دعوات يمنية لمساندة الحكومة الجديدة.. استعادة هيبة الدولة

أخبار محلية

اليمن العربي

دعا مسؤولون وسياسيون يمنيون إلى استثمار الآمال في الشارع اليمني لتوحيد الجهود ومساندة حكومة الكفاءات الجديدة.

 

وتسود الشارع اليمني حالة تفاؤل غير مسبوقة بنجاح الحكومة التي يتوقع وصولها للعاصمة المؤقتة عدن اليومين المقبلين عقب فشل الحكومات السابقة التي استفرد بقرارها تنظيم الإخوان المسلمين وشبكة تحالفاتهم التي نسجت منذ 2011.

 

وتعززت آمال الشارع اليمني بالإجراءات الأمنية والاقتصادية التي تنفذها السلطات في العاصمة المؤقتة عدن لاستقبال الحكومة الجديدة، تزامنا مع حصد الريال اليمني مكاسب مستمرة في سوق الصرف أمام الدولار الأمريكي.

 

فيما بدأت السلطات المحلية في عدد من المحافظات المحررة،الإثنين، إشهار عرائض لأسعار السلع الأساسية من واقع التراجع الكبير في سعر الدولار الأمريكي، والتي أظهرت تراجعا في القيمة السوقية لأهم السلع الغذائية الأكثر استهلاكا بنسبة تقترب من 25 %، في مؤشرات عززت ثقة اليمنيين بإمكانية تطبيع الأوضاع واستعادة هيبة الدولة.

 

تأهب في عدن

 

في العاصمة المؤقتة عدن، يواصل المحافظ أحمد حامد لملس وحشد الجهود لإزالة أي عوائق في طريق مسار الحكومة التنموي عبر إجراءات أمنية صارمة عززها إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي عن حزمة استعدادات لتذليل كل الصعوبات أمام حكومة الكفاءات.

 

واعتبر المحافظ لملس في بيان،الإثنين، أن كلمة الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي أمام الحكومة الجديدة عقب أداء اليمين الدستورية تعد بمثابة خارطة طريق وتوجيهات ملزمة التنفيذ وبرنامج عمل في الفترة المقبلة.

 

ووجّه المسؤول اليمني كافة السلطات التنفيذية في عدن بترجمة هذه التوجيهات إلى واقع عملي على الأرض والعمل على تذليل أي صعوبات أمام عودة الحكومة وتهيئة الأجواء المناسبة لعودتها وعملها من العاصمة المؤقتة عدن.

 

وأكد البيان أن وجود الحكومة سيكون عوناً وعاملا مساعداً لقيادة عدن في حل جُملة من المشكلات التي تعاني منها العاصمة المؤقتة، مشدداً على وجوب استغلال وجودها لتنفيذ المشروع الاستراتيجي المتمثل في إعادة البناء وتنمية عدن، والعمل على استعادة دورها الريادي في المجالات كافة.

 

وقال  لملس في بيان، إن الحكومة قادمة خلال اليومين القادمين بخطة وتوجه وبرنامج لمعالجة كل التحديات و"نحن سوف نكون جاهزين لها بكل برامجنا وخططنا وكل إمكانياتنا ومساعدين لها لتجاوز كل المعوقات".

 

مرحلة البناء

 

ويضع عودة الحكومة إلى عدن المناطق المحررة في مرحلة البناء ومكافحة الفساد وإرساء دعائم وقواعد الحكم الرشيد، فيما يمهد لاستقرار أمني طويل لاجتثاث الإرهاب ومكافحة التطرف وتسوية الملعب لاستكمال بقية بنود اتفاق الرياض.

 

وحسب السياسي اليمني، مدين مقباس، فأن إعلان الحكومة مرحلة جديدة صنعها اتفاق الرياض في إطار استكمال تنفيذ بنوده لإنهاء الصراع في الجنوب بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي وطي صفحة الإحتراب بين الطرفين .

 

وقال مقباس، إن تنفيذ اتفاق الرياض الذي وقع برعاية المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات شكل مرحلة جديدة لتوحيد جهود أقطاب الشرعية لتحرير الأراضي اليمنية من سيطرة مليشيات الحوثي وإنهاء الانقلاب وصولا إلى سلام شامل ينهي الحرب التي تعصف باليمن منذ أكثر من 6 سنوات.

 

وأشار الخبير اليمني إلى أن تشكيل الحكومة كإحدى ثمرات اتفاق الرياض يشكل نجاحا جديدا للدبلوماسية السعودية وجهودها  التي استطاعت من خلالها إذابة الخلافات واحتوائها بين اليمنيين وإخراج اتفاق الرياض إلى حيز التنفيذ وبتعاون كبير من دولة الإمارات.

 

ولفت إلى أن كل هذه الأحداث السارة عززت ثقة اليمنيين بالقادم وانعشت آمالهم بإمكانية تحقيق السلام وطي صفحة الحرب العسكرية والاقتصادية وأعادت لهم الثقة بخيار استعادة وبناء مؤسسات الدولة الذي لن يتحقق إلا بنجاح برنامج الحكومة الجديدة.

 

وأشاد مقباس بالدور الذي بذله الرئيس اليمني لإنجاح الحكومة الجديدة ورغبته المسؤولة من خلال مضامين وأهداف المواجهات العامة التي تضمنتها كلمته والتي كانت بمثابة خطوط عريضة لرسم برنامج عمل للحكومة.

 

كما تستهدف إنهاء معاناة الشعب والفوضى الأمنية والاقتصادية والخدمية ووقف تدهور العملة المحلية، والتأسيس لمرحلة جديدة لليمنيين تضعهم على الطريق الصحيح لإنهاء الفوضى واستعادة هيبة الدولة.

 

وأضاف أن"على الرغم مما تبذله دول التحالف السعودية ودولة الإمارات من جهود لإنجاح برنامج الحكومة واستكمال ما تبقى من بنود اتفاق الرياض إلا أن نتائج وأثار الحرب بين الفرقاء السياسيين أحدثت شرخا في المجتمع وكان لخطاب الكراهية أثرا مشوها بين المتحاربين وهذه من أبرز  المعوقات القادمة التي يجب تداركها مبكرا".

 

وطبقا لمقباس أن هذه التشوهات والآثار  تحتاج اليوم إلى تضافر جهود الجميع لوقف المناكفات والكف عن الخطاب التحريضي السلبي وإفشال كل المعوقات المتوقع خلقها من قبل تجار الحروب الذين ينظروا لتحقيق السلام على أنه عملا يمس بمصالحهم الشخصية.

 

ودعا الخبير اليمني الجميع، نشطاء ومنظمات مجتمع مدني وسياسيين ومفكرين وإعلاميين، لتهيئة الأوضاع وبذل كل الجهود لمساندة ومساعدة الحكومة الجديدة  لتحقيق اهدافها التي بنجاحها سيسهم الجميع  في إنقاذ المجتمع  الذي يقف على بعد خطوة من المجاعة التي تهدد حياة الملايين.