كيف اخترقت إيران إخوان العراق؟

عرب وعالم

اليمن العربي

على الرغم من ادعاء الحزب الإسلامي الانفصال عن جماعة الإخوان المسلمين لاختلاف وجهات النظر السياسية، بقي الحزب متمسكاً بفكر الجماعة.

سياسة الحزب الثابتة تلك يتخوف الكثير من عناصره من تبددها مع صعود نجم النائب رشيد العزاوي، الذي فاز بالانتخابات النيابية عن محافظة بابل مرشحاً عن قائمة "النصر" التي يتزعمها حيدر العبادي، تزامناً مع تقاربه اللافت مع قيادات شيعية منها زعيم مليشيا "بدر" النائب هادي العامري، الذي وصفته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية بـ"رجل إيران في العراق" والمقرب من قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني.

ومن الشخصيات التي تقربت منه أيضاً فالح الفياض، رئيس هيئة الحشد الشعبي، التي شكلت المعضلة الكبرى في العراق خلال فترة الحرب على "داعش"، حيث نُسبت إليها انتهاكات لحقوق الإنسان في المدن السنية.

التقارب اللافت بين تلك الشخصيات والعزاوي، يقول مراقبو الوضع السياسي في العراق إنه جاء لدعم فوز الأخير للوصول للبرلمان سعياً لاستقطاب شخصيات من داخل كتلة العبادي؛ في محاولة لتأسيس انشقاق يضعفها بعد الانتخابات وإعاقة وصوله مجدداً لرئاسة الوزراء.

العزاوي الذي قضى سنوات طويلة من عمره في إيران بعد هروبه من الأسر إبان حربها مع العراق في الثمانينيات، تلقى دعماً إيرانياً غير مسبوق للفوز بالانتخابات النيابية الأخيرة، التي جرت في العام 2019، كما تلقى خمسة ملايين دولار من قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني.

لقاءات العزاوي المستمرة مع رجال إيران في العراق والقيادة السياسية الشيعية أثارت قلق الجمهور السني وعناصر في الحزب من احتمالية أن يقوم الرجل بتحويل أقدم الأحزاب السنية إلى وجه آخر للأحزاب التي تنفذ إملاءات إيران، مقابل وعود بمكاسب سياسية غير مضمونة التنفيذ.

جمهور العزاوي داخل الحزب ارتفع بشكل ملحوظ بعد تقربه من السلطة الشيعية، حيث قدم فعلياً دعماً شخصياً لبعض نشاطات الحزب ورجاله، وحرص على أن تقدَّم منه بصفة شخصية وليس من الحزب.

وتؤكد مصادر أنه أطلق وعوداً لقيادات فرعية بالحزب بتوفير الدعم لهم وتحصيل مناصب مرموقة بالدولة، وتأمين وظائف لعناصر الحزب، وهو ما استقطب به الكثيرين منهم، وسط انتشار لافت للبطالة بين الشباب العراقي.

العزاوي لا يرى في الشيعة ومن خلفهم إيران خصماً سياسياً، ويحاول إيجاد موطئ قدم في السلطة من خلال التقارب معهم، حاله حال سياسيين سُنة آخرين؛ مثل السياسي الصاعد خميس الخنجر، والنواب أحمد الجبوري، وعمار يوسف، ومحمد الكربولي، رغم كثرة التقارير الحقوقية التي تتهم مليشيات تدعمها إيران بارتكاب انتهاكات بحق أبناء المدن السنية، شملت القتل والتهجير من مناطق كاملة.