كاتب جنوبي يعلق على أهمية حراسة النخبة الحضرمية للمنشآت النفطية 

أخبار محلية

اليمن العربي

علق الكاتب الجنوبي فرج عوض طاحس على أهمية حراسة النخبة الحضرمية للمنشآت النفطية ..ولماذا تتكرر المحاولات دوما لسحب حراسة المنشات النفطية من الحضارم .

 

وقال فرج في تصريحات خاصة  بعد حرب صيف 1994م  تحت شعار الوحدة أو الموت  لإنهاء شراكة الجنوب في الوحدة  والتي تحولت فيما بعد إلى مشروع للإحتلال، حيث هزم فيها الجنوب وقواته العسكرية، عمد النظام في صنعاء ،نظام  سبعة يوليو ، على إتباع سياسة ممنهجة ومنظمة  لإفراغ الجنوب من مؤسساته الأمنية والعسكرية ومن كوادره المؤهلة تاهيلا عاليا.

 

حيث سرح الآلاف من منتسبي  هذه المؤسسات وأُرغم الكثير منهم على التقاعد الإجباري وطبق سياسة خليك في البيت ، وعمل الطيار الحربي الجنوبي سائق تكسي أجرة  لمواجهة أعباءة الحياة وإرتفاع الأسعار ، كما عمل الكثير من هولاء العسكريين في أعمال مختلفة بعيدة عن مؤهلاتهم  وقدراتهم العسكرية ، وعمد نظام سبعة يوليو على استجلاب عشرات الألوية العسكرية من الشمال إلى الجنوب بمختلف مسمياتها أمن مركزي ، حرس جمهوري ،أمن قومي وغيرها من الأجهزة القمعية.

 

 

وبتمدد الإنقلابيين الحوثيين نحو الجنوب  وإجتياحهم لمدنه عام  ٢٠١٥ م ، وشعور دول الخليج بخطورة  المشروع الإيراني الذي يمثله الإنقلابيون الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق ، على أمنهم وسلامة أراضيهم ، تطلب الأمر تدخلهم عسكريا تحت اسم عاصفة الحزم وتشكيل حلف عسكري بقيادة كل من السعودية والإمارات العربية ، وكان لابد من تشكيل قوات جديدة لمواجهة هذا العدوان الهمجي  والتصدي له ، ولاسيما وأن كل الألوية العسكرية  المنتشرة في الجنوب ، هي موالية للإنقلابيين وتابعة للنظام السابق ، وهي كثير ماتتهم بأن الإرهاب ينطلق منها ، وفتحت معسكرات التدريب في كل من عدن وحضرموت وشبوة  وغيرها من المحافظات الجنوبية تحت إشراف قوات التحالف العربي وإشراف ضباط إماراتيين ، وأقبل الشباب باندفاع قوي وحماس للالتحاق بهذه المعسكرات ، على الرغم من الأعمال الإرهابية التي استهدفت هذه  المعسكرات بواسطة السيارات المفخخة ، لكن هذه الأساليب الدنيئة لم تثنِ  الشباب ، بل زادتهم تصميما وعزيمة ، وتكونت قوات المقاومة الجنوبية من الشباب المتطوعين ،و إنشاء قوة النخبة الحضرمية من أبناء حضرموت التي ُضمت إلى المنطقة العسكرية الثانية ، التي  إُعًيْدَ تشكيلها بسواعد أبناء حضرموت ، بعد أن سلمتها قيادتها السابقة التي ينتمي أفرادها إلى المحافظات الشمالية للقاعدة  في 2015 م ، واستطاعت هذه القوات  المدعومة من قبل قوات التحالف العربي ، وخاصة الإماراتية منها ، من سحق قوات الإنقلابيبن ودحرهم من الجنوب في وقت قياسي جدا لاتتجاوز الأسابيع ، كما استطاعت المنطقة العسكرية الثانية وقوات النخبة الحضرمية من تحرير عاصمة المحافظة ، مدينة المكلا ومدن الشريط الساحلي هي الأخرى  من هيمنة القاعدة  ، وتُوَجًّهُ قوات النخبة الحضرمية وقوات المنطقة العسكرية الثانية ضربات موجعة لهذه الجماعات،

