عاجل.. بايدن من مسقط رأسه: أطلب الهدوء من الجميع والنتيجة قريبًا جدًا

عرب وعالم

ارشيفيه
ارشيفيه

طمأن المرشّح الديموقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن الخميس أنّ نتائج الانتخابات التي جرت الثلاثاء ستظهر "قريباً جداً" وستمنحه "بدون أدنى شك" الفوز على الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الذي سيدلي من جهته بتصريح من البيت الأبيض في الساعة 23:30 تغ.

وقال بايدن للصحافيين في مسقط رأسه ويلمينغتون بولاية ديلاوير "أطلب من الجميع التزام الهدوء. العملية تسير كما يجب والفرز جارٍ وسنعرف النتيجة قريباً جداً".

وأضاف نائب الرئيس السابق البالغ من العمر 77 عاماً "لا يزال شعورنا جيّداً جداً حول الأوضاع الحالية. لا نملك أدنى شك بأنّه مع انتهاء تعداد الأصوات، سيتم إعلان فوزنا، السناتورة هاريس وأنا".

وبايدن الذي اختار السناتورة كامالا هاريس لخوض الانتخابات معه لمنصب نائبة الرئيس يتقدّم على ترامب في السباق للحصول على 270 من أصوات المجمّع الانتخابي لقيادة الولايات المتحدة في السنوات الأربع المقبلة، مع إعراب حملته الانتخابية عن ثقتها بأنّه سيحصد ما يكفي من الأصوات للفوز في ولايات تحتدم فيها المنافسة مع الجمهوريين ولم تصدر نتائجها حتى الآن وأهمّها بنسلفانيا.

وبعدما كان الرئيس الجمهوري الساعي للفوز بولاية ثانية متقدّماً على بايدن في النتائج الأولية التي نشرت بعيد إغلاق صناديق الاقتراع، بدأ هذا التقدّم يضمحلّ بعد فرز بطاقات الاقتراع البريدية التي تصبّ 80% منها لصالح بايدن.

ومن المحتمل أن تنهي ولايتا جورجيا ونيفادا فرز الأصوات الخميس، في حين يمكن أن تتواصل العملية في ولايتي أريزونا وينسلفانيا حتى الجمعة أو ربما أكثر.

وقالت مديرة حملة المرشح الديموقراطي جينيفر ديلون "أظن أن هذا اليوم سيكون إيجابيا جدا لنائب الرئيس"، وأضافت "نحن واثقون تماما أن جو بايدن سيكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة".

وبعد مرور يومين على الاقتراع الرئاسي الأميركي، يسود التوتر في الولايات الرئيسية التي قد تحسم مصير الانتخابات لصالح بايدن، فيما أطلق معسكر دونالد ترامب دعاوى قضائية مدعومة في بعض الحالات بتظاهرات نظّمها مناصرون للملياردير الجمهوري.

وكتب ترامب في تغريدة على موقع "تويتر"، "أوقفوا تعداد الأصوات!" في إشارة واضحة الى أنه يرى فرصا له للفوز بولاية ثانية، وسط تواصل فرز الأصوات التي أرسلت عبر البريد والتي تصب معظمها في صالح بايدن.

ولم يعد أمام المرشح الديموقراطي الذي كان نائباً للرئيس باراك أوباما لثماني سنوات، سوى الفوز في واحدة أو اثنتين من الولايات الرئيسية الباقية ليؤدّي اليمين في 20 كانون الثاني/يناير رئيساً للولايات المتحدة. وامتنع بايدن عن إعلان فوزه، على عكس ما فعل خصمه بعد ساعات على انتهاء العملية الانتخابية.

وأصبح بايدن يحظى الخميس بدعم 253 أو 264 من كبار الناخبين إذا تمّ احتساب أريزونا (11 من كبار الناخبين). واعتبرت وكالة "أسوشييتد برس" وشبكة "فوكس نيوز" أنه فاز بها. لكن وسائل إعلام أخرى لا تزال تشكّك في النتيجة النهائية لهذه الولاية بسبب عدد الأصوات التي ما زال يتعيّن فرزها وتضاؤل الفارق بين المرشّحين في الساعات الأخيرة.

وبعد تحقيقه الأربعاء فوزين مؤكّدين في ميشيغن وويسكونسن، لم يعد بايدن يحتاج إلا إلى أصوات ستة أو 17 من الناخبين الكبار لتسجيل الأصوات ال270 اللازمة والتي قد ينالها في نيفادا (6) وجورجيا (16) أو بنسلفانيا (20) اعتباراً من الخميس.

وليل الأربعاء الخميس، تقلص الفارق في جورجيا مع فرز الآلاف من بطاقات الاقتراع المرسلة بالبريد لصالح بايدن.

ويحتمل أن تعرف النتيجة النهائية في هذه الولاية ظهر الخميس (قرابة الساعة 17,00 ت غ)، وفقا لما ذكر الوزير في ولاية جورجيا براد رافنسبرغر.

