أطماع أردوغان في ثروات المتوسط تضع تركيا تحت مقصلة أوروبا

عرب وعالم

اليمن العربي

يبدأ وزراء خارجية أوروبا، اجتماعا لفرض عقوبات على تركيا، مردها تدخلات الرئيس رجب طيب أردوغان في المياه الإقليمية لدول الجوار.

 

ولن يتخذ الوزراء قرارات في اجتماعهم، ، تاركين ذلك لقمة يعقدها زعماء الاتحاد الأوروبي، الذين طلبوا من تركيا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي التوقف عن التنقيب في المياه المتنازع عليها شرقي البحر المتوسط، قابله تجاهل جزئي من جانب أنقرة.

 

تعود قضية التدخلات التركية في مياه المتوسط لأكثر من عام، بدأت بتهديدات تركية لقبرص بعدم التنقيب في المياه الإقليمية، إذ ترى أنقرة أن قبرص لا تملك مياها إقليمية وأن إعلانات الأخيرة للتنقيب ستكون في مياه إقليمية تركية.

 

لكن سرعان ما أعلن مسؤولون أوروبيون مثل "مايكل روث" وزير الدولة الألماني لشؤون أوروبا، الذي قال: "استفزازات تركيا غير مقبولة لدينا جميعاً.. توصلنا الآن إلى لغة متوازنة تجعل كل خياراتنا مفتوحة بما في ذلك العقوبات بالطبع".

 

وأضاف "تركيا تعرف المخاطر والاتحاد الأوروبي يقف في صف واحد مع قبرص".

 

بينما قال وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالينبرج في يوليو/تموز 2019: "من الواضح للغاية أننا نقف خلف قبرص وهذا منطقي, لأننا لم نعترف قط بالاحتلال التركي لشمال قبرص.. من الطبيعي أن ترغب قبرص في تحديد مواردها الطبيعية".

 

ووفقا لرويترز، أدى تحرك تركيا في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بإعادة سفينة استكشاف إلى موانئها في تهدئة التوتر، لكن مسؤولين ودبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي قالوا إن "القضايا الأوسع المتعلقة بليبيا وسوريا وروسيا والاستبداد في تركيا شددت مواقف الاتحاد الأوروبي".

 

ولم تكن قبرص وحدها ضحية التدخلات التركية، إذ أقحم أردوغان بلاده في المياه الإقليمية لليونان، التي تتقدم بوتيرة متسارعة لتكون منطقة منتجة ونقطة عبور لغاز شرق المتوسط إلى أوروبا.

 

ويبدو أن اكتشاف تركيا، إن صح فعلا، في مياه البحر الأسود قبل شهور، دفع نحو خطوات غير مدروسة مرتبطة بتحدي أنقرة لكل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اللذين طالبا أنقرة في أكثر من مناسبة وقف التنقيب في البحر المتوسط.

 

وفي أغسطس/آب الماضي، أكد أردوغان في تصريحات صحفية أن بلاده لن تقدم"أي تنازل" في الدفاع عما وصفها مصالح بلاده المرتبطة بالغاز في شرق المتوسط، داعياً اليونان إلى تجنب أي "خطأ" يمكن أن يؤدي إلى "خرابها".

 

وتعد تصريحات أردوغان تهديدا صريحا لليونان التي تطالب منذ العام الماضي، المجتمع الدولي بإجبار أنقرة التوقف عن انتهاك مياهها الإقليمية، أو أية منطقة في المتوسط لا تزال موضع خلاف بين الدول المشتركة في الحدود.

 

وتتهم أثينا أنقرة بالسعي لافتعال أزمات بمنطقة شرق المتوسط للإيهام بوجود نزاع حدودي على خلاف القانون الدولي الذي يؤكد أحقية اليونان في المنطقة الغنية بالغاز.

 

كل ما سبق، مرده أن تركيا بلد مستورد شبه كامل للطاقة التقليدية، خلافا للعديد من الدول الإقليمية مثل العراق وسوريا وقبرص واليونان وروسيا وأذربيجان.

 

وتشير بيانات هيئة الإحصاءات التركية في 2019 إلى أن عجز الطاقة في تركيا بلغ أكثر من 41 مليار دولار، وهو رقم ترى أنقرة أنه يمكن توفيره حال السيطرة بشكل غير مباشر على صناعة النفط الحالية والمتوقعة لليبيا