كاتب أمريكي : أردوغان إختار معركته ضد فرنسا لصرف أنتباه الأتراك عن إخفاقه داخلياً

عرب وعالم

اليمن العربي

بعد ثلاثة عقود على فرضية صموئيل هنتنغتون عن "صدام حضارات"، يرى كاتب الرأي في موقع "بلومبرغ" أندرياس كلوث أن هناك حالياً من يرحب بحصول ذلك، لأغراضهم الخبيثة، وبينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

 

تركيا، اسمياً، عضو في حلف الناتو ولا تزال مهتمة رسمياً بالتقدم للانضمام إلى الاتحاد الأوروبيواختار أردوغان هذا الشهر فتح جبهة جديدة مع أوروبا، وتحديداً فرنسا، زاعماً بأن البلاد معادية للإسلاموفوبيا دستورياً. وقال مراراً إن الرئيس إيمانويل ماكرون يجب أن يخضع لفحص صحته العقلية. وحض المسلمين في كل مكان على مقاطعة البضائع الفرنسية، متظاهراً بالتحدث نيابة عن دين بأكمله.

 

 

 

ولكن الكاتب يرى أن أردوغان يختار هذه المعركة، كما الكثير من معاركه الأخرى غير الضرورية، لصرف انتباه الأتراك عن إخفاقه في الحكم، حتى يتمكن من الاستمرار في الظهور على أنه المرمّم للعظمة التركية، وتحديداً في معارضة الغرب. ويحذر كلوث المسلمين والأوروبيين من ديانات أخرى من الوقوع في فخّ الاستفزاز، معتبراً أن أمراً كهذا سيكون غير مجدٍ وغير لائق، وخطيراً.

 

 

وبعدما ذكر الكاتب بما حصل منذ مقتل أستاذ التاريخ الفرنسي، واستغلال الرئيس التركي ردود الفعل للادعاء بأن ماكرون وضمناً أوروبا كلها معادية للإسلام، على نسق الحملة الصليبية، قال: "لنفصل الفعل عن رد الفعل. قطع الرأس والجرائم الأخرى أعمال وحشية مدانة في فرنسا كما في تركيا أو أية دولة أخرى. إلى ذلك، من حق ماكرون أو أي زعيم آخر شن حملة على التطرف الذي يثير مثل هذه الأعمال الوحشية، وأية أعمال إرهابية أخرى".

 

 

إلى ذلك، أبرز الكاتب حق ماكرون في الدفاع عن حربة التعبير التي تشمل في بلده العلماني "حق التجديف". لكنه تخطى حدوده بقوله، "إذ ليس من حقه القول إن الإسلام في أزمة في كل العالم اليوم".

ومع ذلك، اختلف الكاتب مع الذين يلومون ماكرون أكثر من أردوغان في التصعيد الراهن، معتبراً أن أسوأ ما يمكن أن يقال عن ماكرون هو أنه أصم، ولكن أردوغان ماكر وحقود. وذكر بأنه كان ثمة وقت لم يكن فيه أردوغان يرى الغرب عدواً لتركيا، أراد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ولكن ، بعدما شعر بالازدراء من بروكسل وبرلين وباريس وعواصم غربية أخرى، تحوّل إلى شعبوي ووحدوي، واستغل محاولة الانقلاب الفاشلة في الداخل كذريعة للقضاء على الحريات المدنية، بما في ذلك حرية التعبير التي تمثلها فرنسا الآن. وقد أساء إدارة اقتصاد تركيا.

وأضاف الكاتب أنه لإلهاء الأتراك عن هذه الإخفاقات، يحاول استعادة عباءة العظمة العثمانية والإسلامية السابقة. لذا فهو يرفض الإرث العلماني لمصطفى كمال أتاتورك. ولهذا السبب، مثلاً، حوّل آيا صوفيا في اسطنبول إلى مسجد.

في باله، يريد أردوغان أن تحل تركيا محل المملكة العربية السعودية ومصر باعتبارها القوة الحامية للإسلام السني، على ما كانت عليه الإمبراطورية العثمانية في السابق. ويريد إظهار قوته في كل الاتجاهات، تجاه موسكو كما حيال الغرب. وهذا هو سبب تدخله في النزاعات حول المنطقة، من سوريا إلى ليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط، والآن أيضاً في المعارك بين الأذريين (العرق التركي) والأرمن. وفي العديد من هذه الصراعات يواجه فرنسا في الجانب الآخر.

 

 

 

وخلص الكاتب إلى أن تركيا، اسمياً، عضو في حلف الناتو ولا تزال مهتمة رسمياً بالتقدم للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وهو بحاجة إلى تصوير أوروبا على أنها العدو، لأنه ضعيف في وطنه، وسوف ينتهز أي فرصة دعائية تتاح له. ويكمن الخطر في أنه في هذه العملية قد يطلق العنان لمشاعر وأحقاد تتجاوز سيطرته أو سيطرة أي شخص، مما قد يتسبب بمزيد من العنف والمعاناة وربما الحرب. وعلى الأوروبيين والأتراك من أي دين أن يروا غرور أردوغان وخبثه - وأن يتجاهلوه تكتيكياً.