هل يوجه ترامب ضربة عسكرية لإيران قبل مغادرته البيت الأبيض؟

عرب وعالم

اليمن العربي

قلل المسؤولون في طهران من شأن تقارير إخبارية تحدثت عن ضرورة إقناع دونالد ترامب بعدم مهاجمة المواقع النووية الإيرانية، لكنها أكدت على احتمال كون الأسابيع القليلة المقبلة في الشرق الأوسط خطيرة وسط مخاوف من أن الرئيس الأمريكي قد يخطط لحركة أخيرة ضد إيران.

 

وقال تقرير نشرته صحيفة ”نيويورك تايمز“، وأكدته صحيفة ”وول ستريت جورنال“، إن اجتماعًا عُقد، أواخر الأسبوع الماضي، ضم العديد من كبار المستشارين، بمن فيهم نائب الرئيس مايك بنس، ووزير الخارجية مايك بومبيو، والقائم بأعمال وزير الدفاع كريستوفر ميلر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي.

 

وأقنع المجتمعون ترامب أنه سيكون من الخطر جدًا شن غارات جوية على المنشآت النووية الإيرانية، خاصة منشأة تخصيب اليورانيوم في مدينة نطنز وسط إيران، في الأسابيع المتبقية من رئاسته، والتي تنتهي، ظهر يوم الـ 20 من شهر كانون الثاني/يناير المقبل.

 

وبحسب صحيفة ”الإندبندنت“ البريطانية، قللت الشبكات الحكومية الإيرانية من شأن هذه التقارير، التي نُقلت عن مصادر لم يكشف عن اسمها، ولكن المسؤولين حذروا من تداعيات واسعة النطاق في حال وقوع أي هجوم.

 

الآلة السياسية

 

وعلق المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي خلال مؤتمر صحفي في طهران:“أنا شخصيًا لا أتوقع أن تسعى الولايات المتحدة إلى زعزعة الأمن في العالم والمنطقة، فأي عمل ضد الأمة الإيرانية سيواجه بالتأكيد ردًا ساحقًا“.

 

وفي حين رفض البيت الأبيض التعليق، إلا أنه من المرجح أن يكون المقصود من التسريب تحذير إيران من عدم القيام بأي تحركات متهورة في الأسابيع الأخيرة من إدارة ترامب.

 

وتهدف مثل هذه التسريبات من الإدارة إلى الصحفيين عادة إلى تعزيز سمعة المسؤولين في إدارة ترامب الذين يأملون بتأمين مستقبل سياسي لأنفسهم بعد أن يترك الرئيس المثير للانقسامات منصبه، إذ يرى كل من بنس، وبومبيو، نفسيهما وريثين محتملين للآلة السياسية، التي تركها ترامب.

 

وتزايدت المخاوف بشأن الهجوم المحتمل على إيران بعد إقالة ”مارك إسبر“ من منصب وزير الدفاع في أعقاب هزيمة ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي أجريت في 3 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، إضافة إلى سلسلة من رحلات قام بها كبار المسؤولين الأمريكيين إلى الشرق الأوسط، والتي يمكن تفسيرها على أنها محاولات للاتصال عبر القنوات السرية.

 

وكتب المراسل الدبلوماسي لصحيفة ”جيروزاليم بوست“ لاهاف هاركوف، الثلاثاء، ”من المرجح أن يكون لدى الولايات المتحدة وإسرائيل مخطط خفي لا يمكن ذكره“.

 

وقالت سانام فاكيل نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز ”تشاتام هاوس“ للأبحاث:“كانت هناك شائعات ومخاوف كثيرة الأسبوع الماضي في إيران، والمنطقة، والولايات المتحدة، من أن شيئًا ما يلوح في الأفق، فالكثير من الناس قلقون، سواء داخل الإدارة أو في البلدان الأخرى، فلا توجد ضوابط على تحركات الرئيس“.

 

وانخرطت إيران، والولايات المتحدة، في هجمات منخفضة المستوى ضد بعضهما البعض عبر العديد من الميادين منذ عقود، وتصاعدت المخاوف من اندلاع حرب شاملة في وقت سابق من هذا العام عندما شنت إيران هجمات صاروخية على قاعدة أمريكية في العراق بعد أن اغتالت واشنطن الجنرال الإيراني قاسم سليماني في العراق، مطلع العام الجاري.

 

ومنذ خسارتها الانتخابات، تعهدت إدارة ترامب بزيادة العقوبات على إيران خلال الأسابيع المقبلة، كما تدرس أيضًا تصنيف الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن كجماعة إرهابية.

 

الضغط الأقصى

 

ووفقًا لتقرير صحيفة ”نيويورك تايمز“، جاء آخر تهديد عن التصعيد العسكري رداً على تقرير صادر عن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في الـ11 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، يفصل المخزونات الإيرانية المتزايدة من اليورانيوم المخصب، وعدم وجود ردود كافية على الأسئلة المتعلقة بالمنشآت النووية المزعومة.

 

وتزعم إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية السلمية، ومع ذلك، قدرت وكالات الاستخبارات الأمريكية وغيرها من وكالات الاستخبارات الدولية أن طهران اتبعت برنامجًا سريًا للأسلحة الذرية حتى العام 2003، وخلصت إلى أنها تأمل الاحتفاظ بقدرة عالية بما يكفي من التكنولوجيا الذرية لإعطائها خيار تطوير قنبلة ذرية بسرعة متى اختارت.

 

وخفضت إيران بشكل كبير إنتاجها من اليورانيوم المخصب وغيرها من مساعيها للتكنولوجيا النووية مقابل تخفيف العقوبات بعد التوقيع على خطة العمل الشاملة المشتركة للعام 2015، ولكن ترامب انسحب من الاتفاق في العام 2018، وأطلق حملة الضغط الأقصى التي أضرت بالاقتصاد الإيراني، وردًا على ذلك، بدأت إيران بتسريع برنامجها النووي في العام الماضي.

 

ويخشى المسؤولون في الخارج من أن يستغل ترامب الذي يشعر بالمرارة و“عدم الاستقرار عاطفيًا“ أسابيعه الأخيرة كأول رئيس لأمريكا لفترة ولاية واحدة منذ ما يقرب من 30 عامًا لتصفية الحسابات ودفع مخططاته التي تداخلت في بعض الأحيان مع اهتمامات بعض الأشخاص من واشنطن والمتشددين الإسرائيليين الذين يطالبون بالإطاحة بالنظام الإيراني عسكريًا.

 

وأشارت ”فاكيل“ إلى أن اللجوء إلى الخيارات العسكرية يعد بمثابة ”ناقوس الموت“ في مناورة الضغط الأقصى لترامب.