ترامب أم بايدن؟.. الولايات المتأرجحة تجيب

عرب وعالم

اليمن العربي

مع بدء العد التنازلي لتوجه الأمريكيين لصناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم السادس والأربعين، تتجه الأنظار صوب الولايات المتأرجحة، التي سيكون النصر بها حاسما للوصول للبيت الأبيض لا سيما ولاية فلوريدا.

 

ولطالما كانت ولاية فلوريدا الجائزة الكبرى، التي تحظى بوزن انتخابي يبلغ 29 صوتا، من أكثر الولايات حسما، إذ لم يسبق لمرشح جمهوري الفوز بالرئاسة دون الفوز بأصوات فلوريدا، منذ انتخاب الجمهوري كالفين كوليدج في عام 1924.

 

وسر تأرجح فلوريدا يكمن في شمال مؤيد للجمهوريين وجنوب مؤيد للديمقراطيين، ووسط متأرجح يعتبر ساحة للمعركة الانتخابية بين الطرفين.

 

الثقل السكاني لفلوريدا، يعطيها أهمية بالغة، إذ يصل سكان الولاية حوالى 50 مليون نسمة، 24% منهم من أصول لاتينية تملك حق التصويت، يطلق عليهم اسم ”هيسبان“ ويسعى ترامب جاهدا لخطب ودهم، فهم من ساهموا في فوزه بأصوات الولاية في انتخابات 2016، حيث بلغت نسبة مؤيديه منهم 54% لكن التوقعات ترجح انخفاض هذه النسبة إلى 30%.

 

آخر الاستطلاعات، ترجح تقدم بايدن في فلوريدا، إذ منحته نسبة 48% مع هامش زياده يصل إلى 3.8 نقاط مئوية بينما منحت ترامب نسبة 44%، ولهذا ستعمد حملة ترامب لتكثيف نشاطها في هذه الولاية.

 

ومن أبرز أسباب توقع تقدم بايدن في فلوريدا، أن فئة المسنين في الولاية هي من أكثر الفئات إقبالا على التصويت، ومعروف ميلها للتصويت لصالح بايدن، إضافة إلى أرقام تكشف عن تشكيل المرأة، نسبة أكبر لدى المسجلين بالقوائم الانتخابية في الولاية، في ظل تشكيل الإناث 58% من أصوات الناخبين الديمقراطيين.

 

هذا عن فلوريدا فماذا عن باقي الولايات المتأرجحة؟

 

يلزم المرشح للفوز بالرئاسة الأمريكية، الحصول على 270 صوتا في المجمع الانتخابي، تمثل الولايات المتأرجحة 66 صوتا منها، لتبقى الأعداد المتعلقة بالولايات الأخرى شبه محسومة وتعطي كلا الطرفين أصواتا تكاد تكون متساوية.

 

وبعد فلوريدا، تأتي ولاية بنسلفانيا، التي تملك 20 صوتا في المجمع الانتخابي، ويكمن في هذه الولاية لغز ترامب، الذي استطاع بعد حوالى ست دورات انتخابية متتالية كانت الولاية تعطي ثقلها للمرشح الديمقراطي، أن يفوز بها، بعد استمالته الريفيين، وخطبه ود الناخبين بعيدا عن مراكز المدن.

 

يعيش في الولاية حوالي 12 مليونا و 800 ألف نسمة، ومعروف عن مدنها تأييدها للديمقراطيين منذ العام 1992، لكن ترامب كسر القاعدة في 2016.

 

الاستطلاعات ترجح تقدم بايدن، إذ منحته نسبة تأييد تصل إلى 51% مقابل 43.9 لترامب، ويعود ذلك للتأييد القوي لبايدن في مناطق مكتظة كما في فيلادلفيا، وبيتسبرغ وجنوب شرق بنسلفانيا.

