قصة الرجل الغامض الذي كشف أردوغان أمام صهره

عرب وعالم

اليمن العربي

لم يكن أحد يتوقع أن يغيب وزير الخزانة والمالية التركي، براءت ألبيرق، صهر الرئيس رجب طيب أردوغان عن المشهد بهذه الصورة المثيرة للتساؤلات.

 

ومنذ أن هرب براءت ألبيرق، من سفينة الاقتصاد التركي الغارقة وأعلن استقالته عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وتباينت الأقوال عن أسباب الاستقالة، وهل هي استقالة أم إقالة؟

 

لكن القصة كلها بطلها ناجي إقبال وزير المالية السابق (2015 - 2018)، والذي حذر أردوغان من الأوضاع الاقتصادية السيئة للبلاد وتناقص الاحتياطيات النقدية، وهو ما مثل مفاجأة لصهر أردوغان براءت ألبيرق، والذي لم يكن يتوقع أن يكون هناك جواسيس بينه وبين أردوغان، أو حتى تهميشه.

 

وهو بالفعل ما حدث عندما استدعى أردوغان مراد أويصال محافظ البنك المركزي، ليسأله كيف تراجعت احتياطيات النقد الأجنبي أكثر من النصف هذا العام وما خططه لإعادة بنائها، دون أن يحضر صهر أردوغان هذا اللقاء.

 

وقال مصدر لوكالة رويترز، إن المشكلة لم تكن في البنك المركزي ولا رئيسه، بل كانت في أردوغان نفسه، ودعواته المتكررة إلى خفض أسعار الفائدة وهي التي حدت من قدرة البنك المركزي على احتواء التضخم، واضطرته إلى السحب من الاحتياطيات الدولارية لدعم العملة المحلية.

 

وخلال ساعات تلقى الرجل الغامض ناجي إقبال كما يلقب في الأوساط التركية، المكافأة وتم تعيينه كمحافظ للبنك المركزي التركي، وإقالة مراد أويصال، وهو ما مثل صدمة لصهر أردوغان براءت ألبيرق، الذي اكتشف أن أردوغان يقوم بتهميشه تدريجيا.

 

استقالة براءت البيرق زوج ابنة أردوغان من منصبه وصفت بأنها أكبر زلزال سياسي لشخصية واسعة النفوذ كان من المتوقع أن تكون خلفا محتملا للرئيس.

 

الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تمر بها تركيا لم يكن سببها أردوغان فقط، بل كان أيضا صهره براءت ألبيرق الذي لم يحقق أي إنجازات منذ توليه منصبه في يوليو/تموز 2018، بل ضاعف آلام الأتراك، حتى أنه كان يسخر من الفقراء.

 

فلم يكترث ألبيرق 42 عامًا للصعود الكبير للدولار مقابل الليرة الذي يحوم حول 9 ليرات، ووفق صحيفة "جمهورييت"، فقد أعرب عن عدم اهتمامه بهذه المسألة على الإطلاق، وقال ساخرا "ارتفاع أسعار صرف العملات الأجنبية تهم الطبقة الأرستقراطية التي تقود سيارات المرسيدس، لكن أسعار الصرف لا يُعنى بها المواطن البسيط".

 

وحين عينه الرئيس التركي، في منصب وزير المالية استقبل السواد الأعظم من الرأي العام المحلي الخطوة بتوجس وخوف شديد.

 

فقد كان التعيين برأي مراقبين، يرمي لتعزيز موقع ذلك الشاب الذي يتصنع الهدوء بدوائر القرار، وسط مخاوف من تحضيره لخلافة أردوغان وتوريثه الحكم.

 

برامج ألبيرق الاقتصادية حققت فشلا ذريعا ،فقد كشف تقرير لصحيفة تركية أن التوقعات الرسمية للبرنامج الاقتصادي الجديد الذي أعلن عنه ألبيرق، تبين أن الاقتصاد سيزداد انكماشًا، ونصيب الفرد من الدخل القومي سيتقلص، وستزداد معدلات البطالة