كيف سيؤثر فوز بايدن على أسواق الأسهم الأمريكية؟

اقتصاد

اليمن العربي

لقد كانت جائحة فيروس كورونا أسوأ أزمة شهدها العالم في قرن واحد، حيث تسببت في احداث أشد فترات الانكماش الاقتصادي منذ الكساد الكبير، الأمر الذي جعل قراءة علامات الفوز المعتادة للانتخابات الرئاسية الأمريكية أكثر صعوبة.

 

عانت الولايات المتحدة من الركود منذ فصل الربيع وشهد سوق الأسهم انخفاضًا تاريخيًا بنسبة 34% بعد أن ضرب الوباء الاقتصاد العالمي،عادةً لا تعتبر حالات الركود والانخفاضات الرئيسية في السوق جيدة لشاغلي المناصب مثل الرئيس "دونالد ترامب" الذي يكافح من أجل إعادة انتخابه ضد المنافس الديمقراطي "جو بايدن"، وبينما يتقدم بايدن في استطلاعات الرأي إلا أن الأسواق والاقتصاد لا تمنحه الميزة الواضحة التي يتمتع بها المنافس في العادة.

 

استطلاعات الرأي

 

كشف استطلاع حديث أن نحو73% من الأمريكيين لديهم قلق حيال الانتخابات الرئاسية،في حين أن 68% قلقون بشأن الموجة الثانية من فيروس كورونا ونحو 63% قلقون حيال المزيد من تسريح العمال،وهذا يشير إلي أن انتخابات 2020 تحصل علىاهتمام كبير من قبل الكثيرين تليها سياسات البنك الاحتياطي الفيدرالي والوباء.

 

تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن فوز الرئيس ترامب سيكون صعوديًا للأسهم، أما فوز بايدن يعتقد المحللون أن السيناريو سيكون هبوطيًا بالنسبة للأسهم بنحو 58% للصناعات ومحايدًا لنحو 27% من القطاعات وصعوديًابنحو 15% لقطاعات أخرى.

 

إن فوز بايدن كرئيس سيكون متفائلًا بالنسبة لقطاع المرافق ومحايد أو مرتفع بعض الشيء لصناديق الاستثمار العقاري وخدمات الاتصالات والسلع الاستهلاكية الأساسية، لكنه سيكون هبوطيًا بعض الشيء للقطاع التكنولوجي وهبوطًا لقطاع الطاقة وتقدير المستهلك والصناعة والمالي.

 

تعد دعوة بايدن لرفع معدل الضريبة على الشركات من 21% إلى 28% أحد الاهتمامات الرئيسية للمستثمرين، قد يكون لذلك تأثير سلبي واسع النطاق على 9 قطاعات من أصل 11 قطاع.

في الأشهر الأخيرة تحرك  مؤشر ستاندرد آندبورز  500  إلى الأعلى جنبًا إلى جنب مع احتمالات المراهنة على فوز ترامب، مما يشير إلى أن المستثمرين يعتقدون أن إعادة انتخاب ترامب قد تكون نتيجة أفضل للأسهم، لكن المؤشر استمر في الصعود بالرغم من تحول احتمالات المراهنة على فوز بايدن.

 

هذا لا يعني بالضرورة أن الأسواق متفائلة بفوز بايدن، كانت المكاسب الأخيرة للأسهم مدفوعة بالعديد من العوامل منها سياسات التحفيز الواسعة والآمال في التوصل للقاح فعال لفيروس كورونا وشراء مستثمري التجزئة للأسهم استجابة للانخفاضات في أسعارها وزيادة التفاؤل بشأن أسهم التكنولوجيا الكبيرة.

