خبراء يكشفون أسباب زيادة نفوذ أردوغان بالصومال

عرب وعالم

اليمن العربي

كشف خبراء سبب اختيار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الصومال لزيادة نفوذه بها وأهدافه من السيطرة عليها.

 

وقال الخبراء: الصومال، كونها المدخل الأساسي، ويجري تحويلها إلى المرتكز العسكري والإنساني، من خلال السفارة التركية الضخمة والقاعدة العسكرية، فقد شكّلت منطلق المشروع التركي في القرن الأفريقي، وقاعدة العمليات الأساسية عبر زيارة "أردوغان" إلى مقديشو عام 2011، كأول شخصية رفيعة المستوى من خارج القارة الأفريقية منذ زيارة الرئيس الأمريكي "جورج بوش" الأب عام 1992، وقد أتى "أردوغان" برفقة زوجته ومستشاريه، رغم المخاطر الأمنية المرتفعة لتأكيد إصرار تركيا على اقتحام الصومال، وتحويلها لاحقاً إلى قاعدة تركية في المنطقة.

 

 

 

ويأتي اختيار الصومال من بين دول المنطقة كونها الأضعف أمنياً، وبالتالي الأعلى مخاطرة لمنافسي تركيا الدوليين من جهة، ولاتساع مساحة العمل الذي يمكن البدء به (مدخل المساعدات الإنسانية)، وأنها الأقل حضوراً للقواعد العسكرية الأجنبية بين جيرانها، ما يُسهّل على تركيا أن تكرّس وجودها العسكري فيها، ضمن المشروع المتكامل في المنطقة.

 

يسعى "أردوغان" لتصوير نفسه المخلّص الأول للصومال من محنتها، وتطلعه لتعميم نموذج العلاقات معها، حيث قال في منتدى الصومال السادس للشراكة رفيع المستوى في اسطنبول في 2016: "الصومال كانت على شفا الانهيار عام 2011، تقف حالياً على قدميها بجهود تركيا، أصبحت مثالاً للعلاقات التي ترغب تركيا في بنائها مع الدول الأفريقية، وقدمت تركيا خلال 5 سنوات ما قيمته 370 مليون دولار كدعم عيني ونقدي، وقدمت منظمات المجتمع المدني مساعدات بقيمة 100 مليون دولار". ما يؤكد توجهات تركيا لجعل الصومال محطة استراتيجية لمد نفوذها هو بناء أكبر سفارة لها في مقديشو بمساحة 47 ألف متر مربع، (أنشأتها شركة البيرق التركية)، وهو ما يذكّر بالسفارة الأمريكية الأضخم في بغداد، حيث من المتوقع أن تتحول السفارة التركية في مقديشو إلى مقر إدارة كافة العمليات التركية في القرن الأفريقي، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، إلى جانب القاعدة العسكرية التركية. وبعد أن نجحت في افتتاح أكبر مجمع سفارة تابعة لها في مقديشو، أقامت تركيا روابط مع عدد من السياسيين البارزين داخل الحكومة الصومالية، وأصبحت تموّل عدداً من المواقع الإخبارية المحلية الرئيسة في البلاد، ويبدو أن النفط والغاز في الصومال باتا يسيلان لعاب الأتراك.

 

ومن هذا المنطلق أعلن أردوغان أن بلاده ستبدأ التنقيب عن النفط في المياه الصومالية بدعوة من مقديشو، ومثّل هذا الإعلان علامة جديدة على مساعي أنقرة المستمرة لزيادة تأثيرها خارج حدودها، والتورط في أزمات جديدة، ولفت المراقبون إلى أن تركيا استبقت خطوة التنقيب عن النفط في سواحل الصومال بتدخل متعدد الأوجه، بعضه بوجه عسكري مكشوف، والآخر في شكل دعم اقتصادي وإنساني، وأن عرض السلطات الصومالية على الأتراك التنقيب عن النفط هو بمثابة غطاء شكلي للتغطية على الاستراتيجية التركية الموضوعة سلفاً، والهادفة إلى السيطرة على الصومال واستثمار المزايا التي يوفرها موقعه الاستراتيجي. وتتخوف أوساط دولية من أن ينتقل هذا النشاط التركي المثير للقلق إلى البحر الأحمر والقرن الأفريقي، ويستفيد من الصمت الدولي، ويمثل لاحقاً تهديداً جدياً لأمن الملاحة الدولية في منطقة حيوية من العالم.