مشروع أردوغان الاستعماري في الصومال يضرب أحلام نظام قطر

عرب وعالم

اليمن العربي

تحوّل تنافس الهيمنة على العالم الإسلامي بين الغرب وقطر، وتركيا، إلى قيام الجميع بزعزعة الاستقرار في المنطقة بأكملها، وساعدوا كلّ حسب أجندته الإرهابيين في سورية، وليبيا، واليمن لتنفيذ تلك الأجندات، ويبدو الآن أن الصومال دخلت باب الاستهداف التركي، ما يعني بالضرورة نقل الحروب وصراع الأجندات إلى القرن الإفريقي.

 

وتسعى تركيا لإيجاد موطئ قدم لها في القرن الأفريقي، ما يثير الشكوك حول الأطماع السياسية والاستراتيجية لأنقرة في المنطقة، ففي أيلول عام 2017، أنشأت أكبر قاعدة عسكرية لها في الخارج على الإطلاق، في مقديشو عاصمة الصومال، وجاءت القاعدة التركية في الصومال تتويجاً للعلاقات الاقتصادية بين أنقرة ومقديشو في الأعوام الأخيرة، وينظر البعض إلى أطماع تركيا في القرن الأفريقي على أنها إحياء لأحلام العثمانية الجديدة، رغم حقيقة أن الحكومة التركية تستخدم خطاباً عثمانياً جديداً للاستهلاك المحلي، كما تستخدم الهوية الإسلامية في سياستها الخارجية تجاه الدول العربية، لكن التفسيرات الأيديولوجية لا تفسّر وحدها نشاط تركيا المتزايد في القرن الأفريقي، بل يمكن القول إن دوافع النشاط التركي هناك هي بالدرجة الأولى المصالح الاقتصادية والاستراتيجية لتركيا، إذ لا يمكن فصل المصالح الاقتصادية لأنقرة عن حساباتها الاستراتيجية في منطقة القرن الأفريقي، إن تركيا تبدو منخرطة في شبكة معقدة من العلاقات في القرن الأفريقي، وتخاطر بعسكرة المنطقة، وللمرة الأولى منذ هزيمة الامبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، تجد تركيا نفسها متورطة في صراعات جديدة في المنطقة.

 

يسعى "أردوغان" لتصوير نفسه المخلّص الأول للصومال من محنتها، وتطلعه لتعميم نموذج العلاقات معها، حيث قال في منتدى الصومال السادس للشراكة رفيع المستوى في اسطنبول في شباط 2016: "الصومال كانت على شفا الانهيار عام 2011، تقف حالياً على قدميها بجهود تركيا، أصبحت مثالاً للعلاقات التي ترغب تركيا في بنائها مع الدول الأفريقية، وقدمت تركيا خلال 5 سنوات ما قيمته 370 مليون دولار كدعم عيني ونقدي، وقدمت منظمات المجتمع المدني مساعدات بقيمة 100 مليون دولار".

 

 

 

أقامت تركيا روابط مع عدد من السياسيين البارزين داخل الحكومة الصومالية، وأصبحت تموّل عدداً من المواقع الإخبارية المحلية الرئيسة في البلاد، ويبدو أن النفط والغاز في الصومال باتا يسيلان لعاب الأتراك.