"الخليج": لا يمكن القضاء على الإرهاب إلا إذا توفرت إرادة حقيقية لاستئصاله

منوعات

اليمن العربي

قالت صحيفة إماراتية،  إن موجة العمليات الإرهابية العنيفة التي استهدفت عدداً من الدول الأوروبية في الأيام الأخيرة، تطرح تساؤلات مشروعة عن أسبابها، ودلالاتها، في وقت يواجه فيه العالم صعوبات وتقلبات خطيرة تحت وطأة وباء لا يرحم، وانقسامات دولية في القيم والسياسات والخيارات، ما يؤثر سلباً في نجاح أي عمل جماعي لمواجهة جميع هذه التحديات.

وأكدت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الخميس تابعها "اليمن العربي"، أن الهجمات الإرهابية التي استهدفت العاصمة النمساوية مؤخراً، أعادت إلى الأذهان الأعمال الإجرامية التي ضربت عواصم أوروبية قبل خمس سنوات، لا سيما وأنها جاءت بعد أيام قليلة من جرائم مشابهة شهدتها مدينتا نيس، وليون، الفرنسيتان، واصفة الحادث البشع في فيينا، تلك العاصمة الآمنة المطمئنة، بأنه كان صادما، لأنه استهدف مدينة مسالمة، وحوّلها إلى ساحة لإراقة الدماء، والذعر، لكنها عبرت عن الأسف من بعض الأصوات في الغرب لم تتوان عن إلصاق هذه الأعمال المشينة بالدين الإسلامي الحنيف، بذريعة أن مرتكبيها ينتسبون إلى الإسلام، وهو منهم براء.

وقالت : هذه السيناريوهات كثيراً ما تتكرر من دون تفريق بين المذنب، والبريء، بينما يشهد العالم حوادث لا تقل بشاعة، وآخرها حادث نحر بالسيف راح ضحيته شخصان في كيبيك الكندية، ولكن لم يقل أحد إن ذلك العمل المدان جريمة، وإن أي قتل لنفس بشرية عمداً هو إرهاب فاحش.

وأكدت الصحيفة أن هناك مشكلة خطيرة بدأت تتمدد وتثير الخشية من جرائم بشعة قد تضرب هذا البلد، أو ذاك، وتتمثل في استشراء خطابات الكراهية، والعنصرية، والتمييز، في الوقت الذي يفترض فيه أن يتحد العالم أجمع بالتصدي لهذه الظواهر، ويسمو عن الخلافات، والفروق، ويؤمن بأن الاختلاف نعمة، والتعدد تميز، ويتمسك بما نصت عليه وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، العام الماضي في أبوظبي، مشيرة إلى أن تلك الوثيقة تحمل في طياتها الحلول لهذه المعضلات بدعوتها إلى العمل على إعلاء قيم التعايش، والتسامح، والسلام، وعدم الزج بالأديان في الحوادث الإجرامية، مع الالتزام التام باحترام المقدسات والرموز السامية لدى جميع البشر، بمختلف أديانهم، ومعتقداتهم .. ومثلما تكون الإدانة ضرورية وصارمة لكل عمل إرهابي، يكون التنديد بالحزم نفسه مع كل شكل من أشكال الكراهية، والعنصرية.

وشددت "الخليج" في ختام افتتاحيتها على أن قيم التعايش والتسامح بين البشر لن تنتصر ما لم يتم القضاء على الظواهر المرضية، وانتهاج استراتيجية فعالة تعيد إحياء القيم المشتركة، وتدافع عنها بمبادئ الحق والمساواة، ولن يتحقق ذلك إلا بالتضامن، ومواجهة كل قوى الشر والتطرف مهما كانت خلفياتها، ومرجعياتها، فمن دون ذلك ستظل هذه الظاهرة الخبيثة تتجدد كلما سنحت لها الظروف، أو تطلبتها بعض الأجندات .. ولا يمكن القضاء على الإرهاب، إلا إذا توفرت إرادة حقيقية لاستئصاله، ومحاسبة المحرضين، والداعمين، وحينها، يمكن للعالم أن ينعم بالأمن ويهزم، إلى الأبد، كل دعاة العنف، والمولعين بإشعال الصراعات