الباحثة الإعلامية هالة فؤاد في حوار خاص مع "اليمن العربي" عن الشذوذ الجنسي بحضرموت

أخبار محلية

اليمن العربي

كشف الباحثة الإعلامية هالة فؤاد باضاوي، عن أسباب تفشي ظاهرة الشذوذ الجنسي في محافظة حضرموت، مشيرة إلى أن الأرقام في تزايد مستمر.

 

وقالت باضاوي في حوار مع “اليمن العربي“، إن انتشار الشذوذ الجنسي في أوساط الفتيات يشكل نسبة أكبر من مدى انتشاره في أوساط الشباب، معللة ذلك لسهولته ولكونه أكثر أمانا من غيره من العلاقات الأخرى التي لا تثير ريبة الأسرة.

 

 

وربطت باضاوي استفحال هذه الظاهرة السلبية، بأسباب كثيرة أبرزها المخاوف من مصارحة الأسرة، فضلا عن الخوف من العادات والتقاليد أكثر من الخوف من عقوبة هذه الجرائم.

 

 

وفيما يلي ينشر موقع “اليمن العربي“ نص الحوار الذي أجراه مراسلنا مع الإعلامية والباحثة في شؤون المجتمع الحضرمي، هالة فؤاد باضاوي:

 

 

* ما هو الشذوذ الجنسي؟ والى أي مدى انتشر مؤخراً؟

 

** الشذوذ الجنسي ( اللواط والسحاق) هو علاقة جنسية بين رجل ورجل أو امرأة و امرأة، وهو خروج عن الفطرة السوية التي خلق الله آدم وحواء عليها، وله عواقب دينية وأخلاقية وصحية واجتماعية، فقد انتشر مؤخراً بكثرة بين أوساط المجتمع؛ وما جعل انتشاره كبير هو التفاخر به أحياناً دون خجل أو خوف، وعدم محاسبة من يقوم به وغض الطرف هو ما جعله في حالة استمرار.

 

 

* ما هي أسباب تفشي هذه الظاهرة من وجهة نظرك؟

لها أسباب كثيرة منها:

- غياب الرقابة الأسرية.

- عدم الشك في العلاقة لكونها بين شخصين من نفس الجنس.

- غياب الوعي والتثقيف من كافة أطراف المجتمع لخطورة الأمر.

- الحاجة المادية سبب مهم وقلة فرص العمل بين الشباب.

- السكوت عن الأمر وعدم معالجته خوفاً وبهذا تتفشي بكثرة.

- تقديم العيب على الحرام أيضاً.

- عدم تقديم الأهل المعلومات الكافية عن المرض ومسبباته وما يترتب عليه بسبب العيب.

- خوف المجتمع من فكرة تقبل الظاهرة حتى وهم يعلمون عنها، وغيره الكثير.

 

 

* الشذوذ الجنسي في أوساط الشباب والفتيات أيهما وردتك حالات أكثر؟

** مؤخراً بعد إطلاق حملتي حضرموت بلا شواذ كنت أعتقد أن حالات الشباب أكثر ولكن اتضح لي العكس ..هناك حالات أيضاً فتيات وهذا الدخيل على حضرموت وعلى أهل حضرموت.

 

 

* كيف ترين تعامل الأسر مع مثل هذه القضايا؟ وكيف تكون ردة فعلها عندما تصطدم بالواقع؟

** الأسرة هي الأساس في تكوين شخصية كل فرد منا.

وكما تعلم اليوم نحن في زمن التكنولوجيا والانترنت وكل شي أصبح متاح لكل شرائح المجتمع.

وبما أنني أم لأطفال فأنا مسؤولة أن أعلم طفلي كيف يتعامل مع الآخرين وأن هناك مناطق لا ينفع أحد رؤيتها أو لمسها ولو كان اقرب شخص لك وأخباره بحسب عمره عن ما يترتب عليه ذلك ..بعض الأسر ترى من العيب التحدث مع أبناءها وهذا الخطأ.

والجيل الجديد لا يقتصر على البيت فقط وما سيتعلمه من والده ووالدته أفضل من تعلمه من شخص آخر لا نعلم كيف سيوصلها وما هي أهدافه وعلى الأسرة التعامل مع الظواهر بشكل عام بنوع من الوضوح والشفافية .. عندما تصطدم أي ظاهرة شاذة بالواقع قد يتقبلها بنسبة بسيطة والأغلبية تميل إلى الرفض وأن كانت الظاهرة موجودة ونعلم عنها.

