المعاهدة الخليجية ومخاوف من رجوع الدوحة لسياساتها

عرب وعالم

اليمن العربي

منذ إعلان الرباعي العربي ممثلًا في مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين) مقاطعة الدوحة، يوليو 2017، واتخاذه قرارًا بإغلاق سبل النقل من وإلى قطر، وأصبح نظام الحمدين يعاني بشدة من وطأة الخسائر الاقتصادية الفادحة على هذا الجانب. 

ركزت الدوحة على دعم التنظيمات والجماعات الإرهابية في الدول العربية، مقدمة دعمًا ماليًا ولوجيستيًا كبيرًا لتنظيمات الإسلام السياسي في الدول العربية خصوصًا بعد ثورات الربيع العربي، ما أدى إلى زيادة عزلتها السياسية.

 

وبلغت العزلة السياسية لقطر ذروتها في يوم 5 يونيو 2017، عندما أعلن الرباعي العربي مقاطعة الدوحة، ومنع وسائل مواصلاتها المختلفة سواء الجوية أو البحرية أو البرية من المرور عبر مجالات السفر من خلال الدول الأربع.

 

   

ومع إصدار هذا القرار، وبدأ قطاع النقل القطري في المعاناة بصورة متزايدة، وعلى الرغم من مكابرة  الدوحة وعبر تصريحات المسؤولين الرسميين أو بواسطة القنوات الفضائية الموالية لها ومحاولة التقليل من حدة وتأثير هذه الخطوة، إلا أن الأرقام والوقائع تثبت عكس ذلك.

 

   

مع منع الدول العربية الأربعة إغلاق الموانئ البحرية التابعة لها في وجه السفن والحاويات؛ وغيرها من وسائل النقل البحرية التابعة لدولة قطر، بدأت الشركات الكبرى في الهروب من الدوحة.

 

 

وجاءت شركة «ميرسك الدولية» كأبرز المؤسسات الهاربة من قطر، وذلك منذ يونيو 2017، حيث أوقفت الشركة الأبرز في مجال النقل البحري نقل أي حاويات إلى قطر.

 

   

وأعلنت الشركة البحرية- في بيان رسمي تابع لها، 7 يونيو 2017- إيقاف كل صور تعاملها مع الموانئ القطرية، معتبرة أنها كانت تعتمد على ميناء "جبل علي" الإماراتي خلال عملها في قطر، ومع المقاطعة العربية أصبح من الصعب- ما لم يكن من المستحيل- عليها نقل الحاويات إلى قطر.

 

   

وفي سياق متصل، لم يعد في مقدور السفن والحاويات القطرية أن تقوم بجولات طويلة الأمد، وفقًا لما أعلنت عنه شركة الملاحة القطرية، مطلع 2017.

 

 

حيث أوضحت الشركة أن سفنها كانت تعتمد على ميناء الفجيرة الإماراتي في التزود بالوقود، وهو أكبر ميناء خليجي في هذا المجال، ومع المقاطعة العربية، فقدت سفنها هذه الخدمة اللوجيستية المهمة، ما أثر بصورة واضحة عليها، وفقًا للبيان الصادر عن الشركة القطرية.

   

لم يكن حال خطوط الطيران القطري أفضل من نظيرتها البحرية، حيث عانت الأولى منذ المقاطعة العربية بصورة واضحة، سواء على مستوى المعدات أو الأفراد.

 

 

واضطرت الخطوط الجوية القطرية إلى تسريح 200 عامل فلبيني من شركتها بسبب الأزمات المالية التي تعاني منها منذ المقاطعة العربية في 2017.

 

كما خسرت الدوحة 16 ممرًا جويًا خلال عام 2018، حيث تراجع عدد ممراتها من 18 إلى 2 فقط، وجاء ذلك في ذات الوقت الذي خسرت به الشركة نحو 3 ملايين مسافر خلال عام 2017، لتسجل 29.1 مليون مسافر مقارنة بـ32 مليون مسافر، بسبب طول المدة التي تتخذها الخطوط القطرية في الجو