أنقرة تسعى لصفقة مع إسرائيل عبر ترسيم الحدود البحرية شرق المتوسط وربط أنابيب الغاز

عرب وعالم

اليمن العربي

في ثاني دعوة من تركيا إلى إسرائيل للمزيد من التقارب، تعرض أنقرة اقتراحا هو الأول من نوعه لترسيم المناطق الاقتصادية الحصرية المشتركة بين البلدين في شرق البحر الأبيض المتوسط.

 

وكشفت عن ذلك، اليوم الأحد، صحيفة ”إسرائيل هايوم“، بالقول إن الأدميرال السابق جهاد يايجي، المقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سلّم هذا الاقتراح، غير المسبوق، للمجلة الأكاديمية الإسرائيليةTurkeyscope ، والتي يصدرها مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب، لينشر يوم غد الإثنين.

 

ووصفت المبادرة التركية بأنها إشارة ثانية من طرف القيادة التركية للمصالحة مع تل أبيب، والتعاون فيما يتعلق بسوق الطاقة الإسرائيلي.

 

وكان مسؤولون في أنقرة بعثوا قبل أربعة أشهر إلى نظرائهم الإسرائيليين برسالة واضحة حول رغبة تركيا في بدء محادثات في هذا الشأن.

 

وقالت الصحيفة: إن الاقتراح التركي حول ترسيم الحدود البحرية يأتي بعد تقرير نشرته الأسبوع الماضي صحف تركية موالية للرئيس رجب طيب أردوغان، حول محادثات سرية بين مسؤولي الموساد ونظرائهم من المخابرات التركية ”الميت“.

 

وبحسب التقرير، فقد أعرب ممثلو أردوغان في هذه المحادثات أيضًا عن رغبتهم في تعديل العلاقات مع إسرائيل، وأشاروا إلى أنه في الأشهر الأخيرة توقف الرئيس التركي عن الإدلاء بتصريحات حادة تجاه إسرائيل.

 

ووفقًا لاقتراح يايجي، فإن الحدود البحرية بين البلدين هي امتداد للحدود البحرية التي بناها الأدميرال السابق مع ليبيا، وتم التوقيع عليها في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، وتحولت إلى مصدر إشكالات إقليمية ودولية واسعة.

 

وعرضت الصحيفة، تفاصيل من هذا العرض التركي تتمثل بنقل البلوكات 8،9،11 و 12 من الأيدي القبرصية إلى إسرائيل.

 

ويُعرف البلوك 12 بأنه موقع حقل يشاي أفروديت للغاز ذي الحجم الكبير، والذي يقع  شمال غرب حقل ليفياثان للغاز في إسرائيل، وتسيطر عليه شركة ديليك الإسرائيلية، وشركة شل، وشركة نوبل إنرجي ومقرها الولايات المتحدة.

 

وهناك خلاف بين إسرائيل وقبرص حول حقل الغاز الطبيعي يشاي ـ افروديت، الذي يوجد معظمه في نطاق المياه الاقتصادية لقبرص وبعضه في المياه الاقتصادية لإسرائيل. القسم الإسرائيلي للحقل يسمى “يشاي”، وكمية الغاز التي فيه تقدر بنحو  10 – 12 مليار متر مكعب، وحوالي 100 مليار متر مكعب في الجانب القبرصي.

 

وبالإجمال تقدر القيمة البالغة 100 مليار متر مكعب من الغاز بنحو 9 مليارات دولار.

  

وأشار التقرير إلى أن الحدود البحرية بين إسرائيل وقبرص في منطقة خزان يشاي أفروديت لا تزال محل نزاع، على الرغم من جميع الاتفاقيات الأخرى التي وقعها البلدان.

 

وفي العام 2010 وقع اتفاق بين حكومتي إسرائيل وقبرص بشأن ترسيم المنطقة الاقتصادية الحصرية لكل دولة وتحديد خط الحدود، ولكن لم يرفع الخلاف حتى اليوم إلى التحكيم كما اتفق الطرفان.

 

ومن الفوائد المحتملة أيضًا لإسرائيل، بناءً على اقتراح يايجي، ربط خط أنابيب الغاز الإسرائيلي المزمع إلى أوروبا بخط الأنابيب التركي الموجود بالفعل.

 

ووفقًا ليايجي، سيكون هذا الخيار ”عمليًا بدرجة أكبر وأقل تكلفة بالنسبة لإسرائيل مقارنة بمشروع إيست ميد“.

 

وفي نطاق التحفظات الإسرائيلية على هذا العرض التركي، نقلت الصحيفة قول مسؤول إسرائيلي كبير: إن ”تحسين العلاقات مع أنقرة تطور مرحب به. ومع ذلك، فإن أي اقتراح يأتي على حساب قبرص ليس بداية“. وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن ”قبرص حليف لإسرائيل، والحدود البحرية بين البلدين معترف بها من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 

وقال الدكتور إيتان كوهين ياناروكاك، محرر تركيا سكوب: ”في ضوء التقارير الأخيرة عن التقارب بين أجهزة المخابرات في البلدين، فإن اقتراح يايجي نفسه الوارد في المقال الذي صاغه يشير إلى رغبة أنقرة في ترقية العلاقات مع إسرائيل“

 

وأضاف ياناروكاك: ”من أجل أي علاقة مبنية على الثقة المتبادلة ينبغي أن يعيدوا السفراء والقناصل، وتغيير خطابهم وإلغاء علاقتهم الحميمة مع حماس. إذا فعل أردوغان ذلك، فربما يمكن تصديقه“.