 

* هل تعتقدين أن الخوف من مصارحة الأسرة عامل يزيد الطين بله؟ هل وردتك حالات لهذا؟

** نحن في مجتمع محافظ وله من العادات والتقاليد التي نحترمها ونفتخر بها  وقد يكون هذا سبب رئيسي عندما يأخذه الكثير من منظور غير سليم والعادات والتقاليد لا تعني بالمطلق الصمت والخوف ..وعدم الثقة بين أفراد الأسرة بمفهوم الخوف وعدم إعطاء مساحة كافية لأطفالنا وتعليمهم في زمن الانفتاح المفروض اليوم علينا لا يتقيد بأي عادات أو تقاليد .. بالفعل هذا قد يزيد انتشار تفشي أي ظاهرة.

 

 

* إلى ماذا ترجع أسباب تكتم الأسر على الضحايا من وجهة نظرك؟

**  العادات والتقاليد هي سبب رئيسي والفهم المحدود لمعنى العادات والتقاليد يجعلها سبب لزيادة المشكلات.

نعلم أبناءنا على العيب أكثر من الحرام وليس العكس ..ولو نظرنا بمفهوم أوسع وتفكير أنضج يمكننا جعل العادات والتقاليد حماية لنا ولمجتمعنا وليست سور نخفي خلفه مشاكلنا التي سرعان ما ستكبر ولن يستطيع ذلك السور إخفاءها.

 

 

هل وردتك حالات اغتصاب لفتيات  أو أحداث دون سن البلوغ؟ وكيف تتصرف الأسرة؟

** الاغتصاب هي ظاهرة موجودة في العالم أجمع؛ لكن مجتمعنا مازال يتحفظ على تلك الأمور وإخفائها ويعتبر التكتم عنها واجب لابد منه، بل يعتبر الأمر خزي وعار يجب إخفاؤه وبذلك يفلت الجاني من العقاب وتتعرض المجني عليها للاغتصاب مرتين ..المرة الأولى من المغتصب والثانية  من الأسرة.

 

 

بالحديث عن الظواهر الاجتماعية ..أخبرينا عن أكثر القضايا بالمرأة التي تصلك؟

** أكثر القضايا التي تواجه المرأة وتصل من كثير من النساء هي التحرش .. ومفهوم التحرش لدينا محدود .. التحرش لا يشمل الجنس فقط بل تحرش عبر مواقع التواصل وعبر الجوال وأغرب أنواع التحرش هو التحرش المحارم للأسف وصلني العديد من الرسائل عن هذا الأمر.

العنف ضد المرأة هذا الأمر أصادفه كثيراً والعنف أيضاً لا يعني الضرب بل له أشكال كثيرة يصعب حصرها .. ومازلت المرأة تتعرض للعنف النفسي والجسدي والاجتماعي.

كثرة الطلاق أيضاً مشكلة تواجه المرأة بسبب عدم التوافق بين الزوجين واختلاف الطبقات والأفكار والتسرع في الزواج بتكاليف باهظة.

مشاكل الطلاق والنفقة والخلع أيضاً مازالت المرأة تعاني من هذا الأمر بكثرة، وغيره الكثير.

 

 

هل عمل المرأة الحضرمية من شأنه خلق كراهية في أوساط الأزواج؟

** المرأة اليوم في حضرموت غير الأمس بل أصبح عمل المرأة هدف تسعى له بعد جهد الدراسة وحتى لو لم تكن متعلمة فهي أيضاً تعمل بمجالات كثيرة.

والعنصر النسائي متواجد بكثرة في المدارس والجامعات وأماكن العمل.

وعمل المرأة ليس مشكلة في زواجها ولن يخلق الكراهية .. إذا كان الرجل لديه من الثقة والتفهم ما يكفي لتأسيس بيت وأسرة!

 

 

* هل يعاني المجتمع الحضرمي من قلة في الوعي؟

**  أكبر مشاكلنا سببها في قلة الوعي ..مازلنا بحاجة للوعي الكافي لمعالجة الظواهر الشاذة والمشكلات التي تواجه مجتمعنا، وتفشي الظاهرة سببه قله الوعي، الوعي بحد ذاته نصف العلاج، نحنا بحاجة اليوم إلى وعي كي نستطيع تخطي المشكلات التي تشعبت وتفشت بكثرة.

 

 

كلمة أخيرة لك!

عندما وصلتني الكثير من الرسائل عن الشذوذ وكتبت عنه الكثير تعرضت للصد، ولكن لا أنكر أن الموضوع سبب صدى كبير وبالمقابل تلقيت الدعم من الكثير وأفادوني أيضاً هذا يثبت أن هناك من يشعر بخطورة الظاهرة.

 

عندما أتحدث عن مشكلة ليس بالضرورة المبالغة من الناس، حتى وهم يعلمون أنها موجودة هذا ليس حلا والمشكلة لن تكون هناك فقط؛ بل ستصل إلى الجميع إذا لم نجد لها حلا لتداركها.. أتمنى أن يفهم الجميع أننا في خطر يداهم جيلا بكامله ويدمر مجتمع .. صحياً وأخلاقيا ودينيا واجتماعياً.