وشدّد مسؤول آخر على أن "الفرز الدقيق والعادل أهم من الفرز السريع".

في المقابل، يستفيد ترامب في أريزونا من الأصوات التي يتم فرزها تباعاً. إذ إن الفارق يتقلّص بينه وبين منافسه، وقد يخسر المرشح الديموقراطي كبار الناخبين ال11 الذين احتسبتهم "فوكس نيوز" و"إيه بي" لصالحه على أساس نتائج جزئية ونماذج إحصائية، وهو أسلوب مضمون النتائج عادة.

في فينيكس، تجمّع أنصار لترامب، بعضهم مسلّح، أمام مركز لفرز الأصوات، مردّدين "احتسبوا الأصوات!"، و"عار على قناة فوكس".

لكن في الولايات التي تقدّم فيها بايدن على ترامب كولاية ميشيغن، هتف مناصروه "أوقفوا الاقتراع!"، مندّدين بعمليات "غشّ" في فرز بطاقات الاقتراع يوم الانتخابات، ما يجسّد تماماً استراتيجية معسكر ترامب التي تعيد إلى الأذهان معركة الانتخابات الرئاسية في العام 2000.

وأعلن الرئيس الجمهوري في الليلة التي تلت الانتخابات أنه سيلجأ إلى المحكمة العليا من دون أن يحدّد الأسباب. وفي الواقع، لجأ محاموه في هذه المرحلة إلى المحاكم المحلية، ملوّحين بإمكان طلب إعادة تعداد الأصوات في ويسكونسن حيث الفارق ضئيل بين المرشّحين.

وقال ترامب في تغريدة إنه في "كل الولايات التي أعلن بايدن مؤخراً فوزه فيها قدّمنا طعوناً بخصوصها أمام القضاء".

وشدّد فريق ترامب على أن لا شيء محسوماً. وقال مستشار الحملة جاسون ميلر للصحافة "بحلول مساء الغد الجمعة سيتّضح للأميركيين أنّ الرئيس ترامب ونائب الرئيس بنس سيبقيان في البيت الأبيض أربعة أعوام أخرى".

ويثير الغموض الذي يلفّ نتائج الانتخابات الأميركية قلق العالم أجمع وفضوله.

وسخر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي من الانتخابات الرئاسية الأميركية ووصفها ب"الاستعراض".

وجاء في رسالة نشرت ليل الأربعاء الخميس على حساب خامنئي على "تويتر" بالإنكليزية "يا له من استعراض! يقول أحدهما إنها الانتخابات الأكثر تزويراً في تاريخ الولايات المتحدة. ومن يقول ذلك؟ الرئيس الأميركي الحالي".

وتحدثت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا عن "عيوب واضحة في النظام الانتخابي الأميركي"، متخوّفة من "تكرار أعمال الشغب الواسعة في البلاد".

وتتركز الأنظار خصوصاً على ولاية بنسلفانيا حيث كان دونالد ترامب يتمتّع بفارق مريح نسبياً مساء الأربعاء (51,4 بالمئة مقابل 47,3 بالمئة لجو بايدن). وقد اختار ناخبوه بمعظمهم الاقتراع شخصياً يوم الثلاثاء. وتم فرز أصواتهم أولاً.

لكنّ الفارق تقلّص تباعاً مع فرز الأصوات التي وصلت بالبريد والتي صبت بمعظمها (78 بالمئة) لصالح بايدن.

وبطلب من ترامب، أمر قاض السلطات المحليّة بالسماح بدخول مراقبين جمهوريين إلى مركز الفرز في فيلادلفيا.

وقال كوري ليفاندوفسكي المنتمي إلى فريق ترامب إن "الديموقراطية تموت في الظلام"، في تكرار لشعار نشرته صحيفة "واشنطن بوست".

وأطلق مقربون من ترامب حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لإقناع قاعدتهم بأنّ هناك عمليات تزوير مكثفة جارية، لا سيّما في ولايات مثل بنسلفانيا التي يحكمها ديموقراطيون.

لكنّ الجمهوريين نأوا بأنفسهم عن هذه الهجمات. وفي جورجيا التي يحكمها الجمهوريون، دافع المسؤول الكبير غابريال ستيرلن عن نزاهة العاملين في تنظيم الانتخابات الذين "لم يتورطوا في أي تزوير".

وفي دلالة على العزلة التي يشعر بها معسكر ترامب في معركته هذه ضدّ "الغشّ" والتي يعتبرها كثيرون معركة خيالية، ندّد نجله إريك بالصمت المطبق الذي يعتصم به قادة الحزب الجمهوري.

وقال إريك ترامب "أين هم الجمهوريون؟ تحلّوا بالشجاعة، حاربوا هذا الغشّ"، لكنّ صيحته لم تثر أيّ ردّة فعل في صفوف الحزب.