ضربات النمسا وفرنسا.. لا ملاذات "آمنة" للإخوان في أوروبا

عرب وعالم

اليمن العربي

منحت ضربات النمسا التي استهدفت جماعة الإخوان الإرهابية، تأكيداً عمليا على بداية نهاية تنظيم الإخوان الإرهابي في أوروبا.

 

وبحسب بوابة "العين الإخبارية" الإماراتية، اعتبر خبراء ضربات النمسا الموجعة للإخوان، دليلا على أن "الدول الغربية أدركت مؤخرا خطورة تنظيم الإخوان، على مجتمعاتهم، فأصبحت رافضة لأي ممارسات متطرفة، لتسقط معها أي شرعنة لتواجد الكيانات الإرهابية على الأرض". 

 

 وأمس، نفذت الشرطة النمساوية مداهمات في ٤ ولايات اتحادية، بينها فيينا، ضد أشخاص وجمعيات مرتبطة بالإخوان الإرهابية وحركة حماس الفلسطينية في عملية قالت الصحف النمساوية في البداية إنها "رمسيس" التي كانت تعد لها الشرطة منذ عامين، لكن الداخلية النمساوية قالت إن اسمها تغير إلى "الأقصر".

 

قطع الملاذات الآمنة 

 

وقال العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن خطوة النمسا والتي سبقتها فرنسا بأسابيع، مهمة للغاية في قطع الملاذات الآمنة لجماعة الإخوان. 

 

وتوقع "عكاشة" أن تمتد ضربات باريس وفيينا إلى بقية الدول الأوروبية، مفسرا ذلك بقوله" نحن نتحدث عن عضوين مهمين في قارة أوروبا وليسا ببعدين عن الدول الأخرى، التي تعاني من التواجد الغخواني الذي يعمل بنفس الآلية في معظم هذه الدول بشكل مقارب. 

 

وأضاف: نجد هذه الدول تتخذ الآن موقفا متقدما لم تتخذه من قبل وسيكون له تأثيرات كبيرة من حيث الإطاحة بالملاذات الآمنة، خاصة في النمسا التي لطالما تمتع الإخوان فيها بنفوذ كبير ويسيطرون على نشاطات متعددة عبر جيلين من بداية منتصف القرن الماضي. 

 

وتابع: لأول مرة تتحدث الدول الأوروبية عن الكيانات المغذية لهذا التواجد الإخواني سواء الجمعيات الخيرية أو الإسلامية كذلك مسألة السيطرة علي المساجد، وجميعها مسارات توفر للإخوان ملاحرية حركة وتستجلب معه تدفقات الأموال التي كانت تجعل تأثيرهم السلبي أكثر صعوبة. 

 

وبحسب "عكاشة"، فإن فرنسا والنمسا تتحدثان لأول مرة عن كيانات إسلامية تدير المراكز وأنشطة الجاليات المسلمة الموجودة وتبين أنها تقوم بغسيل الأموال على غرار ما أعلنه المدعي العام. 

 

واعتبر الخبير الأمني خطوة النمسا تطلق نواقيس الخطر علي الأجهزة الرقابية في أوروبا وتجعل الأمر يأخذ صورة مغايرة، لافتا أن الجماعة الإرهابية قبل ضربات النمسا كانت محاصرة جزئيا لأن دولا أوروبية كثيرة كانت تعتبر هذه الأنشطة مسموحة طالما لا وجود لحمل سلاح أو عمليات إرهابية مباشرة، لكن الان أدركت الدول الأوروبية أن من يحمل السلاح يحتاج لحاضنة من خلفه توفر الملاذ، وتغذيه بأطروحات الكراهية والتطرف ونبد الآخر. 

 

ومتحدثا عن ألمانيا كمثال ثالث في مواجهة الجماعة الإرهابية، قال "عكاشة":ألمانيا لم تعلن بعد عن خطوات كببرة لكن أعلنت عن نشاطات امنية مشابهة متخذة ضد حزب الله، في سياق ستار الشركات وغسيل الأموال وتوفير ملاذات آمنة وقامت بعملية ضبط وترحيل لجمعيات ولشركات ثبت تورطها في تموبل حزب الله والحرث الثوري الإيراني.

 

مآزق أشد

 

طارق أبو السعد، الكاتب والباحث المتخصص في الحركات المتطرفة قال إن "التنظيم الدولي للإخوان يمر بمأزق شديد، أشد ألما وفتكا من 2014، في ظل الحديث عن خطورة الإرهاب في الغرب".

 

ولفت إلى أنه أصبح هناك رواج لفكرة أن الإسلامويين بغض النظر عن المسميات سواء داعش أو إخوان، لكن في النهاية يمثلون الإرهاب بتبنيهم للانتقام أو الجهاد الذي يرغبون في تفريغه داخل أوروبا.

 

وربط "أبو السعد" بين حادث هجوم فيينا الذي أودى بحياة 5 أشخاص وأوقع جرحى بوسط العاصمة النمساوية الأسبوع الماضي، والضربات التي وجهتها النمسا للإخوان.

 

وقال: الشاب الذي ارتكب الجريمة من أصول ألبانية، وله علاقة مع الحالة الإسلاموية وينتمي لتنظيم داعش، وبالتالي أدركت أوروبا أن جميع  المراكز الإسلامية الموجودة في أوروبا يسيطر عليها التيار الإسلامي المتشدد سواء الإخوان أو الدواعش أو غيرهم، والجمعيات الخيرية التي تقدم ظاهرها البر والتقوى في باطنها انتماء وتجنيد، لاسيما جمعيات الإخوان التي كانت تتستر وراء الدفاع عن حقوق المسلمين.

 

وأضاف: وصلنا إلى نقطة أدرك فيها الغرب خطورة الإسلامويين سواء إخوان أو غيرهم وأصبح لا يفرق بين من يظهر إرهابه أو يخفيه بالادعاء.. لذا نشاهد التركيز كله ينصب على الجميعات المتوغلة في أوروبا ويحاول أصحابها التحدث باسم المسلمين، لذا الهدف من هذه الضربات منع سيطرة المتطرفين على الإسلام المعتدل الذي يمثله الأزهر والمؤسسات الدينية الرسمية في الدول الإسلامية.

 

وحول تأثيرات ضربات النمسا على التنظيم الدولي للإخوان، أوضح "أبوالسعد": مداهمات النمسا ستؤثر على حركة انتقال الأموال داخل التنظيم بشكل رئيسي، وكذلك قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم، بعدما أصبحوا يواجهون رفضا لفكرهم وتنظيمهم الضار بالتعايش والسلام في العالم.

 

وخلال مداهمات النمسا أمس التي استهدفت أشخاصا وجمعيات مرتبطة بالإخوان الإرهابية وحركة حماس الفلسطينية، فتشت الشرطة 60 شقة ومنزلا ومقرا تجاريا وناديا.

 

ونتيجة لذلك، ألقت الشرطة القبض على 30 شخصاً، مثلوا أمام السلطات "للاستجواب الفوري".

 

وبحسب مكتب المدعي العام في مدينة غراتس النمساوية، معقل الإخوان، فإن جماعة الإخوان "حتى لو تحدثت في العلن عن نبذ العنف، يعتقد المحققون أنها تحافظ على اتصال مع الجماعات الإرهابية، مثل منظمة حماس الفلسطينية".

 

وأكد الادعاء العام أن هذه الإجراءات ليست موجهة ضد المسلمين، لكنها تهدف لحماية المسلمين "الذين يتم استغلالهم لنشر أيديولوجيات مناهضة للدستور".