كاتب جنوبي يكشف ما وراء المحاولات دوما لسحب حراسة المنشآت من الحضارم

أخبار محلية

اليمن العربي

 

 علق الكاتب الجنوبي فرج عوض طاحس حول المطالبات سحب المنشأت النفطية والحراسة من قوات النخبة الحضرمية.

 

وقال في تصريحات معلقاً علاى هذا  الأمر بأن بعد حرب صيف 1994 م  المشؤومة  التي  شنها  التحالف القبلي العسكري  الديني في الشمال  على الجنوب تحت شعار الوحدة أو الموت  لإنهاء شراكة الجنوب في الوحدة  والتي تحولت فيما بعد  إلى مشروع للإحتلال ، حيث  هزم فيها الجنوب  وقواته العسكرية ،  عمد النظام في صنعاء ،نظام  سبعة يوليو ،  على إتباع سياسة ممنهجة ومنظمة  لإفراغ الجنوب  من مؤسساته الأمنية والعسكرية ومن  كوادره المؤهلة تاهيلا عاليا.

 

  حيث سرح  الآلاف من منتسبي  هذه المؤسسات وأُرغم الكثير منهم على التقاعد الإجباري  وطبق سياسة خليك في البيت ، وعمل الطيار الحربي الجنوبي  سائق تكسي أجرة  لمواجهة   أعباءة الحياة وإرتفاع الأسعار ، كما عمل الكثير من هولاء العسكريين  في أعمال مختلفة بعيدة عن مؤهلاتهم  وقدراتهم العسكرية ،  وعمد نظام  سبعة يوليو  على استجلاب  عشرات الألوية  العسكرية من الشمال إلى الجنوب بمختلف  مسمياتها أمن  مركزي  ، حرس جمهوري  ،أمن قومي  وغيرها من الأجهزة القمعي.

 

 

كما ما وظف النظام العشرات  من الشباب  اليمنيين الذين  أُطْلِقَ عليهم الأفغان العرب  من العايدين من أفغانستان  الذين جاهدوا  ضد السوفيت  في هذه المؤسسات ، ولاسيما في الجنوب  ،  وتحول الجنوب  كله  إلى معتقل كبير لأبنائه ،  وقد استخدم النظام بعنف  هذه القوات لقمع التحركات  السلمية للجنوبيين في 2007 م التي بدأت مطلبية  ،ثم تحولت  إلى سياسية  تتحدد في استعادة الدولة الجنوبية  وفك الإرتباط  مع النظام في الشمال  ، لفشل مشروع الوحدة السلمية وتحولها  إلى مشروع للإحتلال والهيمنة والتهميش   والإقصاء ونهب ثروات الجنوب وخيراته  وحرمان أبنائه منها والحرب ضد الجنوب ،  وقد سقط من الجنوبيين آلاف الشهداء والجرحى ، ولازال منطق  الحرب  على الجنوب  هو المهيمن  على النخبة الحاكمة من الأخوان  بإسم الشرعية اليوم ،  وهذا ما يؤكده  حشوداتها   العسكرية  في أبين وشبوة وحضرموت وتعطيلها تنفيذ  اتفاق الرياض ، تاركة معركتها الحقيقية مع العدو الذي انتزع شرعيتهم .   

 

 

 

وبتمدد الإنقلابيين الحوثيين بعد إنقلابهم على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014 م   نحو الجنوب  وإجتياحهم لمدنه عام  ٢٠١٥ م ، وشعور دول الخليج بخطورة  المشروع الإيراني الذي يمثله الإنقلابيون  الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق ، على أمنهم وسلامة أراضيهم ، تطلب  الأمر تدخلهم عسكريا تحت اسم عاصفة الحزم وتشكيل  حلف عسكري بقيادة كل من السعودية والإمارات العربية ، وكان لابد من تشكيل قوات جديدة لمواجهة هذا العدوان الهمجي   والتصدي له ، ولاسيما وأن كل الألوية العسكرية  المنتشرة في الجنوب ، هي موالية للإنقلابيين وتابعة للنظام السابق ، وهي كثير ماتتهم بأن الإرهاب  ينطلق منها ، وفتحت معسكرات التدريب  في كل من عدن  وحضرموت وشبوة  وغيرها من المحافظات الجنوبية تحت إشراف قوات التحالف العربي وإشراف ضباط إماراتيين  ، وأقبل الشباب باندفاع قوي وحماس للالتحاق بهذه المعسكرات ، على الرغم من الأعمال الإرهابية  التي استهدفت هذه  المعسكرات بواسطة السيارات المفخخة ، لكن هذه الأساليب الدنيئة لم تثنِ  الشباب  ، بل زادتهم  تصميما وعزيمة ، وتكونت قوات المقاومة الجنوبية  من الشباب المتطوعين ،و إنشاء قوة النخبة الحضرمية من أبناء حضرموت التي ُضمت إلى المنطقة العسكرية الثانية ، التي  إُعًيْدَ تشكيلها بسواعد أبناء حضرموت ، بعد أن سلمتها قيادتها السابقة التي ينتمي  أفرادها إلى المحافظات الشمالية للقاعدة  في 2015 م ، واستطاعت هذه القوات  المدعومة من قبل قوات التحالف العربي ، وخاصة الإماراتية منها ، من سحق قوات الإنقلابيبن ودحرهم  من الجنوب في وقت قياسي جدا لاتتجاوز الأسابيع.

