مليشيا الحوثي "تغتال" ملف مقتل وزير الشباب

أخبار محلية

اليمن العربي

خرجت مليشيا الحوثي في مسرحية جديدة لدفن ملف مقتل القيادي البارز فيها، حسن زيد.

 

 وواصلت المليشيا تصفية أدوات الجريمة قبل اكتمال أسبوع من حادثة الاغتيال التي وقعت بصنعاء.

 

وأعلنت مليشيا الحوثي، مقتل ما وصفته بـ"العنصر الرئيسي" في ثالث عملية تصفية، حيث سبقها الإعلان عن القبض على أحد منفذي الجريمة وقتل آخر، لكنها سرعان ما تراجعت وقالت إن الاثنين قتلا أثناء مقاومتهما، دون الإشارة إلى عنصر ثالث.

 

وقُتل حسن زيد، الثلاثاء الماضي، في عملية غامضة نفذها مسلحون كانوا على متن دراجة نارية، يحي "حدة" وسط العاصمة صنعاء، ووسط تشديدات أمنية تزامنت مع نشر أكثر من 30 ألف عنصر حوثي لتأمين فعاليات "المولد النبوي" وتقديم القيادي في الحرس الثوري الإيراني، حسن إيرلو ، أوارق اعتماده كـ"سفير" لدى خارجية حكومة الانقلاب.

 

وفيما كشفت الجريمة مسلسلا آخر من صراع خفي بين الأجنحة الحوثية السلالية، خصوصا عقب اتهام ابنة حسن زيد للحوثيين بتصفية والدها، سارعت المليشيا في مراسم دفنه ودفن ملف القضية بزعم قتل أدواتها وذلك خوفا من توسع شرخ الخلافات الداخلية بين العائلات الهاشمية بين صعدة وصنعاء.

 

وزعمت مليشيا الحوثي مقتل محمد علي حنش، العنصر الرئيس في عملية اغتيال "زيد" أثناء مقاومته للحملة الأمنية.

 

غير أن مصدرا مقربا من أسرته، أكد أن "حنش" تعرض للاختطاف الثلاثاء الماضي، أي نفس يوم وقوع الجريمة، من جوار منزله قرب مدرسة "عمر المختار" في الدائري الغربي من المدينة الواقعة جنوبي صنعاء.

 

كما أكدت مصادر قبلية، عدم وجود أي اشتباكات في المنطقة التي تشهد حملة مداهمات حوثية واسعة منذ 3 أيام واختطافات طالت أقارب "حنش" في إجراء لاستغلال المليشيا للجريمة كذريعة لتصفية شخصيات قبلية مناهضة وخلط الأوارق لإخفاء تفاصيل الملف الغامض.

 

و"حنش" كان يعمل منذ سنوات متعهدا للسوق المركزي بمدينة ذمار، قبل أن يسلبه الحوثيون عمله، وينتقل للعمل في العقارات، وحتى قبل اختطفه من قبل الحوثيين، وهو يعاني مرض السكري.

 

وحسب المصادر فإن مليشيا الحوثي داهمت منازل أقارب حنش في قرية "دار الحنش" في مديرية عنس بذمار، واعتقلت أكثر من 10 من أسرته، بينهم نجليه، وصادروا ممتلكات ومقتنيات ثمينة، وتسببت بترويع النساء والأطفال.

 

وعلى الرغم من وقوع الجريمة في صنعاء، إلا أن مليشيا الحوثي قالت إن منفذي جريمة اغتيال الوزير في حكومتها حسن زيد، وهم "ابراهيم الجباء" و"ياسر محمد" خرجا من العاصمة باتجاه ذمار قبل أن تتبعهما حملة أمنية وتشتبك معهما ويلقيان حتفهما، من دون أن تكشف عن أي أدلة حول ضلوع كافة المتهمين، وعملية مطاردتهم.

 

 مؤامرة الحوثي

 

وقوبلت مؤامرة تصفية أدوات المحتملة، باتهامات من ناشطين يمنيين، فضلا عن اتهامات ضمنية من قبل أسرة "زيد"، لقيادات مليشيا الحوثي بالتخلص من الرجل ضمن مخطط زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي لتعزيز نفوذ جناحه المنحدر من صعدة في المرحلة السياسية المقبلة على حساب الأسر السياسية الطائفية الحوثية التي تقطن صنعاء منذ عقود وتحمل بعض الأفكار المدنية.

 

وألمحت "سكينة حسن زيد"، الابنة الكبرى للوزير المغدور به، إلى أن اتهام الحوثيين للشرعية بالوقوف وراء الحادثة "شماعة سياسية"، فيما الحقيقة أن والدها تعرض لظلم وتشويه ممنهج من قبل رفاقه، في إشارة لقيادات مليشيا الحوثي والتي كان "زيد" رأس الجناح الناعم ومهندس الرافعة السياسة للمليشيات.

 

‏وكشفت "سكنية"، في منشور على حسابها بفيسبوك، عن وجود أذى تعرض له والدها من الحوثيين الذين كان ينتمي إليهم أو يدعي الانتماء وكان ذلك كثيراً بكل الطرق حتى آخر عهدي بهم أيضاً"، مبينة أن والدها "أحب الحوثيين وتحمس لهم ودافع عنهم بكل صدق أكثر منهم".

 

وأشارت إلى أن محاولة اغتياله وقتله كانت منذ سنوات كثيرة وتمثلت بـ"محاولة تشويه صورته وإطلاق التهم عليه والتقليل من شأنه والاستخفاف به"، في إشارة استهانة حوثيي صعدة من أسر "بيت زيد" المتحدرة من صنعاء لأنها من أصغر الأسر السلالية الحوثية.

 

 مسرحية سمجة

 

من جانبه، قال سفير اليمن في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو)، إن إعلان الحوثيين مقتل "العنصر الرئيسي" مسرحية أخرجها غبي لدفن القضية.

 

وذكر جميح عبر تويتر، أن مليشيا الحوثي  لم تبدع في اجتراح سيناريو آخر مختلف عن السيناريو الأول حول إلقاء القبض على واحد وقتل آخر، زعم الحوثيون أنهما وراء اغتيال حسن زيد، قبل أن يسحبوا الخبر من وكالة سبأ التابعة لهم، ليعودوا ويقولوا إن الاثنين قتلا أثناء مقاومتهما لرجال الأمن، دون الإشارة إلى عنصر ثالث.

 

واستغرب جميح من خروج حملة أمنية كاملة، حسب الراوية الحوثية، لإلقاء القبض على "المتهم الرئيسي" حياً وكشف تفاصيل العملية، والجهة التي تقف وراءها، كونها مسرحية أصلاً من تأليف وإخراج مخرج تجاري رديء.

 

وتساءل لماذا يحرص الحوثيون على قتل القتلة وليس القبض عليهم أحياء؟ ودفن وإغلاق ملف القضية التي ستغلق كما أغلقت قضايا كثيرة قبلها.