الإمارات تتيح فرصة استخدام لقاح كورونا بعد كفاءتها باتخاذ الإجراءات الوقائية 

عرب وعالم

اليمن العربي

أظهرت الإمارات كفاءة كبيرة في اتخاذ إجراءات وقائية ضد تفشي جائحة كورونا. 

 

وتمكنت دولة الإمارات منذ الأيام الأولى لأزمة جائحة كورونا من وضع اسمها بين مصاف الدول الرائدة في مجال الصحة والطب، ونجحت في تعزيز مركزها الإقليمي كأحد أهم اللاعبين الدوليين في التعامل مع الفيروس وتداعياته، إذ سارعت مبكراً إلى اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة، ودخلت في السباق العالمي لإنتاج اللقاح، في ظل ثقة القيادة ودعمها اللامحدود لمختلف فئات المجتمع.

 

 

 ووفقًا لموقع "24" عكفت على اتخاذ العديد من القرارات الاستباقية بوضع خطط واستراتيجيات راسخة للتصدي للفيروس والحد من انتشاره، وتعزيز قدرات القطاع الصحي، عوضاً عن مشاركتها في التجارب السريرية النهائية لأبرز لقاحين تم الإعلان عنهما، وهما لقاح شركة "سينوفارم سي إن بي جي" الصينية، ولقاح "سبوتنيك v" الروسي.

 

 

دعم البرنامج الوطني

 

ودعماً منه للبرنامج الوطني لاستخدام لقاح كورونا في الدولة وتشجيعاً لكوادر القطاعات الحيوية، تلقى نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أخيراً، جرعة من لقاح فيروس كورونا.

وقال عبر حسابه الرسمي على تويتر: "نسأل الله أن يحفظ الجميع ويعافي الجميع، ونشيد بفرق العمل التي عملت جاهدة لتكون بلادنا من أوائل الدول عالمياً التي تحصل على لقاح لهذا الفيروس، والمستقبل دائما أفضل وأجمل في دولة الإمارات".

وحظيت المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على اللقاح الصيني، ثقة مواطني ومقيمي الدولة ورغبتهم في تلقي التطعيم، إذ شهدت إقبالاً واسعاً من المتطوعين، وحققت التجارب الأولى إنجازاً مهماً كأحد أكبر التجارب على مستوى العالم إقبالاً باستقطاب أكثر من 31 ألف متطوع ينتمون لما يزيد على 120 جنسية خلال 6 أسابيع فقط.

وفي الآونة الأخيرة، أجازت الإمارات الاستخدام الطارئ للقاح كورونا لإتاحته أمام الفئات الأكثر تعاملاً مع المصابين من أبطال خط الدفاع الأول وعدد من فئات المجتمع بهدف توفير كافة وسائل الأمان لهم وحمايتهم من أي أخطار قد يتعرضون لها بسبب طبيعة عملهم.

ومن بين القادة والمسؤولين الذين تلقوا التطعيم أيضاً، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، ووزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ووزير الصحة ووقاية المجتمع عبدالرحمن بن محمد العويس.

 

خطط وسياسات

وحرصت قيادة الإمارات كل الحرص على اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمواجهة تداعيات الوباء في كافة المجالات، فمنذ ظهور المرض بادرت سريعاً إلى إطلاق المبادرات ووضع خطط وسياسات وآليات من شأنها الحد من آثار كورونا وتغطي القطاعات الاقتصادية والمجتمعية والخدمية، بهدف الحفاظ على صحة وسلامة المجتمع ومكتسباته.

وتعاملت قيادة الدولة مع أزمة كورونا بكل احترافية وشفافية، واعتبرتها فرصة ذهبية لإحداث تغيير إيجابي والعمل على تدشين مرحلة مهمة تمكنها من الانتقال إلى عهد جديد من التطور والنمو، بعد أن عملت على دراسة الأزمة وأثبتت قدرتها على مواجهتها، وجعلت من استشراف المستقبل جزءاً من عملية التصدي لتداعيات المرض.

