إرسال مرتزقة إلى أذربيجان.. تركيا تُعيد إشعال التوتر بالقوقاز

عرب وعالم

اليمن العربي

وافق برلمان تركيا على مذكرة الرئيس رجب طيب أردوغان بإرسال مرتزقة جدد لأذربيجان في خطوة تشعل الأوضاع بمنطقة القوقاز وتجرها لحرب لا تهدأ.

 

وقال الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت: المعارضة، الإثنين، إن الموافقة جاءت بأغلبية أعضاء البرلمان التركي.

 

وأبدت دول غربية على رأسها فرنسا انزعاجها من مساعي أنقرة لإشعال التوتر في القوقاز، حيث يجاهر أردوغان بعدائه لأرمينيا، في الصراع التاريخي المتجدد مع أذربيجان، والذي أودى بحياة أكثر من 30 ألف شخص.

 

موافقة البرلمان التركي تأتي بعد توقيع أرمينيا وأذربيجان اتفاقا لإنهاء القتال في إقليم ناغورني قره باغ برعاية موسكو، وحقن الدماء التي كانت تسيل في أسوأ قتال في قره باغ منذ عقود.

 

وانخرطت تركيا في تزكية نيران الحرب بين الطرفين بإرسال نحو 4 آلاف مرتزق سوري إلى القتال بجانب أذريبجان ضد القوات الأرمينية، وهو ما تنفيه باكو.

 

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 119 من مرتزقة أردوغان، المنتشرين في قره باغ، على الأقل منذ بداية المواجهات الأخيرة.

 

الانخراط التركي المثير للفتن، دفع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، إلى دعوة القوى العظمى لمنع أنقرة من صب الزيت على نار النزاع.

 

ومنذ بداية القتال الذي اندلع بين أذربيجان وأرمينيا في سبتمبر/أيلول الماضي، سعت تركيا للدخول على خط الأزمة بإذكاء النار بين البلدين، حيث وجهت انتقادات حادة لأرمينيا، واتهمتها بأنها عقبة أمام السلام، وتعهدت بمواصلة دعم أذربيجان.

 

وتعود جذور الخلافات بين تركيا وأرمينيا إلى قضية إبادة الأرمن خلال الحقبة العثمانية، حيث ترفض أنقرة الاعتراف بوجود جرائم حرب ارتكبها العثمانيون وكان ضحيتها الأرمن.

 

وتصنف 20 حكومة حول العالم، بينها حكومات فرنسا وألمانيا وروسيا، رسميا قتل الأرمن في عهد الإمبراطورية العثمانية على أنه "إبادة جماعية".

 

ودأبت تركيا على اتهام مَن يصف المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن في الحرب العالمية الأولى بأنها إبادة جماعية بـ"التآمر" ضدها.

 

وتتهم أنقرة الأرمن، بأنهم عبر جماعات ضغط بمختلف دول العالم، يطلقون دعوات إلى “تجريم” تركيا، وتحميلها مسؤولية تعرض أرمن الأناضول لعملية “إبادة وتهجير” على يد الدولة العثمانية.

 

وتزعم حكومة "العدالة والتنمية" برئاسة أردوغان أن الوثائق التاريخية تؤكد عدم تعمد وقوع تلك الأحداث المأساوية. 

 

وتسعى تركيا إلى الانضمام لقوات روسية تعمل على مراقبة وقف إطلاق النار الموقع بين أرمينيا وأذربيجان، والذي أنهى معارك طاحنة استمرت لأسابيع.

 

وبعد معارك دامية استمرّت ستة أسابيع في إقليم ناغورني قره باغ، وقعت أرمينيا وأذربيجان اتفاقاً لإنهاء الأعمال القتالية برعاية موسكو، بعدما أصبحت القوات الأرمينية على وشك الانهيار.

 

ويكرّس الاتفاق الانتصارات العسكرية الأذرية الكبرى في هذه المنطقة الجبلية الواقعة في القوقاز، بعد معارك أسفرت عن 1500 قتيل في حصيلة جزئية.

 

ودافع رئيس الوزراء الأرميني عن قراره، مؤكداً أن توقيع وقف المعارك كان الوسيلة الوحيدة للحفاظ على الجمهورية المعلنة من جانب واحد في ناغورني قره باغ، رغم أنها أصبحت ضعيفة وتقلصت مساحتها.

 

في المقابل، أثار النبأ مشاعر فرح لدى سكان أذربيجان ورحّب الرئيس إلهام علييف بـ"استسلام" أرمينيا.

 

وينصّ اتفاق وقف الأعمال القتالية خصوصاً على استعادة باكو السيطرة على سبعة من المناطق الأذرية كانت تُستخدم كدرع حماية حول إقليم ناغورني قره باغ، ونشر قوات روسية لحفظ السلام.