بسبب السياسة القطرية الخبيثة .. آمال المصالحة الخليجية تفقد بريقها 

عرب وعالم

اليمن العربي

بدأ التفاؤل الذي ساد في الأوساط الخليجية منذ يوم الجمعة الماضي، عندما أعلنت الكويت عن الوصول لمصالحة خليجية بين دول المقاطعة وقطر، بالتبدد سريعا مع غياب توضيحات رسمية من طرفي الأزمة عن طبيعة تلك المصالحة، في ظل مؤشرات على أن الخلاف العميق لا يزال دون توافق.

 

ومنذ الإعلان الكويتي عن الوصول لاتفاق مصالحة، يغيب الحماس الرسمي في دول المقاطعة وقطر لتلك المصالحة، لابل بدت البيانات الرسمية الصادرة من الرياض التي تمثل باقي دول المقاطعة في مفاوضات المصالحة، من جهة، والدوحة، من جهة ثانية، متحفظة جدا وبعيدة عن التفاؤل الكويتي، ولم تجزم بالوصول لاتفاق مصالحة شامل ونهائي.

 

وبالتزامن مع ذلك التحفظ والغموض، لا تلوح في المشهد الخليجي العام أي تغييرات تتعلق بالأزمة الخليجية، فالخطاب الإعلامي لقناة ”الجزيرة“ وباقي الأذرع الإعلامية القطرية، لايزال معاديا لدول المقاطعة، لا سيما الإمارات.

 

وبدت تحليلات وتوقعات بعض المحللين السياسيين في المنطقة، متشائمة، أو ترى فيما جرى بأنه أقل مما تم الإيحاء بالوصول إليه، فيما اختار كثيرون تجاهل الحديث عن المصالحة من الأساس.

 

واختار كتاب وإعلاميون، مثل عبدالرحمن الراشد، الشخصية السعودية البارزة، وصاحبة التحليلات السياسية البارزة، تجاهل الحديث عن المصالحة من الأساس، في مؤشر على عدم تحققها بالشكل الذي أعلنت عنه الكويت أول مرة يوم الجمعة الماضي.

 

الأمر ذاته، كان سمة غالبية وسائل الإعلام السعودية، وكتاب الرأي فيها، وحتى بعض المقالات التي نشرت في الصحافة السعودية، حول المصالحة، لم تخرج عن صيغة التمنيات بالوصول لاتفاق دون تحديد أي توقعات لعراقيل أو تسهيلات في طريق المصالحة المفترضة.

 

وكان لافتا تجاهل الحسابات الإخبارية السعودية الأكثر تأثيرا على تويتر الحديث عن المصالحة، كحساب ”موجز الأخبار“ على سبيل المثال الذي يعلق عادة على مختلف الأحداث والأخبار في المنطقة ليبقى التساؤل: لماذا تجاهل أحد أهم الحسابات السعودية الإخبارية على تويتر الحديث عن المصالحة الخليجية؟.

 

ويجد المتشائمون من الوصول لاتفاق مصالحة خليجية، حديث وزير البحرين، عبداللطيف الزياني، داعما لتشاؤمهم ذاك.

 

فقد قال الزياني في ندوة ”المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري في القانون الدولي“ في المنامة، إن العدوان العسكري القطري هدفه خلق حالة من الابتزاز والاستفزاز السياسي.

 

وأضاف المسؤول البحريني البارز، بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الرسمية (بنا)، أن ”البحرين تتحلى بسياسة ضبط النفس والحكمة، والحفاظ على مجلس التعاون، وأنها تمارس سيادتها على مياهها الإقليمية، وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان حقوقها السيادية وحقوق مواطنيها وفقا للآليات المتاحة تحت مظلة مجلس التعاون في الوقت الراهن على الأقل“.

 

وأوضح أن ”البحرين آثرت سياسة ضبط النفس في التعامل مع الاعتداءات العسكرية القطرية في المياه الإقليمية لمملكة البحرين منذ العدوان العسكري المسلح على ضحال الديبل عام 1986، والاعتراض الأخير للزورقين التابعين لخفر السواحل، وذلك بسبب الإيمان الراسخ لمملكة البحرين بضرورة تماسك مجلس التعاون“.

 

وتكتسب تصريحات الزياني الأخيرة حول قطر، أهميتها من الأنباء التي راجت عن كون المنامة، ستكون مقرا للإعلان الرسمي عن المصالحة الخليجية بحسب ما قالت صحيفة ”الراي“ الكويتية، أمس الأول الأحد.

 

فقد نقلت الصحيفة الكويتية عن مصدر دبلوماسي لم تسمه قوله، إن المصالحة الخليجية ستتم في اجتماع القمة الخليجية المزمع عقدها في مملكة البحرين (مبدئيا) خلال الشهر الجاري، وسيتم طي صفحة الخلاف“.

 

وأضاف المصدر أن ”نقاط الخلاف والطلبات والشروط التي تم الحديث عنها خلال عمر الأزمة الذي تجاوز ثلاث السنوات ستتم مناقشتها في لجان خليجية خاصة سعيا للتوصل إلى حلول لها بما يضمن عدم تجددها، واستمرار تماسك المنظومة الخليجية والعربية.

 

جرت في سنوات المقاطعة، الكثير من محاولات حل الخلاف الخليجي، لكن لم تثمر أي محاولة سابقة، على الرغم من اشتراك الولايات المتحدة والكويت، سابقا، في تلك الجهود، قبل أن تعلن الدولتان أخيرا عن تحقيق انفراجة وصفتها الكويت بالاتفاق النهائي على المصالحة.