مقاطعة المنتجات التركية تكبد أنقرة خسائر بالمليارات

اقتصاد

اليمن العربي

بدأت متاجر سعودية بإزالة منتجات تركية مختلفة من ورق العنب المخلل إلى القهوة والأجبان من رفوفها بعد دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة هذه المنتجات بسبب تصريحات وسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه المنطقة العربية.

 

وأوائل الشهر الجاري، دعا رئيس غرفة التجارة السعودية إلى "مقاطعة كل ما هو تركي"، مؤكدا أنها "مسؤولية كل سعودي، التاجر والمستهلك، رداً على استمرار العداء من الحكومة التركية على قيادتنا وبلدنا ومواطنينا".

 

بعد هذه الدعوة، أعلنت سلاسل متاجر كبرى في السعودية بينها أسواق عبدالله العثيم وتميمي وباندا أنها ستتوقف عن استيراد وبيع المنتجات التركية.

 

وقالت أسواق عبدالله العثيم في بيان عبر تويتر إن القرار جاء "تضامنا مع الحملة الشعبية للمقاطعة"، مؤكدة أن "قادتنا وحكومتنا وأمننا هم خط أحمر لا يقبل المساس".

 

وذكرت بعض المحلات التجارية أنها ستواصل بيع المنتجات التركية الى حين نفاد المخزون الحالي فقط.

 

في أحد المتاجر في الرياض، عمل موظفون على إزالة منتجات "مصنوعة في تركيا" من عدد كبير من الرفوف، وقاموا بملء عربات بمنتجات مختلفة مثل القهوة والشوكولاته وعلب من الخضار المخللة.

 

واستبدلت الأجبان التركية بأجبان صنعت في مصر.

 

وأكدت السلطات السعودية أنها لم تضع أي قيود على المنتجات التركية وأن حملة المقاطعة يقودها مواطنون.

 

وفي أنقرة، قدر اتحاد المقاولين الأتراك أن "الانطباع السلبي عن تركيا أدى إلى (خسائر) بقيمة 3 مليارات دولار في الشرق الأوسط لمقاولينا العام الماضي".

 

وأضاف الاتحاد أن السعودية التي كانت في المركز الثاني "في قائمة البلدان التي لديها أكبر قدر من الأعمال في 2016-2018 (مع تركيا) تراجعت إلى أدنى المستويات".

 

 

والعام الماضي، واجه السياح السعوديون دعوات إلى مقاطعة تركيا، وهي وجهة شهيرة في المنطقة لتمضية العطلة. كما صدرت دعوات للتوقف عن شراء العقارات في تركيا.

 

وتستهدف الحملة السعودية الاقتصاد التركي المتضرر من انتشار فيروس كورونا المستجد، وفي وقت تراجعت الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها.

 

ومع انتشار حملة "قاطعوا تركيا" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر رسم كارتوني فيه ذراع عليها العلم السعودي تقوم بشد أذن الرئيس التركي رجب طيب أرودغان الذي تتهمه الرياض بالتدخل في شؤونها.

 

وجاء في رسالة انتشرت عبر "واتساب"، "توقف عن شراء أي منتج تركي.. (أردوغان) يحارب بلادنا بأموالنا".

 

والسعودية في المرتبة 15 فقط من بين الأسواق الكبرى للصادرات التركية. وبين المواد الأساسية التي يتم شراؤها في السعودية من تركيا، المنسوجات والمواد الكيميائية والمفروشات والسجاد والحديد.

 

وتشير أرقام رسمية إلى تراجع الصادرات التركية إلى 1,9 مليار دولار في الأشهر الثمانية الأولى هذا العام، مقارنة بما قيمته 3,2 مليار دولار في عام 2019.

 

ويقول روبرت موجيلنيكي، وهو باحث مقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، ستخسر تركيا أكثر على المدى القصير من الاضطرابات في العلاقات التجارية الثنائية.