جواسيس إيران.. اليمن يفضح عملاء الحوثي بمأرب

أخبار محلية

اليمن العربي

كشف الجيش اليمني عن تحقيقات صادمة لجواسيس زرعتهم المخابرات الإيرانية والحوثية في محافظة مأرب لاستهداف قيادات الشرعية.

 

 وبث التلفزيون اليمني الرسمي، مساء السبت، تسجيلات مصورة تحت عنوان "خيوط العمالة" لأخطر خلايا مليشيا الحوثي المؤلفة من ضابط رفيع المستوى وجندي بالجيش اليمني، كانا يعملان كجواسيس، قبل أن ينجح الجيش في ضبطهما وهما متلبسان بالخيانة.

 

وأقرت الخلية بالتورط بتعقب القيادات الرفيعة بوزارة الدفاع اليمنية وعلى رأسهم وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد علي المقدشي، ورئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة الفريق ركن صغير بن عزيز.

 

وجُندت خلية التجسس من قبل رئيس ما يسمى بـ"جهاز الأمن والمخابرات التابع للمليشيات الانقلابية الحوثية"، المدعو عبدالحكيم الخيواني، و3 ضباط آخرين من مليشيا الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس ويشرفان على ما يسمى بـ"القوة الصاروخية" حيث يحمل اثنان الجنسية الإيرانية وثالث العراقية، وفقا لاعترافات أعضاء الخلية.

 

وتضم الخلية الإجرامية مدير دائرة المستودعات في هيئة الإسناد اللوجستية بالجيش اليمني، المدعو العميد خالد الأمير، وأحد أقاربه ويدعى "باسم علي عبده الصامت" المتحدر من محافظة ذمار، والذي كان بمثابة همزة وصل بين الأمير والقيادات الحوثية بصنعاء.

 

واعترفت الخلية بصلتها المباشرة في تصحيح معلومات هجومين اثنين استهدفا اجتماعين سريين لكبار قيادات وزارة الدفاع ووقعا في أكتوبر من العام الماضي ومطلع العام الجاري وخلف عددا من الضحايا العسكريين.

 

كما أقرت بالوقوف خلف هجومين اثنين آخرين استهدفا مسجدا للمصلين مطلع العام الجاري بصاروخ باليستي وطائرتين بدون طيار حي خلف الهجوم عشرات الضحايا، وقصف منزل البرلماني اليمني، حسين السوادي، بصاروخ باليستي، أسفر عن مقتل امرأة وطفلة وإصابة آخرين.

 

وعثر الجيش اليمني عقب ضبط الخلية أثناء مهمة تصوير الآليات العسكرية على معلومات ثمينة من هواتف أعضاء الخلية قادت إلى الكثير من الخيوط حول نشاط ما يسمى جهاز الأمني القومي الحوثي ومخططاته الإرهابية في محافظة مأرب.

 

وفي تفاصيل إضافية عن الخلية، قال مصدر عسكري بالجيش اليمني،  إن أحد الخيوط غير المكشوفة بالتسجيلات المرئية تمثلت بزواج المدعو "الأمير" والذي يحمل رتبة عميد بزوجة ثانية من فتاة تتحدر من صنعاء في إشارة لعملها ضمن ما يعرف بـ"الزينبيات" الجناح النسائي الحوثي لاصطياد مسؤولي الشرعية.

 

وأوضح المصدر، أن الفتاة فرت للعاصمة صنعاء فور ضبط المدعوين "الصامت" و"الأمير" من محافظة ذمار دون مزيد من التفاصيل عن حجم الاختراق الأمني بتجسس قيادات رفيعه لصالح المليشيات والمخابرات الإيرانية.

 

وكان أحد أعضاء الخلية، أوضح في الاعترافات أن القيادي الحوثي، زيد المؤيد، ويكنى بـ"أبو أسامة"، ركن اتصالات كتيبة ما يسمى بـ"التدخل السريع" المرتبطة بضباط الحرس الثوري الإيراني، هو من تولى استقطابه ثم رتب له لقاء بالمدعو الخيواني و3 ضباط من الجنسيات الإيرانية والعراقية.

 

ووفقا للمدعو الصامت فإن القيادات الحوثية والإيرانية الأمنية والمختصة بالقوة الصاروخية تتخذ منازل داخل الأحياء المكتظة بالسكان، أهمها حي "الجراف" إلى الجهة الشمالية من صنعاء، مقرات ومعسكرات استقبال وتدريب للمجندين ومخازن تسليح.

 

وأشار الجاسوس إلى أن أول مهمة تم إسنادها إليه، كانت السفر من مأرب إلى منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية لتعقب أحد قيادات الجيش من أجل اغتياله، لكنه بعد فشله استدعته المليشيات إلى صنعاء لتدريبه على إنشاء جهاز أمن قومي في محافظة مأرب وكلفته في تجنيد خلايا تجسس داخل الجيش.

 

تحصن بالأحياء السكنية

 

وفي تعقيب على التسجيلات، قالت وزارة الدفاع اليمنية في بيان، السبت، إن اعترافات خلية التجسس الحوثية، أكدت إدارة مباشرة لخبراء إيرانيين تشكيلات إرهابية تحت مسمى بـ"التدخل السريع"، و"القوة الصاروخية" متخذين أحياء سكنية بصنعاء دروعا بشرية.

 

وذكر البيان أن المليشيا الحوثية وقيادتها الإجرامية تحرص في الاستهداف الممنهج والجبان على المدنيين في مأرب وغيرها من المحافظات المحررة، وتتعمد قتل الأطفال والنساء واستهدافهم بمختلف الأسلحة المحرمة، انتقاما لإخفاقها في جبهات القتال.

 

كما أظهر في الوقت نفسه مدى الأخطار التي يواجهها المدنيون في العاصمة صنعاء، والتي تتخذ منهم دروعاً بشرية، وتجعل مخازنها وأماكن تسليحها بالقرب من مساكنهم.

 

وأطلقت مليشيات الحوثي 112 صاروخاً باليستياً، و131 صاروخاً من نوع كاتيوشا وبصاروخ واحد من نوع "أورجان" الإيراني على الأحياء السكنية والأعيان المدنية بمدينة مأرب، وأسفرت عن مقتل 689 مدنيا بينهم 92 طفلاً وامرأة منذ 2015 وحتى منتصف يوليو 2020، وفقا للدفاع اليمنية.