الملك سلمان: رحلة إصلاحية غير مسبوقة بالمملكة لتمكين المرأة ودعم مشاركتها بالتنمية الوطنية

عرب وعالم

اليمن العربي

أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في كلمته الليلة أمام مجموعة تواصل المرأة 20، أن المرأة هي مصدر التطور لأي مجتمع.

 

 

وقال الملك سلمان إنه من غير نساء ممكنات يصعب إصلاح المجتمعات، حيث إن المرأة هي نصف المجتمع وهن مربيات الأجيال، وقد أثبتت عبر التاريخ دورها البارز والفعال في قيادة التغير وصنع القرار.

 

وأضاف أن رئاسة السعودية لمجموعة العشرين تركز في دورتها الحالية على ثلاثة محاور رئيسية وهي: تمكين الإنسان من خلال تهيئة الظروف التي تمكن الشعوب - وخاصة النساء والشباب - من العيش الكريم والعمل والازدهار، والحفاظ على كوكب الأرض من خلال تعزيز الجهود المشتركة لحماية الموارد العالمية، وكذلك تشكيل آفاق جديدة من خلال تبني إستراتيجيات جريئة وطويلة المدى لمشاركة منافع الابتكار والتقدم التقني.

 

وشدد العاهل السعودي علي أن أجندة رئاسة المملكة تولي اهتماما خاصا بمناقشة السياسات المتعلقة بالمرأة، وذلك من خلال اجتماعات مجموعات العمل والاجتماعات الوزارية المختلفة، وحرصت المملكة على ضمان مشاركة المرأة في صنع القرار من خلال مشاركة توصيات مجموعة تواصل المرأة 20 خلال تلك الاجتماعات.

 

وقال الملك سلمان إن عام 2020م، هو عام استثنائي بكل المقاييس، حيث أصابت العالم جائحة خطيرة هدّدت الأرواح والأرزاق، ودفعت الجائحة الكثير من الدول إلى اتخاذ تدابير صحية احترازية لاحتواء آثارها والحد من انتشارها، وهو ما أثر في النمو الاقتصادي المحلي والعالمي.

 

وأوضح الملك سلمان أنه وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية، استشعرت السعودية مسئوليتها وقامت بدورها القيادي كرئيس للدورة الحالية لمجموعة العشرين من أجل توحيد الرؤى وتنسيق الجهود الدولية لمحاربة الجائحة ودعم الاقتصاد العالمي.

 

وأضاف لقد جاءت القمة الاستثنائية لقادة مجموعة العشرين في شهر مارس الماضي كثمرة لهذه الجهود، واتفق قادة دول العشرين خلال القمة على مجموعة من الالتزامات والقرارات التي ساهمت في رفع مستوى التعاون الدولي من خلال التركيز على:

 

1) حماية الأرواح والأرزاق

 

2) الحفاظ على الاستقرار المالي

 

3) الحدّ من الاضطرابات في التجارة العالمية

 

4) تقديم الدعم للدول النامية

 

5) تنسيق المبادرات والتدابير الصحية

 

وأضاف الملك سلمان أنه تم ضخ أكثر من 11 ترليون دولار لمساعدة الاقتصاد العالمي في مواجهة تداعيات الجائحة، كما تعهدت دول المجموعة بأكثر من 21 مليار دولار لدعم عملية البحث والتطوير والتوزيع للعلاجات والأدوات التشخيصية واللقاحات لفيروس كورونا المستجد.

 

وأوضح أن مبادرة مجموعة العشرين لتأجيل الديون السيادية على الدول النامية والفقيرة، والتي تقدر قيمتها بأكثر من 20 مليار دولار، لعبت دوراً كبيراً في تخفيف الأعباء على ميزانيات هذه الدول، حيث تتيح هذه المبادرة لأكثر من 73 دولة توجيه مُدّخراتها إلى تعزيز قطاع الصحة ودعم القطاعات الاقتصادية المتضررة من الجائحة، كما تم ضمان تدفق الأدوية والمستلزمات الطبية والغذائية والمواد الأساسية الأخرى عبر الحدود، الأمر الذي ساهم بشكل مُباشر في حماية الأرواح والحدّ من التداعيات السلبية الأخرى للجائحة.

 

وقال الملك سلمان : «إن المرأة لعبت دوراً محورياً في العالم بمحاربتها لجائحة كورونا ؛ وذلك بتواجُدِها في الصفوف الأولي لهذه الحرب. حيث تمثل المرأة ما نسبته أكثر من 70% من العاملين في المجال الصحي».

 

وأضاف أنّ النساء تأثرن بشكل أكبر من الرجال بسبب التداعيات الاقتصادية السلبية للجائحة بحكم عمل الكثير منهن في قطاعات لا تزال تقريبا شبه متوقفة، مثل: السياحة، والنقل الجوي والضيافة، والبيع، وغيرها.

 

وتأتي هذه التداعيات والعالم يعيش تحولات تقنية كبيرة تؤثر على قطاعات التجارة والصحة والتعليم والصناعة والخدمات الحكومية؛ وهو ما يخلق فرصاً جديدةً للمرأة في سوق العمل ومنها العمل عن بعد، ولكنه في الوقت ذاته قد يخلق تحديات مضاعفة لهن في حال عدم اكتسابهن للمهارات اللازمة لمواكبة هذه التطورات.

 

وأكد الملك سلمان علي أن السعودية على قناعة بأن الانتعاش الاقتصادي السليم للخروج من تداعيات الجائحة، لا يُمكن أن يتحقق إلا من خلال برامج اقتصادية واجتماعية شاملة للمرأة تحقّق الإنصاف بين الجنسين وتوفرُ فرصا مُمكنة للنجاح ، حيث إن تعزيز جاهزية دُولِنا لاقتصاد مستقبلي مشرق يتطلبُ نهجاً شمولياً لتمكين المرأة في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والصحية، والتعليمية، والتقنية، والثقافية، والترفيهية، والرياضية، وغيرها.

 

وأوضح أن المملكة انطلقت في رحلة إصلاحية غير مسبوقة، بشهادة المجتمع الدولي، لتمكين المرأة ودعم مشاركتها في التنمية الوطنية من خلال هذا النهج الشمولي