"الخليج": جريمة باريس التي وقعت قبل يومين مروّعة ومدانة ومستنكرة

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية،  أياً تكن الذرائع والمبررات، فإن جريمة باريس التي وقعت قبل يومين، مروّعة ومدانة ومستنكرة؛ لأنها خارج المألوف البشري والإنساني، وتشكل اعتداء وانتهاكاً لمضامين وقيم كل الأديان، وتدخل ضمن المسلسل الإرهابي الذي اجتاح العالم في السنوات الأخيرة، وكان نصيب العالمين العربي والإسلامي منه كبيراً، ولا زال يمارس عملية الفتك والقتل والذبح والتدمير واستباحة حياة الأبرياء في أكثر من مكان.

 

وأشارت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الاثنين تابعها "اليمن العربي"،  إلى أن المجرم الذي ترصد المدرس الفرنسي صامويل باتي /47 عاماً/، وتتبعه من مدرسته حتى منزله، ثم قام بطعنه ثم فصل رأسه عن جسده، هو واحد من «الذئاب المنفردة» التي تشكل الاحتياطي الإرهابي الذي يمكن أن ينقضّ في أية لحظة وفي أي زمان ومكان، لتنفيذ جريمة إرهابية بمعزل عن هوية وجنسية وديانة الضحية أو الضحايا ، كما أن تبرير هذا الفعل الإرهابي، بأن المعلم عرض قبل أيام من مصرعه، رسوماً مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كانت نشرتها مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية، هو تبرير ساقط ومرفوض، ويشكل في مضمونه إساءة للدين الإسلامي؛ لأن الإساءة لا تقابل بارتكاب جريمة. فهل كان الإرهابي على دراية بأسباب قيام المدرس بعرض الصور حتى يقوم بذبحه؟ وتابعت لعل هذا المدرس كان يعرض الصور لإفهام تلامذته مخاطر الافتراء على الأديان والأنبياء، وتعليمهم معنى التسامح، وتحذيرهم من مخاطر التطرف، لكن هذا الإرهابي وهو طالب عمره 18 عاماً ، ما كان ليرتكب جريمته لولا أن البيئة التي يعيش فيها، هي بيئة غير سوية، جعلت منه متطرفاً يتقبل أفكاراً دينية متطرفة، باعتبار أن التطرف هو الأب الشرعي للإرهاب ويشكل مادته ووقوده.

 

وأضافت أنه وعلى الرغم من أن الإرهاب هو أعلى أشكال التطرف وأشدها خطراً في أي مجتمع، وهو لا يرتبط بدين أو ملة أو قومية، فإنه يتغذى أيضاً من عوامل داخلية إذا كانت البيئة الاجتماعية والسياسية هي بيئة إقصائية متعصبة كارهة للآخر، وتنبذه وتعتبره خطراً عليها وعلى الأمن الاجتماعي والاستقرار، ما يولد رد فعل عكسي يتمثل في تطرف مضاد، وهو ما عاناه المسلمون خلال السنوات الأخيرة في العديد من الدول الغربية، حيث برزت ظاهرة «الإسلاموفيا» .

 

وقالت في ختام افتتاحيتها إن موجة «الإسلاموفوبيا» هذه، كانت تعبيراً مادياً عما أصابهم من أعمال خرقاء اقترفتها باسم الإسلام والمسلمين، جماعة متطرفة مغامرة غرمت بها المسلمين جميعاً، في أوطانهم وفي المهاجر ومع ذلك، فإن جريمة ذبح المدرس الفرنسي مدانة بكل الأشكال والصور، وهي جريمة بحق الإنسانية، والإرهابي الذي ارتكب فعلته ومن يقف وراءه، إرهابيون، لا ينتمون للدين الإسلامي ولا يحق لهم الدفاع عنه