جورجيا توجّه ضربة لترامب

عرب وعالم

اليمن العربي

التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشخصيات بارزة من حزبه الجمهوري من ولاية ميشيجان في البيت الأبيض، في إطار سعي حملته الانتخابية اليائس لتغيير نتيجة الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثالث من نوفمبر، بعد أن منيت بسلسلة من الهزائم القضائية.

 

ومن جانبه، ندد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الذي عزز فوزه، مع نتائج إعادة فرز الأصوات في ولاية جورجيا الحاسمة، بـ«عدم مسؤولية» ترامب الذي لا يزال يرفض الإقرار بهزيمته في الانتخابات.

 

وأقرت ولاية جورجيا، أمس، فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية في الولاية، وهو ما يعني فوز بايدن رسميا بأصوات الولاية في المجمع الانتخابي وعددها 16 صوتاً، في ضربة جديدة لترامب.

 

ويأتي ذلك، في ما يحشد كل منهما حزبه لمواجهة منافسه، فترامب يحاول إقناع الجمهوريين بالتدخل نيابة عنه في الولايات الحاسمة التي فاز بها منافسه الديمقراطي جو بايدن مثل ميشيجان لتقويض مصداقية النتائج.

وأما بايدن فالتقى بزعماء للحزب الديمقراطي في الكونجرس من بينهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، بعد أن قضى أغلب الأسبوع مع مستشاريه في إطار التخطيط لتشكيل إدارته المقبلة.

وأكدت مصادر مطلعة أن حملة ترامب تحولت إلى استراتيجية جديدة تعتمد على إقناع المشرعين الجمهوريين بالتدخل نيابة عنه في الولايات.

ويسعى محامو ترامب لانتزاع سلطة تعيين أعضاء المجمع الانتخابي من حكام الولايات ونوابهم ومنحها لنواب جمهوريين بالمجالس التشريعية للولايات قائلين، إن الدستور الأميركي يمنح المجالس التشريعية السلطة الأعلى.

ويركز فريق ترامب على ولايتي ميشيجان وبنسلفانيا في الوقت الحالي، لكن حتى إن تغيرت النتيجة في الولايتين لصالح الرئيس الجمهوري فسيظل في حاجة لتغيير النتيجة في ولاية ثالثة ليتفوق على بايدن في أصوات المجمع الانتخابي.

 

وإجراء استثنائي كهذا سيكون سابقة في التاريخ الأميركي الحديث. فلا يحتاج ترامب إلى تدخل المجالس التشريعية في ثلاث ولايات كما هو الحال الآن وحسب، بل سيحتاج بعد ذلك إلى إقرار الكونجرس والمحكمة العليا لهذه الإجراءات.

 

وذكر مصدر في ميشيجان أن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ في الولاية مايك شيركي ورئيس مجلس النواب هناك لي تشاتفيلد، وهما جمهوريان، سيزوران البيت الأبيض استجابة لطلب من ترامب.

 

وتفوق بايدن على ترامب في التصويت الشعبي بفارق يقارب ستة ملايين صوت بما يمثل 3.8 نقطة مئوية. لكن نتيجة الانتخابات تحسم بناء على أصوات المجمع الانتخابي، إذ يحصل الفائز بالتصويت الشعبي في كل ولاية على الأصوات المخصصة لها في المجمع الانتخابي والتي تتحدد وفقاً لعدة معايير من أبرزها الوزن السكاني للولاية. وحصل الديمقراطي بايدن على 306 أصوات مقابل 232 لترامب في المجمع الانتخابي الذي يحدد الفائز بالانتخابات، وهو ما يزيد كثيراً على الأصوات اللازمة للنصر وعددها 270. ويجب على كل الولايات توثيق النتائج الرسمية قبل ستة أيام على الأقل من انعقاد المجمع الانتخابي في 14 ديسمبر.

ودق خبراء قانون جرس إنذار بشأن النهج الذي يتبعه ترامب كرئيس في السلطة يحاول التشكيك في عملية عبر فيها الناخبون عن إرادتهم، رغم أنهم استبعدوا قدرة أي مجلس تشريعي بأي ولاية على إبطال ما قرره الناخبون فيها. ورغم عدم عثور مسؤولي الانتخابات على أي مخالفات كبيرة، فإن معظم الجمهوريين البارزين ما يزالون يؤيدون زعيمهم أو يدعمونه في صمت.

وتحدث عدد قليل من الجمهوريين، ومنهم السناتور والمرشح الرئاسي السابق ميت رومني، علنا ضد الرئيس. وفي المجمل لم تلق محاولات ترامب لتغيير النتائج عبر الطعون والدعاوى القضائية وإعادة فرز وإحصاء الأصوات نجاحاً يذكر.

وعلى جبهة أخرى من هذه المعركة، رفض جمهوريان مكلفان المشاركة في عملية المصادقة على نتائج الانتخابات في منطقة قريبة من ديترويت بولاية ميشيجان، على مدى ساعات التوقيع على النتائج، قبل التراجع عن موقفهما إزاء الانتقادات التي أثارتها هذه البادرة غير المسبوقة. وأعلن الجمهوريان تراجعهما عن قرارهما.

وقال بايدن متحدثاً من معقله في ويلمينغتون بولاية ديلاوير: «أعتقد أن الأميركيين يشهدون عدم مسؤولية لا تصدق ورسائل مضرة إلى حد غير معقول توجه إلى باقي العالم حول طريقة عمل الديمقراطية».

 

وتابع: «من الصعب فهم كيف يفكر هذا الرجل»، مضيفاً: «إنني على قناعة بأنه يعرف أنه خسر وأنني سأؤدي القسم في 20 يناير، وما يفعله مخز بكل بساطة».

 

ويواصل بايدن التحضير لتسلم السلطة في 20 يناير. والتقى حكام ولايات لبحث التصدي لوباء «كوفيد-19» الذي تسبب في وفاة أكثر من 250 ألف شخص في الولايات المتحدة.