 

 

كما تمكنت  قوات النخبة الشبوانية  والمقاومة الجنوبية وبدعم من القوات الإماراتية من تحرير تلك المناطق التي ظل الحوثيون يحتلونها في محافظة شبوة  ، إلى جانب طرد فلول القاعدة من المناطق التي كانوا يتمركزون فيها ، ويكفينا فخرا أن المناطق التي انتشرت فيها هذه القوات قد صارت أكثر أمناً ، وأختفت عنها  مظاهر  تلك الدماء والأشلاء التي تحدثها الأعمال الإنتحارية  الإجرامية ، وكذلك أعمال التقطع  والقتل ، والمشهد الأبرز ، هو إختفاء تلك المظاهر الاستعراضية الاستفزازية للسلاح ، التي كثيرا مانشاهدها اليوم  في مديريات  الوادي والصحراء الذي يئنُّ تحت وطأة القتل والتقطع والإرهاب   .      

                                                              

إنَّ الهزائم المتلاحقة والضربات الموجعة التي يتلقاها الإرهابيون في الجنوب على الرغم من بعض الحالات اليائسة التي تحصل هنا أوهناك ، علي أيدي قوات النخبة الحضرمية والشبوانية وقوات الحزام الأمني ، قد أفقدت بعض القوى السياسية التي كانت تراهن على هذه الجماعات صوابها ، وجعلها تكيل التهم  وتطلق  الشتائم يمنة ويسرة ، وتتباكى  على حقوق الإنسان  وتصور الأوضاع نتجة لبعض العفوات البسيطة ،   ظلماً وبهتانا في المناطق الجنوبية المحررة ، وكأنها صارت جحيما، كما إنها  لا تنفك هذه القوى في حبك المؤامرات الواحدة تلو الأخرى  للتخلص من النخبة الحضرمية التي أضحت مصدر قلق  لها ،ولا سيما وأنها  تقوم بحراسة المنشآت النفطية التي تغذي شريان فساد القوى المتنفذة ، هذه القوى  التي تعتبر  حقول النفط في حضرموت وشبوة حق من حقوقها تدخل  في إطار فيد حرب صيف 1994 م ،ويحرم أبناؤهما من التمتع بهذه الثروة التي تحولت مصدراً للألم والعذاب ، بدلا أن تكون عاملا هاما مساعدا  لحل  مشكلات المواطنين الخدماتية والصحية  والمعيشية ، 

 

 

وقد زادت المؤامرات  على قوات النخبة الحضرمية كرد على تلك الدعوات المستمرة المطالبة بوقف تصدير نفط حضرموت ، مقابل اللامبالة والإهمال المتعمد من قبل السلطة الحاكمة لحقوق حضرموت  ومعانات أهلها  ، فلم تعد هذه القوي المتنفذة  التي تتحكم في السلطة الشرعية  تثق في أي قوة  لا تدين لها بالولاء ، ولذلك فهي تعمل جاهدة  على خلق قوة بديلة تؤمن لها  تدفق هذا المصدر الحيوي لنشاطها ، وللأسف نجحت في شبوة في القضاء على النخبة الشبوانية بتواطئ من بعض أبنائها  الذين يرتبط وجودهم  ومصالحهم مع هذه القوى الغازية والمتنفذة ،  ويراد أن يطبق نفس السيناريو على نخبة حضرموت  ، فالصراع  بين الجنوب والشمال  لم يعد من أجل الوحدة  كما تحاول  هذه القوى تبرير عدوانيتها وحربها على الجنوب   ، فالوحدة  انتهت ، بل هو في حقيقة الأمر  صراع ذات طابع سياسي  وإقتصادي  من أجل استعادة دولة وهوية ورفض الاستحواذ  على ثروات الجنوب وحرمان أبنائه منها  .