إرهاب قطر يتواصل في الصومال والضغط الدولي يتصاعد

اليمن العربي

يأبى نظام الدوحة إلا أن يواصل نفس النهج في دعم الإرهاب وإثارة الفتن في المنطقة لكن في المقابل أصبح العالم أكثر يقظة لمخاطر هذه السياسات

 

ولكن في المقابل أصبح العالم أكثر يقظة لمخاطر سياسات الدوحة، وأكثر وعيا لمحاولاتها الالتفاف على الجهود العالمية لمحاربة الإرهاب، وأكثر حرصا على محاصرة تلك المحاولات وفضحها.

 

ولا يكاد يمر يوم منذ إعلان الرباعي العربي مقاطعة قطر، إلا وتتصاعد الأصوات حول العالم للمطالبة بعقاب قطر على دعمها للإرهاب، بعد الكشف عن تسريب أو وثيقة أو إحباط مؤامرة للدوحة.

 

وتصاعد الغضب في إيطاليا بعد ثبوت تورط قطر في دعم حركة "الشباب" الصومالية الإرهابية التي خطفت الرهينة الإيطالية، سيلفيا رومانو، وتم تحريرها بفدية قطرية.

 

كما شهد مطلع العام الجاري، رفع أول دعوى قضائية بالمحكمة الفيدرالية بفلوريدا تتهم فيها مؤسسة قطرية بدعم الإرهاب خلال عام 2020.

 

أحدث التداعيات لإرهاب قطر ومحاولة حصاره، تشهدها إيطاليا هذه الأيام، رفضا لتمرير اتفاقيات سابقة تم توقيعها مع قطر، بعد أن تكشف دور الدوحة في دعم الإرهاب عبر فدى وهمية.

 

وأعرب الإيطاليون عن رفضهم تمرير البرلمان في 27 مايو/أيار الماضي الاتفاق الذي وقعته إيطاليا، مع قطر في مجال التعاون التعلیمي، والبحث العلمي.

 

ووصف عدد من رؤساء الأحزاب، الاتفاق الذي وقعه رئيس الوزراء السابق فى حكومة تسيير الأعمال، ماريو مونتى، وأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثانى، بأنه "دعاية رخيصة للتطرف، وسيحول روما لبؤرة لنشر الإرهاب فى أوروبا".

 

وألقت وسائل الإعلام الإيطالية الضوء على الاتفاق، ووصفته بأنه "فضيحة تاريخية للسياسة الإيطالية"، لافتة إلى تحریر الناشطة في العمل الإنساني "سلیفیا رومانو" من قبضة حركة الشباب الصومالية الإرهابية التي اختطفتھا في كينيا، كدليل على العلاقة الوثيقة بين الدوحة والإرهاب.

 

ولفتت الصحف إلى تصريح رئيس فرع المخابرات الخارجیة الإيطالية، لوتشانو كارتا، حينها، والذي أكد أن تحرير سليفيا جاء بوساطة قطرية، مقابل دفع دية 4 ملايين دولار، ولم يجد الوسيط القطري أية صعوبة في ھذه المفاوضات.

 

ورفض الإيطاليون دفع الفدية للإرهابيين، واعتبروا الصفقة، دعما وتشجيعا للإرهابيين فى أنحاء العالم لاختطاف أي شخص.

 

وعبر جهود استخباراتية تركية، وبفدية قطرية، تم دفعها لحركة "الشباب" الصومالية الإرهابية، المرتبطة بفهد ياسين، رئيس الاستخبارات الصومالية، المعروف بعلاقاته بتنظيم القاعدة ونظام الدوحة، تم تحرير الرهينة الإيطالية، سيلفيا رومانو الشهر الماضي.

 

تأتي هذه الفضيحة بعد شهور من عثور الشرطة الإيطالية، يوليو/ تموز الماضي، على صاروخ "جو-جو" يستخدمه الجيش القطري في حوزة جماعة يمينية متطرفة يطلق عليهم "النازيون الجدد".

 

الأمر الذي أثار قلقا عالميا حول مصير الأسلحة الضخمة التي تشتريها الدوحة بما يفوق قدراتها واحتياجاتها مئات المرات، وانطلقت دعوات حول العالم، خاصة فرنسا، تطالب بحظر تصدير الأسلحة للإمارة الصغيرة.

 

الدور التركي القطري في الإفراج عن الرهينة الإيطالية المحتجزة عند حركة الشباب الإرهابية، التي ترتبط بدورها بفهد ياسين، رئيس الاستخبارات الصومالية، المعروف بعلاقاته بتنظيم القاعدة ونظام الدوحة الذي عمل في السابق بقناة الجزيرة، أعاد الضوء على خطورة الدور الذي يقوم به ها الحلف في الصومال والعبث بأمنه.