 

ما هو تأثير سياسات بايدن الرئيسية على أسواق الأسهم؟

 

الضرائب:

 

يتمثل الخطر الأكبر الذي يواجه أسواق الأسهم في احتمال زيادة معدلات الضرائب على الشركات الأمريكية، في عام 2017خفض ترامب معدل الضريبة من 35% إلى 21%، مما أعطى دفعة كبيرة لعوائد الأسهم في الولايات المتحدة وأسعار الأسهم،بينما قال بايدن بأنه يرغب في عكس هذه السياسة جزئيًا في أوائل عام  2021مما قد يكون له عواقب وخيمة على المستثمرين في الأسهم، علاوة على ذلك، اقترح بايدن رفع الحد الأدنى للأجور بما قد يؤثر أيضًا على أرباح الشركات، يمكن أن تؤدي مثل هذه التحركات معًا إلى زيادة جاذبية الأسهم غير الأمريكية بعد سنوات من تفوق الولايات المتحدة في الأداء على بقية العالم.

 

 

على مستوى القطاعات ستشهد خدمات الاتصالات والرعاية الصحية والمواد الاستهلاكية الأساسية تأثرًا أكبر في أرباحها، وفي الوقت نفسه لن تتأثر الطاقة والعقارات والمرافق بشكل مادي.

 

الرعاية الصحية:

 

أثر الوباء بشكل غير متناسب على الأسر ذات الدخل المنخفض وكشف عدم المساواة في الحصول على الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، نتيجة لذلك من المتوقع أن يضاعف بايدن من مراقبة أسعار الأدوية ويخلق خيار تأمين صحي عام للتنافس مع الشركات الخاصة.

كلتا السياستين سلبيتان لشركات الأدوية وشركات التأمين الصحي، لكنهما لا يزالان يتطلبان موافقة الكونجرس ، وعلى أي حال يكون تأثير السوق أكثر اعتدالًا مقارنة بالبدائل بعيدة المدى مثل سيناريو "الرعاية الصحية للجميع".

 

التكنولوجيا:

 

 

تتمثل نحو 20% من اجمالي القيمة السوقية للولايات المتحدة في أكبر خمس شركات تكنولوجية وهم Microsoft و Amazon و Apple و Google و Facebook.

 

 

لعدة أشهر كان القلق السائد هو أن المرشح الديمقراطي سيقدم قواعد جديدة لمكافحة الاحتكار ضد عمالقة التكنولوجيا هؤلاء وفي أسوأ الأحوال سيتم تقسيمهم إلى شركات أصغر.

 

وبالرغم من ذلك لا يزالموقف بايدن العام بشأن التكنولوجيا غير واضح نسبيًا، في الوقت نفسهأدى فيروس كورونا إلى إضعاف الزخم المناهض للتكنولوجيا بسبب الاعتماد المتزايد على الخدمات الرقمية حيث يقبع ملايين الأشخاص في منازلهم.

 

 

من المحتمل أن يضغط الحزب الديمقراطي على بايدن لتكثيف الرقابة التنظيمية، ومن المحتمل أيضًا أن يكون التركيز على الضرائب المنخفضة التي تدفعها هذه الشركات، على سبيل المثال: اقترح بايدن مضاعفة الحد الأدنى للضرائب العالمية على الأرباح الخارجية من 10.5% إلى 21%.

السياسة الخارجية:

 

إن 66% من الأمريكيين لديهم وجهة نظر سلبية تجاه الصين، لذا من المرجح أن تستمر التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين تحت رئاسة بايدن خاصة فيما يتعلق بالتكنولوجيا والممارسات التجارية.

 

 

من ناحية أخرى هناك فرصة كبيرة لاستعادة بايدن التعاون الاقتصادي مع أوروبا وآسيا من خلال تخفيف الرسوم الجمركية أيضًا، وهذا من شأنه سيبث درجة من القدرة على التنبؤ والاستقرار في الشؤون العالمية، الأمر الذي سيكون مصدر ارتياح مرحب به في الأسواق العالمية بعد سنوات قليلة متقلبة.

 

إذا انتعش نشاط التجارة العالمية فقد يكون هذا هو الحافز للمستثمرين للعودة إلى بعض الأسواق الناشئة الموجهة نحو التصدير والتي تأثرت سلبًا بالنزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.