الاغتيال للرائد في القوات اليمنية المشتركة بالساحل الغربي لليمن اليومين الماضين رسالة صريحة من الأطراف التي تقف ضد الحكومة وضد المصالحة بين مكونات الشرعية، وفقا لمصادر أمنية.

 

وقالت المصادر، إن هناك طرفان مثل تنفيذ "اتفاق الرياض" و"تشكيل الحكومة" خسارة لهما وهما مليشيا الحوثي الانقلابية وتنظيم الإخوان الإرهابي وحلفائهما من التنظيمات الإرهابية، حيث خسر الإخوان التفرد بقرار الشرعية وخسرت المتمردين الصراع المسلح الذي كان في معسكر الشرعية.

 

ولم تستبعد المصادر أن تشهد عدن موجة جديدة من الاغتيالات للقيادات العسكرية والأمنية وعودة تحركات تنظيم القاعدة الإرهابي في محافظتي أبين وشبوة (شمال عدن) انطلاقا من مناطق سيطرة الانقلابيين في محافظة البيضاء (وسط البلاد) وذلك لأن بعض الأطراف خسرت نفوذها وتحرك ورقة التصفيات والعمليات الإرهابية لخلط الأوراق.

 

إلى ذلك، اعتبر المتحدث الرسمي للمقاومة الوطنية بالساحل الغربي لليمن، عضو قيادة القوات المشتركة، العميد صادق دويد، الجهة التي اغتالت الرائد الشرجبي اختارته لبعث رسالة للقوى الوطنية والتي تواجه مليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية على حد سواء.

 

وقال المتحدث العسكري، إن العاصمة المؤقتة عدن كانت المدينة التي شهدت تأسيس قوات المقاومة الوطنية وانطلاق شرارة حربها ضد المليشيات الحوثي وضد مؤامرات التحريض والتضليل، مضيفا أن المعركة واحدة والعدو واحد.

 

ورقة الإرهاب

 

الخبير العسكري اليمني، العميد ثابت صالح حسين، أعتبر حزب الإصلاح (الذراع السياسي لتنظيم الإخوان الإرهابي في اليمن) هو المعطل والرافض لاستكمال تنفيذ المراحل الأخيرة من اتفاق الرياض، وكذا تشكيل حكومة المناصفة لأنه خسر الانفراد والسيطرة على القرار الحكومي والرئاسي للشرعية.

 

وقال العميد ثابت صالح، إن لموقف الإخوان دوافع عدائية معروفة تجاه الجنوب وتجاه التحالف، مشيرا إلى أنه رغم تمثيل الإخوان في هذه الحكومة بأكثر مما يستحق التنظيم الإرهابي إلا أن هجمته الإعلامية الشرسة لم تتوقف ضد الحكومة وعلى السعودية والإمارات.

 

وقال الخبير اليمني "عدى الحرب الإعلامية والنفسية التي يخوضها الجهاز الإعلامي الضخم لحزب الاصلاح، هناك ما هو أخطر للاستخدام وهو ورقة الارهاب باستخدام أذرعه في التنظيمات الإرهابية في القاعدة وداعش" وهي ذلت الورقة التي استخدمت ضد الحزب الاشتراكي واليمنيين الجنوبيين بشكل عام منذ عام 1991 وراح ضحيتها الألاف من الشهداء والجرحى.

 

وأضاف ثابت "بقدر ما يعبر استخدام حزب الاصلاح لهذه الورقة عن ثقافة العنف والكراهية والتعبئة ضد كل مخالف لتنظيم الإخوان، بقدر ما يعبر عن فشل وافلاس هذا الحزب في الحياة السياسيّة والمدنية والثقافية والفكرية". 

 

ولم يستبعد الخبير العسكري اليمني أن تشمل الأعمال الإرهابية ليس فقط القيادات اليمنية الجنوبية وبعض قيادات القوى الأخرى لخلط الأوراق، بل وقد تطال استهداف مرافق الخدمة العامة خصوصا في العاصمة المؤقتة عدن لإظهار المدينة غير آمنة ولإفشال جهود المحافظ والحكومة معا في تطبيع الأوضاع.