 

 

 كما استطاعت المنطقة العسكرية الثانية وقوات النخبة الحضرمية من تحرير عاصمة المحافظة ، مدينة المكلا ومدن الشريط الساحلي هي الأخرى  من هيمنة القاعدة  ، وتُوَجًّهُ قوات النخبة الحضرمية وقوات المنطقة العسكرية الثانية ضربات موجعة  لهذه  الجماعات .

 

 كما تمكنت  قوات النخبة الشبوانية  والمقاومة  الجنوبية وبدعم من القوات الإماراتية  من تحرير تلك المناطق التي ظل   الحوثيون يحتلونها في محافظة شبوة  ، إلى جانب طرد فلول القاعدة  من المناطق  التي كانوا يتمركزون فيها ، ويكفينا فخرا أن المناطق التي انتشرت فيها هذه القوات قد صارت أكثر أمناً ، وأختفت عنها  مظاهر  تلك الدماء والأشلاء التي تحدثها الأعمال الإنتحارية  الإجرامية ، وكذلك أعمال التقطع  والقتل ، والمشهد الأبرز ، هو إختفاء تلك المظاهر الاستعراضية الاستفزازية  للسلاح ، التي كثيرا مانشاهدها اليوم  في مديريات  الوادي والصحراء الذي يئنُّ تحت وطأة القتل والتقطع والإرهاب .   

 

وقال إنَّ الهزائم المتلاحقة  والضربات الموجعة التي يتلقاها الإرهابيون في الجنوب على الرغم من بعض الحالات اليائسة التي تحصل هنا أوهناك ، علي أيدي قوات النخبة الحضرمية والشبوانية وقوات الحزام الأمني  ، قد أفقدت بعض القوى السياسية التي كانت تراهن على هذه الجماعات صوابها ، وجعلتها تكيل التهم  وتطلق  الشتائم يمنة ويسرة ، وتتباكى  على حقوق الإنسان  وتصور الأوضاع نتجة لبعض العفوات البسيطة ،   ظلماً وبهتانا في المناطق الجنوبية المحررة ، وكأنها صارت جحيما  .، كما إنها  لا تنفك هذه القوى في حبك المؤامرات   الواحدة تلو الأخرى  للتخلص من النخبة الحضرمية  التي أضحت مصدر قلق  لها ،ولا سيما  وأنها  تقوم بحراسة المنشآت النفطية التي  تغذي  شريان فساد القوى المتنفذة  ، هذه القوى  التي تعتبر  حقول النفط في حضرموت وشبوة   حقا   من حقوقها  تدخل  في إطار  فيد حرب  صيف 1994 م ،  ويحرم أبناؤهما من التمتع بهذه الثروة   التي تحولت مصدراً للألم والعذاب ، بدلا أن تكون عاملا هاما مساعدا  لحل  مشكلات المواطنين الخدماتية والصحية  والمعيشية في هاتين المحافظتين  ، وقد زادت  المؤامرات   على قوات النخبة الحضرمية كرد فعل على تلك الدعوات  المستمرة  المطالبة  بوقف تصدير نفط حضرموت ، مقابل اللامبالة والإهمال  من قبل السلطة الحاكمة لحقوق حضرموت  ومعانات أهلها  ، فلم تعد هذه القوي المتنفذة  التي تتحكم في السلطة الشرعية  تثق في أي قوة  لا تدين لها بالولاء ، ولذلك فهي تعمل جاهدة  على خلق قوة بديلة  تؤمن لها  تدفق هذا المصدر الحيوي   لنشاطها  ،  وللأسف نجحت في شبوة في القضاء على النخبة الشبوانية بتواطئ  من بعض أبنائها  الذين يرتبط وجودهم  ومصالحهم  مع هذه القوى  العازية والمتنفذة ،  ويراد  أن يطبق نفس السيناريو  على نخبة حضرموت  ، فالصراع  بين الجنوب والشمال  لم يعد من أجل الوحدة  كما تحاول  هذه القوى تبرير عدوانيتها وحربها على الجنوب   ، فالوحدة قد  انتهت ، وهم المتهمون  بإنهائها  بعدوانيتهم  وحربهم المستمرة على الجنوب وشعبه  ، بل هو في حقيقة الأمر تحول إلى صراع ذات طابع سياسي  وإقتصادي  من أجل استعادة دولة وهوية ورفض الاستحواذ  على ثروات الجنوب وحرمان أبنائه منها