خبراء : مخططات تركيا في الصومال تهديد للأمن القومي العربي

عرب وعالم

اليمن العربي

جدد خبراء ومحللون سياسيون صوماليون تحذيراتهم من عواقب اتفاقيات التعاون العسكري التركي التي وقّعتها مقديشو مع أنقرة، وتأثيراتها على الوضع الصومالي الإقليمي.

 

وأكد خبراء أن طموحات أنقرة التوسعية ومحاولتها خلق نفوذ لها في منطقة القرن الأفريقي، ستضع الصومال تحت طائلة العزلة الإقليمية بسبب رضوخها لسياسات أردوغان التي تسعى لضم مقديشو إلى المحور التركي القطري الإرهابي دون الالتفات لظروف وواقع البلاد الهش.

 

ولفت مختصون في الشأن الصومالي وفقا لـ"العين الإخبارية" إلى أن محاولات أنقرة لضم مقديشو للحلف التركي–القطري، واستخدامها في صراعتها الإقليمية ستفاقم من تأزم العلاقات بين الحكومة المركزية مع الولايات الصومالية الأخرى ورؤساء القبائل والعشائر التي ترفض إقامة تركيا قواعد عسكرية على الأراضي الصومالية.

 

ويرى الخبراء أن النفوذ العسكري التركي المتنامي في الصومال، منذ وصول الرئيس الحالي للحكم محمد عبدالله فرماجو، سيزيد حدة التدخلات الأجنبية، خصوصا مع انكشاف مخططات حكومة أردوغان التي تسعى لاحتكار الملف الصومالي واستغلال الضعف السياسي لقادة البلاد وتوجيههم، لاتخاذ مواقف أكثر تطرفا وعدائية لدول الخليج العربي وأكثر تقاربا مع قطر.

الاستحواذ على مقدرات الصومال

 

عبدالرحمن أبيدجاني، السياسي الصومالي، يرى أن أنقرة استغلت الوضع السياسي الهش للصومال لاستغلاله عبر ذريعة تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية، وهو ما بدا واضحا في توسيع إطار التعاون ليشمل التعاون العسكري وتدريب الجيش والشرطة الصومالية، وبناء قاعدة عسكرية والحصول على عقود لتشغيل مرافق حيوية واستراتيجية مثل المطارات والموانئ.

 

وقال أبيدجاني وفقا لـ"العين الإخبارية" إن تركيا تملك أطماعا عسكرية واقتصادية، وتسعى للتموضع في منطقة القرن الأفريقي التي تتمتع بموقع جيواستراتيجي، خصوصا بعد فشل مساعيها في الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، وضعف مكانتها في الشرق الأوسط بسبب سياساتها المتطرفة.

 

وحذر السياسي الصومال من تحول الصومال لساحة صراعات دولية وعزله عن محيطه العربي والأفريقي بسبب التغييرات المتوقعة في السياسة الصومالية الداعمة لوجود نفوذ تركي أكبر على حساب العلاقات التاريخية للبلاد وتحوله لدولة راعية للإرهاب.

 

واعتبر أن تخبط السياسة الخارجية لحكومة فرماجو ساعد على إيجاد أنقرة مساحات التمدد دون إدراك للتأثيرات المستقبلية لهذا الوجود وانعكاساته على الوضع الداخلي والخارجي للبلاد.

 

وأكد أن معظم الاتفاقات التي وقعها الصومال مع تركيا مجحفة وجائرة، وتسببت في تضرر مصالح الصومال الإقليمية، وأسهمت في تمدد الإرهاب وتسببت في فقد كثير من الصوماليين لوظائفهم وهروب الكثير من الاستثمارات، كاشفا عن دعم أنقرة للإرهاب عبر الصومال، وهو ما تجلى في توقيع عقود تشغيل مرافق مطار مقديشو الدولي، الذي صار مرتعا للإرهابيين ولعملاء قطر من حركة الشباب الإرهابية التي باتت تستخدم المطار لتنفيذ هجماتها.

 

الأنور محمد سليمان، المختص في شؤون القرن الأفريقي، حذر من أن التمدد التركي العسكري والاقتصادي في الصومال، ستتزامن معه تحولات في التوجهات السياسية الداخلية لمقديشو.

 

وقال سليمان وفقا لـ"العين الإخبارية" إن الحكومة الصومالية الحالية انتهكت سيادة البلاد بتفريطها في مرافق ومواقع استراتيجية مهمة، وتسليمها لتركيا التي ترغب في استغلال موانئ الصومال لخلق نفوذ عسكري في باب المندب وخليج عدن، كاشفا عن أن تركيا تسعى لتسويق سلاحها في أفريقيا والحصول على عقود تسليح الجيش الصومالي بعد تدريبه على استخدام السلاح التركي، مثل سلاح "ام بي تي- 76".

 

وألمح الخبير المختص في شؤون القرن الأفريقي إلى أن لتركيا أهدافا استراتيجية متعددة، منها ما هو غير معلن، يتمثل في استخدام الملف الصومالي كورقة ضغط ضد القوى الدولية الفاعلة في القرن الأفريقي مثل بريطانيا وأمريكا، لتحقيق مصالحها.

 

وأضاف أن هناك هدفا استراتيجيا آخر وهو تهديد الأمن القومي العربي وأمن مصر على وجه الخصوص، بجانب تهديد المصالح العربية في البحر الأحمر.

 

من جانبه، قال الدكتور الزمزمي بشير عبدالمحمود، الخبير بشؤون القرن الأفريقي، إن الوجود العسكري التركي في الصومال، يثير قلقا مبررا في أوساط المجتمع الدولي والدول العربية، التي تسعى لخلق السلام والاستقرار في المنطقة.

 

وأشار عبدالمحمود وفقا لـ"العين الإخبارية" إلى أن التحركات التركية المشبوهة تثير تخوفات كثير من الدول التي تحارب الإرهاب، نظرا لأن الوجود العسكري التركي سيجعل الصومال ساحة لتجدد العمليات الإرهابية والصراعات بين الفصائل الصومالية الداخلية.

 

وشدد على أن تركيا باندفاعها نحو الصومال، تشعل الأوضاع، وستدعم الحكومة الراديكالية الحالية بقيادة فرماجو، ما يهدد بإشعال الصراعات بين المكونات والعشائر الصومالية