 

وثالث ولاية متأرجحة بالثقل الانتخابي، ميتشيغان، ولها 16 صوتا، وهي كما هو الأمر في بنسلفانيا، إذ لم يسبق لها أن أيدت جمهوريا منذ 1992، ولكنها كسرت القاعدة في 2016 ومنحت ترامب أصواتها، بعد وعود انتخابية متعلقة بإرجاع الولاية مرة أخرى لتصبح محور التصنيع في العالم، ويبدو أن تلك الوعود ستكون سببا بهزيمة ترامب في الانتخابات المقبلة إثر فشله في تحقيقها على أرض الواقع.

 

أسباب أخرى غير الركود الاقتصادي في عاشر ولاية أمريكية من حيث عدد السكان، ترجح كفة بايدن، كتعامل إدارة ترامب مع جائحة كورونا، وعنف الشرطة ضد السود الذين يمثلون نسبة تصل إلى 14% من سكان الولاية، كما أن الولاية تضم العدد الأكبر من العرب الأمريكيين في الولايات المتحدة، والذين يميلون لبايدن لملفات عدة أبرزها تعامل ترامب مع الهجرة والأقليات، وكل هذا يفسر أرقام الاستطلاعات التي منحت بايدن نسبة تأييد تصل إلى 49% مقابل 43% لترامب.

 

وأما القلعة التقليدية للجمهوريين نورث كارولاينا، والتي تملك 15 صوتا، باتت مهددة بالذهاب للديمقراطيين، لأسباب متعلقة بجائحة كورونا.

 

فقبل الجائحة وتداعياتها، كان تقدم ترامب كاسحا في الولاية التي تمثل طبقة البيض المحافظين، القاعدة الانتخابية الرئيسية فيها، ولكن مؤخرا انقلبت التوقعات لصالح بايدن، رغم الزيارات المكثفة للولاية من قبل ترامب ونائبه بنس، لمحاولة العودة للإمساك بزمام الأمور.

 

هذا أعطى نتائج استطلاع تظهر تقدم بايدن بنسبة تأييد تصل إلى 48.3% مقابل 46.9 لترامب.

 

وأما ولاية الجمهوريين الصرفة، التي لم يسبق لها أن منحت أصواتها الـ11 لمرشح ديمقراطي، باتت اليوم متأرجحة، وهذه فرضية يعززها هامش تفوق لترامب في انتخابات 2016 على منافسته هيلاري كلينتون هو الأقل في تاريخ الولاية ووصل إلى 3.5%فقط.

 

ومن المعروف عن الولاية التصويت عبر البريد بنسبة تصل إلى 80% وهو ما يرجح تأخر صدور النتائج، وسط تفوق متوقع لبايدن بفارق 2.7 نقطة مئوية.

 

آخر الولايات المتارجحة، ويسكونسن، التي عرف عنها فترات تقلب بين الجمهوريين والديمقراطيين، وكانت آخر الفترات هي لصالح الديمقراطيين بين عامي 1988-2012 لكن ترامب نجح في كسر هذا التأييد في انتخابات 2016 ليحظى بأصواتها العشر.

 

ويمثل البيض النسبة الأكبر في الولاية، وعرف عن السود مشاركتهم الضئيلة في الاقتراع لا سيما في الانتخابات الماضية، لكن بايدن يعول على مشاركة فاعلة منهم هذه الدورة، بعد أحداث تسببت بضرب شعبية ترامب، أبرزها الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد على يد الشرطة في مايو الماضي وطريقة تعاطي ترامب معها، وتأييد بايدن لحركة حياة السود مهمة، وهذا ما منح بايدن نقاط تفوق تصل إلى 5.5% على ترامب في هذه الولاية.

 

وتسببت أرقام الاستطلاعات في انتخابات 2016، والتي كانت تظهر تقدم المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، في الولايات المتأرجحة على حساب منافسها الجمهوري دونالد ترامب، حتى قبيل ساعات من ظهور النتائج الأولية، في تخوف المتابعين من تكرارها التجربة ذاتها هذه الدورة، لذا تبقى أرقام الاستطلاعات بالنسبة للولايات المتأرجحة مؤشرات غير حاسمة بالنسبة.