دعم الاقتصاد

وفي نفس السياق، أعلنت حكومة الإمارات، أخيراً، عن عدد من الاستراتيجيات لفترة ما بعد كورونا وذلك في تحرك استباقي سريع، يهدف إلى دعم الاقتصاد الوطني وكواجهة الآثار الاقتصادية التي ألحقها الوباء، إذ كانت البداية مع المصرف المركزي باتخاذ حزمة من الإجراءات لتقليل تداعيات الأزمة من خلال خطة لدعم الاقتصاد بنحو 100 مليار درهم.

القطاع الصحي

وتأكيداً على حرص القيادة على دعم القطاع الصحي وأبطال خط الدفاع الأول، أصبحت الإمارات، اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أول دولة في العالم يتجاوز فيها عدد الفحوص المختبرية التي تم إجراؤها لاكتشاف الحالات المصابة بفيروس كورونا العدد الإجمالي للسكان، وذلك بالنسبة للدول التي يتخطى عدد سكانها مليون نسمة إذ تجاوز عدد الفحوص التي أجرتها المؤسسات الصحية في الدولة أكثر من 10 ملايين فحص.

ووفقاً لإحصائيات حكومة الإمارات الأخيرة، فإن معدل الحالات الإيجابية من إجمالي الفحوصات نسبته 1%، وهو من الأقل مقارنة بكل من الاتحاد الأوروبي، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ودول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بالإضافة إلى أن معدل الوفيات عند نسبة 0.4%، يعتبر من أقل النسب عالمياً.

الجدير بالذكر أيضاً أن الإمارات من أوائل الدول في العالم التي بدأت باستخدام العلاج بالبلازما لمرضى كورونا، كما أنها تطبق أحدث برتوكولات الوقاية والعلاج في التعامل مع الفيروس وذلك وفقاً لآخر الأبحاث العلمية والمستجدات الطبية العالمية.

الأولى عربياً

واستناداً إلى تقارير التنافسية العالمية الصادرة والمرتبطة بجائحة كورونا، فإن الإمارات تتصدر عربياً، والـ10 عالمياً من حيث فعالية العلاج لمصابي فيروس كورونا وكفاءته.

كما أظهرت هذه التقارير العالمية أن الإمارات حلت في المرتبة الأولى إقليمياً، ومن أفضل 10 دول عالمياً في فعالية القيادة بالتعامل مع الجائحة، كما جاءت ضمن أقوى 20 اقتصاداً ناشئاً من حيث القوة المالية، فضلاً عن المرتبة الأولى عربياً و20 عالمياً ضمن أفضل الأنظمة التعليمية.

أفضل تعامل لقيادة

وصنفت الإمارات من بين أفضل 10 دول في قائمة أفضل تعامل لقيادة الدول خلال أزمة كورونا، وفقاً لـ"مؤشر الاستجابة العالمية للأمراض المعدية"، الصادر عن معهد المحاسبين الإداريين المعتمدين، الذي أكد على أن الإمارات أثبتت قدرتها على تحدي الأزمات والتصدي لها على أعلى مستوى، مطبقة أحدث المعايير العلمية والعملية.

مساعدات إنسانية

وعلى الصعيد الدولي، ورغم الأضرار الجسيمة التي ألحقها وباء كورونا اقتصادياً واجتماعياً وصحياً في العديد من الدول، هبت الإمارات كما عهدها العالم في طليعة الأمم لإطلاق المبادرات الإنسانية من خلال خطوات استباقية في مختلف ميادين المواجهة ضد هذه الجائحة في الداخل والخارج، بإرسال المساعدات الإغاثية والإمدادات الطبية لمختلف دول العالم، والتعاون والتنسيق مع جميع الجهات الدولية لتخطي الأزمة.

فقدمت الإمارات حتى اليوم أكثر من 1592 طناً من المساعدات لأكثر من 119 دولة، استفاد منها نحو 1.5 مليون عامل في المجال الطبي، كان آخرها أمس الثلاثاء 3 نوفمبر (تشرين الثاني) بإرسال طائرة مساعدات تحتوي على 11 طناً من الإمدادات الطبية وأجهزة التنفس إلى تونس