"الهربة".. فيلم تونسي عن اختباء متطرف في غرفة "فتاة ليل"

ثقافة وفن

اليمن العربي

يغوص فيلم "الهربة"، أحدث أعمال المخرج التونسي غازي الزغباني، في مراوحة بين المدنس والمقدس ويتموج بين مفاهيم تؤرق الذهنية العربية.

 

هذا الفيلم، الذي عرض مساء الخميس في قاعة السينما عمر الخليفي بمدينة الثقافة وسط العاصمة تونس، في عرضه قبل الأول المخصص للصحفيين، يندرج ضمن فعاليات الدورة الـ31 من مهرجان أيام قرطاج السينمائية، التي انطلقت يوم الجمعة 18 ديسمبر الجاري وتستمر حتى 23 من الشهر ذاته.

 

هذا العمل الفني، الذي تبلغ مدته 90 دقيقة، من بطولة الممثلين نادية بوستة وغازي الزغباني، ومشاركة محمد قريع ورانية القابسي، ومن تصوير محمد المغراوي.

 

والفيلم مستوحى من رواية الكاتب حسن الميلي الناطقة باللغة الفرنسية "العاهرة المثقفة".

 

ويعد "الهربة" أول فيلم سينمائي طويل للزغباني كان في الأصل مسرحية، عمل عليها عام 2018، وعرفت إقبالا جماهيريا لما تحمله من جرأة في الطرح.

 

ويروي الفيلم قصة سلفي متشدد دينيا يدعى "محسن" متهم بجرائم متعلقة بالإرهاب يهرب من الشرطة وسط شوارع المدينة العتيقة ليجد نفسه أمام بيت دعارة، حيث يلجأ إلى غرفة فتاة ليل تدعى "نرجس"، ويتوسل إليها لإخفائه فتستجيب لطلبه كي لا تتورط مع الشرطة.

 

وجد "محسن"، هذا الشاب المتخرج حديثا من الجامعة بعد دراسة في المجال الإعلامي، نفسه مرغما على تحمل مجموعة من المفارقات بين أفكاره الدينية المتعصبة والتحرر المفرط من جانب نرجس، فتضعه في مواجهة بين أفكاره ومواقفه وغرائزه ومقاومته لإغراءات هذه السيدة الجميلة، فيقرر أن يختبئ تحت السرير لمدة ساعات ليتجنب إغوائها له، لكنه لم يستطع مقاومة شهوات الجسد واستجاب في النهاية لرغباته الجنسية لتنشأ قصة حب بينهما بنهاية المطاف.

 

وتدور أحداث هذا العمل السينمائي في فضاء ضيق مغلق، إلا أنه جعل المتفرج لا ينزعج من تكرار المشاهد، نظرا لاختلاف الزوايا وكثافة المعاني داخل السيناريو وتنوع الأضواء واعتماده على موسيقى تصويرية حية وشيقة.

 

وأراد الفيلم إيصال رسالة بأن فتاة الليل ليست بالضرورة امرأة جاهلة، وإنها قد تكون امرأة مثقفة ومنفتحة على الآخر، مهما كان نوعه، حتى مع المتشدد الديني الذي يحرم عملها إلى درجة التكفير، بل أنها تجعله يتصالح مع ذاته ويعود إلى تركيبته الأولى، وهي حبه للحياة المتجسدة في المرأة.

 

واعتمد كاتب النص على العديد من المواقف الساخرة ليكسر حالة الرتابة والجمود، التي بدا عليها الفيلم في أول أحداثه.

 

وكان هذا الفيلم جاهزا للعرض منذ عدة أشهر، إلا أن جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وقرار إيقاف الأنشطة الثقافية في تونس، أدى إلى تأخير عرضه بدور السينما حتى يومنا هذا.

 

وسيكون جمهور الفن السابع على موعد مع هذا العمل يوم 24 ديسمبر الجاري ضمن فعاليات المهرجان.