في ليبيا .. الأموال للإرهاب وتركيا وكورونا والتشرد لأطفالها

عرب وعالم

اليمن العربي

لا يزال أطفال ليبيا، الضحية الأولى للعنف والفوضى بسبب الحرب الأهلية، التي دمرت بلادهم، وأغلقت مدارسهم وتركت أكثر 200 ألف طفل خارج فصول الدراسة .

 

وكشف فإنه إلى جانب المشاكل الخانقة التي تتخبط فيها ليبيا، أصبحت أزمة تسرب الأطفال في ليبيا من التعليم، قضية أولى في البلاد، بسبب نتائجها الوخيمة على مستقبل دولة لم تتعاف من الإرهاب، والتدخل الأجنبي، وسيطرة التنظيمات الإرهابية عليها، في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد، والفساد المالي والاقتصادي، إلى جانب سيطرة الميليشيات على أجهزة الحكم، ما يهدد أجيال المستقبل في واحدة من أثرى دول العالم بالموارد النفطية، بالانقطاع عن التعليم، وبمواجهة مصير مجهول، في ظل انشغال حكومة الوفاق الليبية وحليفها التركي عن هذا الملف، وانصراف المجتمع الدولي عن معالجة الأزمة المتنامية، وفقا لموقع 24.

 

ومن جهتها قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف في تقارير عدة إن "عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى مساعدة إنسانية في ليبيا يناهز 348 ألفا، يعانون نقصاً في الغذاء، والرعاية الصحية، ‏والتعليم، واكتساب المهارات اللغوية المختلفة، فضلاً عن ‏المواد العلمية التي تبنى شخصيتهم ومسارهم التعليمي".

 

وفي 2020 انتشر وباء كورونا، بالتزامن مع التوتر العسكري، والتدخل التركي المباشر في الصراع إلى جانب حكومة الوفاق في طرابلس، ما عرض آلاف الأطفال إلى خطر الموت، والإصابات المختلفة، إلى جانب الحرمان من الحق في التعليم، وذلك في ظل تخصيص حكومة الوفاق الموارد المالية الضخمة لتسليح الميليشيات، واستقدام المرتزقة، فضلاً عن تعويض الأتراك عن المساهمة المباشرة في الحرب الدائرة في البلاد.

 

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسيف، هنرييتا فور، إن "الأطفال في ليبيا، بمن فيهم الأطفال اللاجئون والمهاجرون، يتعرضون لمعاناة شديدة وسط العنف، والفوضى التي ظهرت جراء الحرب الأهلية التي طال أمدها في البلاد"، وأضافت، أن "أوضاع آلاف الأطفال والمدنيين، تدهورت، منذ اندلاع أعمال العنف في طرابلس وغرب ليبيا في العام الماضي".

والواضح أن التدخل العسكري التركي في ليبيا، حولها إلى واحدة من أخطر بلدان العالم، أمنياً، وصحياً، بسبب تنامي شوكة الجماعات والميليشيات المسلحة الإرهابية التي تدعمها أنقرة من جهة، وبسبب سيطرة الجماعات المتطرفة على مؤسسات التعليم في ليبيا، ما جعل أطفال البلاد لقمة سائغة لمزيد من التطرف والإرهاب.

وإلى جانب الإرهاب لم يقتصر دور المرتزقة الموالين لتركيا الذين دفع بهم الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى ليبيا، على نشر التطرف وسفك الدماء، بل كان لهم دور آخر في مفاقمة الوضع الصحي المتدهور أصلاً في البلاد، وأكدت الصحافية الأمريكية ليندسي سنيل، في تقارير صحافية عدة، أن تدفق المرتزقة السوريين على ليبيا في 2020، كان من أبرز أسباب انهيار النظام الصحي بسبب التفشي السريع لفيروس كورونا في غرب ليبيا.

 

وبدورها قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، في تحقيق نشرته في يونيو (حزيران) الماضي، إن المرتزقة السوريين الذين جندتهم أنقرة لدعم حكومة الوفاق، أسهموا في سرعة انتشار الوباء في ليبيا وفي دول شمال أفريقيا.

 

وفي طرابلس، وبدل العمل على معالجة المشكلة الصحية التي تهدد بالقضاء على مستقبل ليبيا، بوضع خطط للتصدي للوباء وحماية أطفال المدارس من الوباء، وتخصيص الاعتمادات المالية الضخمة المتراكمة في خزائن حكومة الوفاق، اتهم مسؤولو الوفاق الليبيين بنشر الوباء، برفض احترام الإجراءات الاحترازية والوقائية.

وفي المقابل، ورغم سيطرتها على مقدرات طرابلس، مالياً وعسكرياً، واستنفزاف أموالها، رفضت المستشفيات التي أقامتها تركيا استقبال الليبيين الباحثين عن علاج من الوباء بدعوى تراكم ديون مالية كبيرة على حكومة الوفاق لفائدة المستشفيات التركية.

 

وطالب القيادي في مليشيا ثوار طرابلس والمقيم بتركيا، والمعين من رئيس حكومة الوفاق فائز السراج في منصب مستشار إداري بالملحقية الصحية الليبية في أنقرة، عاطف برقيق، الليبيين الراغبين بالعلاج في الخارج، بتجنب الساحة التركية حتى يتم تسوية الديون المستحقة من المستشفيات في تركيا