 

وكان منتدى الأحزاب الوطنية المعارض قد أعرب في رسالة بعثها أبريل/ نيسان الماضي إلى رئيس الجمهورية محمد عبد الله فرماجو عن قلقه من المعلومات الكثيرة التي تتحدث عن علاقات وتعاون بين وكالة الاستخبارات والأمن القومي برئاسة فهد ياسين، وبين حركة الشباب الإرهابية الأمر الذي أثار الشكوك لدى الشعب الصومالي.

 

 وطالب المنتدى بالتحقيق فيما يتم تناوله في مواقع التواصل الاجتماعي من الاتصالات بين قيادة وكالة الاستخبارات وحركة الشباب وتقديم نتائج ذلك إلى الشعب الصومالي.

 

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قد نشرت في يوليو/ تموز الماضي تسجيلا صوتيا مسربا، يؤكد تورط قطر في تفجيرات حدثت بالصومال.

 

التسجيل المسرب عبارة عن مكالمة هاتفية بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة بن هاشم، ورجل الأعمال خليفة كايد المهندي، المقرب من أمير قطر تميم بن حمد، ويؤكد فيه المهندي للسفير أن "أصدقاء قطر" يقفون وراء التفجير الذي حدث في مدينة بوصاصو في مايو/أيار الماضي "لتعزيز مصالح الدوحة من خلال طرد منافسيها".

 

وإضافة إلى تسريب الصومال، شهدت الأيام القليلة الماضية أدلة جديدة تدين دعم قطر للإرهاب، من الشرق إلى الغرب.

 

وكشف الرئيس السابق للأمن الوطني الأفغاني، رحمة الله نبيل، تفاصيل حول علاقة قطر بشبكات التنظيمات الإرهابية المرتبطة بحركة طالبان، وأبرزها شبكة "حقاني" وتنظيم "القاعدة".

 

ووثق اتهاماته بصور نشرها على حسابه في فيسبوك لاجتماعات تلك الجماعات وقياداتها داخل قطر، كاشفا عن إهدار ثروات القطريين في تمويل تلك الجماعات وشراء ولاؤهم.

 

البعد البارز والخطير، الذي حذر منه المسؤول الأفغاني السابق، هو قيام الدوحة بإضفاء غطاء سياسي واقتصادي لتلك الجماعات الإرهابية، عبر فتح ممثليات له في بلاده، وإشراكها في حوارات مع أطراف دولية.

 

وأدلجتها وتحويلها إلى ذراع جديدة لجماعة الإخوان المسلمين، التي ترعاها الدوحة، والسماح لها بالاستثمار في مشاريع اقتصادية داخل الدولة، كغطاء لأنشطتها.

 

 هذا الدعم القطري المفضوح للإرهاب كشفه أيضا الجيش الوطني الليبي، ومنظمات حقوقية وأممية ووثائق مسربة وأسلحة مضبوطة وغيرها.

 

ولم تكتف قطر بدعم المليشيات بشكل مباشر، بل خرجت عن الإجماع العربي والدولي الرافض للتدخل العسكري التركي في ليبيا، وانحازت لأنقرة في عدوانها على هذه الدولة العربية.

 

وكشف المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري أن "الجيش الليبي لديه تسجيلات لمحادثات تثبت التعاون بين أعضاء تنظيم القاعدة وقطر، وتؤكد دعم قطر للتنظيمات الإرهابية بالمال والأسلحة، لارتكاب عمليات إرهابية ضد الجيش الليبي".

 

كما رصدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان فرع ليبيا، أن استمرار قطر في دعم وتمويل الإرهاب، شمل رحلات لطائرات عسكرية قطرية إلى الجنوب الليبي مع توافر أدلة تفيد بدعم السلطات القطرية لتنظيم الإخوان الإرهابي والمليشيات المسلحة التي تسيطر على العاصمة طرابلس ومدن في الغرب.

 

وأكد الدكتور عبدالمنعم الحر، رئيس المنظمة في تصريح سابق وفقا لـ"العين الإخبارية"، أن "المنظمة في ليبيا تتوفر لديها قائمة بانتهاكات قطر للمعاهدات والمواثيق الدولية؛ مثل المعاهدتين الدوليتين لمكافحة تمويل الإرهاب والتفجيرات الإرهابية، والإعلان العالمي بشأن التدابير اللازمة للقضاء على الإرهاب الدولي، ومعاهدة الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود".

 

ولفت إلى أن ذلك يستدعي اتخاذ موقف حاسم تجاهها، محذار من أنه "ما لم تتعرض قطر لضغوط دولية جادة، فإن الإرهاب في ليبيا لن يتوقف".