"الخليج" تتحدث عن التطرف والإرهاب في فرنسا

عرب وعالم

اليمن العربي

دعت صحيفة إماراتية، فرنسا إلى أن تخوض معركتها ضد الإرهاب على جبهتين؛ واحدة ضد التطرف الإسلامي، والأخرى ضد التطرف اليميني العنصري الداخلي؛ لأنهما معاً يستولدان الإرهاب.

 

وقالت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم السبت تابعها "اليمن العربي"، تحت عنوان "التطرف والإرهاب في فرنسا" أن تتخذ فرنسا جملة إجراءات أمنية؛ لمواجهة الإرهاب على أراضيها، خصوصاً بعد مقتل المدرس صاموئيل باتي بصورة بشعة على يد إرهابي شيشاني؛ فهو حق من حقوقها السيادية .. وأن تكون من بين تلك الإجراءات إخضاع نحو 51 جمعية دينية للمراقبة؛ حيث ينتظر الإعلان عن حل بعضها؛ بسبب ترويجها لأفكار "تتنافى ومبادئ الجمهمورية"؛ ومن بينها: "اتحاد المنظمات الإسلامية"؛ وهو أحد أجنحة "جماعة الإخوان" الإرهابية، إضافة إلى إغلاق مسجد بالقرب من باريس لستة أشهر؛ لمشاركته مقطع فيديو، وصفت السلطات الفرنسية محتواه بـ"التحريضي"، فمن حقها أيضاً أن تتخذ ما تراه مناسباً لأمنها وأمن المقيمين على أرضها، ما دامت هذه الجمعيات تخرج عن دورها الدعوي أو الخيري، وتنغمس في عمليات التطرف والإرهاب.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي دان عملية القتل التي تعرض لها المدرس الفرنسي، وأعلن عن القرارات الأمنية المتخذة ضد الجمعيات الإسلامية، المتهمة بالتحريض على الإرهاب، دعا أيضاً إلى "حماية مواطنينا المسلمين من المتطرفين"، خصوصاً بعد تعرض سيدتين عربيتين للطعن في باريس على يد فتاة فرنسية، وجهت إليهما عبارات عنصرية قبل طعنهما.

 

وقالت إن ما حدث ويحدث في فرنسا من موجات إرهاب وتطرف، يحدث في غيرها من الدول الغربية، وأيضاً في بلادنا العربية التي تعاني منذ سنوات هذه الموجات التي بلغ فيها الإرهاب حداً أدى إلى تدمير دول ومجتمعات؛ إذ إنه يستحيل وجود إرهاب واستمراره من دون تغذية خارجية، ومد فكري متطرف، باعتبار أن الإرهاب هو الابن الشرعي للتطرف، ومن دونه يصاب في مقتل، وينتهي وقوده، ويضمحل وجوده، كما حصل سابقاً مع جماعات؛ مثل: "التكفير والهجرة"؛ و"الجهاد الإسلامي"؛ و"الطليعة المقاتلة" لجماعة "الإخوان" في سوريا وغيرها، فهذه انتهى أمرها؛ من خلال عمليات أمنية ناجحة .. أما الجماعات الأخرى التي ظهرت لاحقاً، فقد وجدت من يتبناها، ويمدها بكل أسباب القوة والاستمرار، ويوفر لها الحواضن الفكرية والشعبية والإعلامية؛ لأنه يجد فيها أفضل وسيلة؛ لاستخدامها في تنفيذ مخططات الهيمنة والسيطرة.

 

وأكدت أن هذه الجماعات التي ما تزال تعمل من خلال جماعات مسلحة، وجمعيات خيرية ودينية، وتحمل أسماء مختلفة، وتتدثر بالدين؛ عبر أفكار متطرفة لا علاقة لها بأصول الدين وتعاليمه، تحتاج إلى وسائل أخرى مادية؛ مثل: قتالها؛ ومراقبة نشاطاتها؛ وتجفيف منابعها المالية؛ وكشف مثالبها الفكرية من خلال تجريدها من لبوسها الديني.

 

وقالت "الخليج" : وكما هي الحال في دولنا العربية، فإن التطرف الذي تشهده العديد من الدول الغربية؛ من خلال أحزاب وقوى سياسية ووسائل إعلامية، تطلق نفير "الإسلاموفوبيا"، ضد المسلمين، وتواصل التحريض عليهم، هو الوجه الآخر لتطرف الجماعات الإسلاموية، فكلاهما يتغذيان من مصدر واحد؛ هو التطرف، ويؤديان نفس المهمة في بث روح الكراهية والحقد والانتقام والتعصب .. وعلى فرنسا أن تخوض معركتها على جبهتين؛ واحدة ضد التطرف الإسلامي، والأخرى ضد التطرف اليميني العنصري الداخلي؛ لأنهما معاً يستولدان الإرهاب