أردوغان يحاول توظيف الحملة ضد فرنسا لصالح حساباته السياسية

عرب وعالم

اليمن العربي

في محاولة للتشويش على المقاطعة العربية للمنتجات التركية، حاول الرئيس رجب طيب أردوغان، توظيف الحملة ضد فرنسا لصالح حساباته السياسية.

 

ووفقا لـ"العين الإخبارية"، قال خبراء إن تصريحات أردوغان ودفاعه عن الإسلام لا تحمل في جوهرها أي أبعاد دينية، بل محاولة لكسب ود الشارع الغاضب وكذلك لإنقاذ اقتصاد بلاده الذي يعاني بشدة بعد نجاح المقاطعة العربية للبضائع التركية.

 

ودعت شركات وتجار بدول عربية إلى مقاطعة المنتجات التركية رفضا لسياسات نظام أردوغان العدائية والتي تقوض جهود دعم الاستقرار في المنطقة العربية، ومنطقة شرق المتوسط.

 

وأكد الخبراء أن دعوات أردوغان يسعى من خلالها للانتقام من نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بعد أن تعاطى الأخير مع أنقرة كدولة راعية للإرهاب في المنطقة.

 

واتهم وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، تركيا بتأجيج الكراهية ضد بلاده ورئيسها ماكرون.

 

كما طالب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان تركيا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده.

 

المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، طارق فهمي، قال إن "أردوغان يسعى لتوظيف مسألة تبني الدفاع عن الإسلام فى وجه فرنسا للانتقام من مواقفها السياسية المعادية لتركيا بعد أن تبنت توجهات تصعيدية ضد أنقرة فى الاتحاد الأوروبي وخارجه".

 

وأضاف وفقا لـ"العين الإخبارية" أن "فرنسا تقود محاولة حصار النفوذ التركي شرق المتوسط، ولها مواقف مباشرة تجاه أنقرة ليس فقط في الشرق الأوسط لكن فى منطقة القوقاز والمواجهات بين أرمينيا وأذربيجان".

 

وأكد فهمي أن "أردوغان يستهدف ركوب الموجة الراهنة، ومحاولة توظيفها واستثمارها سياسيا في معاركه ضد أوربا وفرنسا، والأخيرة تدرك ذلك".

 

وأشار إلى أن "الرئيس التركي يسعى إلى توظيف ما يجري بهدف تحقيق مكاسب خاصة، ونقل رسالة لباريس تحت عنوان إذا عدتم عدنا".

 

ونبه أستاذ العلوم السياسية إلى أن "مساحات التباين والتجاذب بين أنقرة وباريس كبيرة، وأردوغان يسعى لتوظيف حدث الإساءة للإسلام سياسيا؛ في محاولة لكسب أرضية فى مواجهة فرنسا خشية أى ردود فعل ومواقف أوروبية أخرى معادية له".

 

فهمي شدد على أن "حديث أردوغان عن تبنيه الدفاع عن الإسلام أصبح لا يلقى قبولا وتجاوبا إسلاميا أو عربيا، بعد أن أيقن الجميع أن الأمر سياسي بحت لا علاقة لها بالبعد الديني وفرنسا تدرك هذا جيدا".

 

ولفت إلى سعي الرئيس التركي إلى مخاطبة الرأي العام الداخلي في بلاده؛ نتيجة لشعبيته التي تتدنى في استطلاعات الرأي، علاوة على محاولة استعادة نفوذه في مواجهة معارضيه وأبرزهم رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو، والتأثير على الرأي العام في هذا التوقيت.

 

وأوضح فهمي أن "الأمر يتعلق أيضا بمخاطبة الرأي العام العربي والإسلامي حتى يبدو أردوغان في صورة الزعيم العربي والإسلامي الكبير، إضافة إلى دعم العثمانية الجديدة التي ينطلق منها بزعم الدفاع عن الحقوق العربية والإسلامية في أنحاء مختلفة من العالم".

 

واتفق مغردون عرب مع ما ذهب إليه فهمي، وكتب صالح الفهيد من السعودية عبر حسابه على تويتر: "مشكلة أردوغان مع ماكرون في جوهرها لا تتعلق بمواقف الأخير من الإسلام، لكنها محاولة لتوظيف الحدث من أجل زيادة الضغط على الرئيس الفرنسي، وتسجيل بعض النقاط في الشارع الإسلامي حيث يحاول أردوغان الظهور بصورة المدافع عن الإسلام والمسلمين".

 

بدوره، قال الصحفي اللبناني جوزيف أبو فاضل عبر تويتر: "أردوغان يدعو لحماية المسلمين في فرنسا!.. نسأل العثماني الحالم أردوغان عن المسلمين الذين ذبحوا على أيدي جماعته من الإخوان المسلمين والتكفيريين في سوريا والعراق وليبيا وتركيا وسفينة مرمرة.. وعن الدول العربية والإسلامية؟"

 

وأضاف متسائلا: "كيف تحولت تركيا من صفر مشاكل إلى صفر أصدقاء!؟!

 

وغرد مشارك آخر على تويتر : "يحاول الرئيس التركي دغدغة مشاعر المسلمين لأهداف سياسية"..

 

ولاقت الحملة السعودية لمقاطعة المنتجات التركية رفضا للسياسات العدائية للرئيس أردوغان ودعمه للإرهاب وتدخلاته في شؤون دول المنطقة، نجاحا كبيرا وبدأت تتوسع عربيا.

 

وتصدر هاشتاق #حملة_مقاطعة_المنتجات_التركية، ترند الأعلى تغريدا في عدد من الدول العربية، من بينها، السعودية، والإمارات والبحرين ومصر، في فترات سابقة.

 

ووفقا للأرقام التي نقلتها وكالة بلومبرج عن هيئة الإحصاء السعودية، فقد هوت قيمة الواردات السعودية من المنتجات التركية إلى 9.47 مليار دولار في 2019، مقارنة بنحو 12.74 مليار دولار في 2015.

 

وتراجعت واردات السعودية خلال أول 8 أشهر من 2020، بشكل مهول إلى 1.91 مليار دولار وفقا لبلومبرج، وهو ما يؤكد بوار المنتج التركي في الأسواق السعودية.

 

ويتوقع محللون أن يتزايد تراجع الواردات التركية بشكل كبير خلال الشهور المتبقية من العام الجاري مع تصاعد حملات المقاطعة في الآونة الأخيرة.

 

ويأمل المشاركون في حملات المقاطعة أن تستمر حتى تحقق أهدافها بالكامل، في ظل التأكيد على فعالية المقاطعة كوسيلة ناجحة في مواجهة مؤامرات أردوغان ضد دول المنطقة، ورفض اعتداءاته على سوريا والعراق وليبيا.