صحفي بريطاني يضع الامارات في مقدمة الدول التي تعاملت بالطريقة الفضلى مع كورونا

عرب وعالم

اليمن العربي

وضع الصحافي البريطاني جوناثان غورنال الإمارات العربية المتحدة في مقدمة الدول التي تعاملت بالطريقة الفضلى مع فيروس كورونا.

 

 

ولهذا السبب، سيدرس الباحثون سجل الإمارات عن كثب في إطار استعدادهم للتعامل مع التفشي الفيروسي المقبل. وكتب غورنال في صحيفة "ذي اراب نيوز" السعودية أن الولايات المتحدة تُصنف من ضمن الخاسرين غير المتوقعين في هذا المجال. لقد شهدت، وبفارق كبير، العدد الأكبر من الإصابات عالمياً مع تسجيل 9 ملايين حالة، أو ما يساوي 20% من العدد الإجمالي للإصابات حول العالم. ووصلت وفياتها إلى 230 ألفاً في رقم هو الأعلى أيضاً بين جميع الدول.

 

 

إنّ عدد الإصابات والوفيات في الولايات المتحدة يصبح أكبر على الصعيد النسبي. يبلغ عدد السكان في تلك البلاد 330 مليوناً. لدى الهند عدد إصابات مساوٍ تقريباً لكنّ عدد سكانها يصل إلى حوالي مليار ومئتي مليون نسمة. أما عدد وفياتها فيصل إلى نصف إجمالي الوفيات الأمريكية. ويصبح التناقض فاقعاً بين تأثير الجائحة على الدول الغربية، خصوصاً في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وبين تأثيرها على دول الخليج العربي. في الغرب، أدى المزيج القاتل من المصلحة السياسية الذاتية والتردد في اتخاذ القرارات إلى إبطاء الاستجابة وأحياناً إلى تخريبها. لكن حكومات دول مجلس التعاون الخليجي غير المرهقة بأنظمة سياسية متثاقلة كانت أسرع بكثير في الاستجابة للجائحة. وتحتل الإمارات الموقع الأول بينها.

 

 

أعلنت الإمارات عن الإصابة الأولى بين سكانها في 29 يناير (كانون الثاني) 2020. ارتفع الرقم يومياً بشكل ثابت ووصل إلى 994 إصابة في 23 مايو (أيار) قبل أن يعود وينخفض إلى 164 في بداية أغسطس (آب). منذ ذلك الحين، عاودت الحالات الارتفاع حتى وصلت في 23 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 1578 إصابة وهو رقم قياسي. وسجلت الإمارات 129 ألف حالة حتى الأربعاء مع 485 وفاة. يعود ارتفاع الحالات إلى سببين: توسيع الفحوصات وإعادة فتح الاقتصاد تدريجياً، بحيث يصبح ازدياد الإصابات في هذه الحالة أمراً لا يمكن تفاديه. لكن الصحافي يلفت النظر إلى أنّ ارتفاع عدد الإصابات لم يقابله ارتفاع موازٍ في عدد الوفيات.

 

معيار التقييم الصحيح

الأهم، كما يتابع غورنال، هو عدم الاكتفاء بالنظر إلى عدد الإصابات والوفيات لأن ذلك يؤدي إلى انطباع مشوه حول أداء أي دولة في مواجهة كورونا. فبهذا المعيار، تصبح الإمارات في المرتبة 38 من حيث الدول الأكثر تأثراً بالفيروس حول العالم. وعلى مستوى الوفيات، تحتل المرتبة 83، ضمن المعيار نفسه.

 

 

يستند تقييم أي دولة في مجال مكافحتها كورونا إلى وضع أرقامها في إطار نسبي: مع 12995 حالة بالمليون، تحتل الإمارات المرتبة الثالثة والأربعين عالمياً، وهو سجل أفضل من جيرانها الخمسة في مجلس التعاون الخليجي ومن بينها قطر. وتحتل الأخيرة ثاني أسوأ مرتبة عالمياً من حيث عدد الإصابات النسبية مع 46990 بالمليون. وفقاً لهذا المعيار، تتقدم السعودية فقط على الإمارات بفارق ضئيل: 9879 إصابة بالمليون (62 عالمياً).

يرى غورنال أن عدد الوفيات في أي دولة يجب أن يقارَن أيضاً بشكل نسبي. فنسبة الوفيات في الإمارات تصل إلى 49 بالمليون وهو أدنى بكثير من المعدل العالمي الذي يبلغ 150. بهذا القياس، تعد الإمارات أفضل من 108 دول أخرى، بما فيها الولايات المتحدة وجميع الدول الأوروبية البارزة.

لماذا تصدرت؟

يعود سبب نجاح الإمارات إلى نظامها الصحي المتطور جداً والذي ينعم بعيادات ومستشفيات ذات مستوى عالمي ومدعومة بنظام تأمين يضمن إمكانية وصول المرضى إلى أفضل التجهيزات والخبرات المتوفرة. لكن ذلك لم يكن ليعني الكثير لو أن الإمارات لم تتحرك بسرعة وبذكاء منذ أول ظهور للفيروس كي تحجّم تأثير الجائحة.

في فبراير (شباط)، خضعت 18 دولة في المنطقة لتقييم خارجي من قبل منظمة الصحة العالمية شمل خطط تحركها الوطني في مواجهة كورونا. وسجلت دولة واحدة فقط العدد الأقصى من النقاط: الإمارات العربية المتحدة. كان هذا الاستعداد واضحاً في كل خطوة اتخذتها الإمارات خلال الوقت المناسب طوال فترة المواجهة مع الجائحة. من الفرض المبكر للقيود على السفر إلى إغلاق المدارس والأعمال، تصدرت الإمارات السباق.

 

 

ويختم غورنال مقاله بالإشارة إلى أن التجارب في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والكثير من الدول الأوروبية أظهرت أن وجود طبقة سياسية مركزة على الانتخابات المقبلة وسط أزمة عالمية، عوضاً عن التركيز على الخير العام، هو أمر مضرّ بصحة المواطنين.