أردوغان في مأزق .. المُعارضة تفوز بالشارع التركي للإطاحة بالنظام

عرب وعالم

اليمن العربي

"الخشب الفاسد لا يمسك بالمسامير" مثل تركي قديم استندت عليه أطياف المعارضة التركية للإطاحة بنظام أردوغان والسعي لإجراء انتخابات مبكرة تأتي برئيس جديد لتركيا ويوقف الانهيار الاقتصادي والسياسي في البلاد.

 

ويرى مراقبون للأوضاع السياسية في تركيا أن حزب العدالة والتنمية دخل مرحلة التدهور وأنه يعيش آخر أوقاته ومسيرته، وقد تكون هناك تغيرات جذرية من قبل أطياف المعارضة التي وصلت إلى الشارع التركي بقوة وفازت به، لتأتي بشخصيات جديدة تنقذ البلاد من مستنقع الانهيار الاقتصادي وتراجع علاقتها الخارجية بعد أن شوهت صورتها.

 

ندد نائب رئيس حزب المستقبل التركي المعارض سلجوق أوزداغ، بالوضع السياسي في تركيا، وغياب الديمقراطية في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان، قائلا له: "لا توجد انتخابات في تركيا، فإذا كان لدينا انتخابات لن تكون أنت في السلطة، أم لديك توقعات بحدوث انقلاب؟".

 

ونقل موقع تركيا الآن تصريحات أوزداغ لموقع "كرونوس" التركي، مضيفاً "أن كل تصريح للمعارضة التركية يتم تفسيره على أنه دعوة للانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".

 

وجاء ذلك ردا على تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الذي قال للمعارضة التركية: "لن تصلوا للحكم بالانتخاب، ولا تعلقوا آمالكم على بايدن" متسائلا "هل تتوقع أنت أملًا من بايدن؟".

 

تحركات أخرى يقودها رئيس حزب المستقبل المعارض في تركيا أحمد داود أوغلو على الصعيد السياسي، حيث أعلن قبل يومين أن أعضاء حزبه الجديد وصلوا إلى 100 ألف شخص في كل أنحاء تركيا، مشيراً إلى أنهم أعضاء حقيقيون، وليس كما في الأحزاب الأخرى.

 

وشدد رئيس حزب المستقبل حسب صحيفة "زمان التركية" على أنه دافع وسيدافع عن كل المظلومين، حيث اتصل بباشاق دميرطاش، زوجة الرئيس السابق المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين دميرطاش، عندما تحرش بها وهضم حقوقها أحد نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم.

 

ورأى سياسيون أن تلك التحركات جاءت بعد حالة من الغضب سادت أوساط المعارضة التركية كرد فعل على ممارسات الرئيس التركي وحزبه الحاكم، ما أدى إلى حالة اعتبرها سياسيون انسدادا للأفق السياسي وبات من الضروري معها البحث عن بديل لإنقاذ تركيا وإنهاء عزلتها السياسية التي تسبب فيها أردوغان، بعد أن تعرضت البلاد إلى عقوبات مزدوجة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في أسبوع واحد، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد.

 

كشفت استطلاعات للرأي العام التركي أن تحالف الشعب الذي شكله حزب العدالة والتنمية وشريكه الأصغر حزب الحركة القومية اليميني المتطرف، لن يحصل على 50 % من الأصوات في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ما يدفع التحالف والرئيس رجب طيب أردوغان إلى تطوير استراتيجية جديدة، خلاصتها حسب بعض المراقبين والمحللين، خفض عتبة 50% للخروج من الأزمة وتحسبا للفشل.

 

وحسب "أحوال تركية" قال مصطفى بالباي في مقال بصحيفة جمهوريت بعنوان "القصر يبحث عن معادلة جديدة"، يسعى حزب العدالة والتنمية لتحقيق نجاح في الانتخابات بأي طريقة، لإعطاء الانطباع بأن الاقتصاد يسير على الطريق الصحيح وأن النجاحات متواصلة ولا وجود للازمات.

 

وخلصت أربعة استطلاعات للرأي العام، إلى أن حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية لن يتعديا عتبة 45 % من الأصوات ما سيوقع التحالف في آزمة حقيقية.

 

بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، فإن الوضع يبدو أكثر تعقيدا ما يثير قلق أردوغان ومساعديه في الحزب الحاكم بعدما أظهرت بعض الأرقام أن حزب العدالة والتنمية لن يحصل على أكثر من 32 % من الأصوات، وأن أردوغان سيحصل على حوالي 40 % فقط من الأصوات.

 

وبموجب هذه المتغيرات تتسرب تكهنات للحيلولة دون انتكاسة العدالة والتنمية وذلك بضرب حزب المستقبل الذي أسسه ويتزعمه علي باباجان ومنعه من دخول الانتخابات بسبب هلع أردوغان وحزبه من اكتساحه الأصوات أو منافسة العدالة والتنمية.

 

وقال علي باباجان الذي كان وزيرا للاقتصاد في السنوات الأولى لحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان وأصبح فيما بعد نائب رئيس الوزراء، مؤخراً: "المؤسسات الاقتصادية التركية، بما في ذلك وكالة الإحصاء، تتعرض الآن لضغوط سياسية".

 

وذكر باباجان، أنّه "أولا وقبل كل شيء، يجب إعادة الثقة في تركيا والأرقام". وأضاف: "يجب إصلاح سمعتها".

وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، وجه تصريحات لأحد نواب المعارضة، تعكس عدم احترام حكومة الحزب الحاكم للديموقراطية.

 

تصريحات غاويش أوغلو، جائت رداً على طلب النائب المعارض أرأوزان من الحكومة الاقتصاد  وتجنب التبذير والإسراف، مشيرا إلى أن المعارضة ستتولى حكم البلاد في النصف الثاني من العام