أردوغان مستمر في إثارة غضب الأوساط السياسية والصحفية الألمانية

عرب وعالم

اليمن العربي

لا يتوقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إشعال التوتر في شرق المتوسط، ما يثير حالة غضب في الأوساط السياسية والصحفية بألمانيا التي حاولت لأشهر لعب دور الوسيط لنزع فتيل التوتر.

 

وأعلن أردوغان عزمه إرسال سفينة يافوز للتنقيب عن الغاز في شرق المتوسط بعد انتهاء أعمال الصيانة، في استفزاز جديد لليونان والاتحاد الأوروبي بأكمله.

 

تلك الخطوة، أثارت الكثير من الغضب في برلين، إذ إنها تعيد التوتر في شرق المتوسط إلى المربع الأول، وتقوض جهود الوساطة الألمانية للتوصل إلى حل للأزمة، وفق صحيفة بيلد الألمانية "خاصة".

 

وتحت عنوان "تركيا تخدع ألمانيا"، كتبت الصحيفة أن "أردوغان يعرض التقدم الذي نجحت الوساطة الألمانية في إحرازه في ملف شرق المتوسط، للانهيار"، مضيفة "أردوغان أشعل المنطقة كالعادة".

 

وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، عبر بدبلوماسية عن موقفه من تصرف أردوغان، حيث قال في تصريحات صحفية إنه "قلق من النهج التركي".

 

لكنه وجه ضربة قوية غير معتادة في الدبلوماسية الألمانية، عبر إلغاء زيارة كانت مقررة لأنقرة في الأيام المقبلة، فيما رأته بيلد "تعبيرا قويا عن الغضب الألماني".

 

وقالت صحيفة بيلد "هذه الخطوة غير معتادة في السياسة الألمانية". ونقلت عن دبلوماسي أوروبي لم تكشف عن هويته قوله: "في الدبلوماسية، ليس المهم فقط ما تفعله، ولكن أيضًا ما لا تفعله".

 

صحيفة دي فيلت الألمانية ذكرت بدورها أن "الحكومة الألمانية تتعرض لضغوط سياسية داخلية كبيرة لتغيير نهج التعاطي مع أنقرة، وتبني مسار أكثر صرامة".

 

ونقلت عن النائب البرلماني عن حزب الخضر أوميد نوريبور قوله "حان الوقت لتعديل سياسة الحكومة الفيدرالية تجاه تركيا، بدلا من انتظار استفزازات أردوغان".

 

ووفق نوريبور، فإن تركيا بإرسالها سفينة للتنقيب عن الغاز في المتوسط، تستدعي بنفسها العقوبات الأوروبية.

 

ورغم هذه المطالبة الألمانية بفرض عقوبات أوروبية على أنقرة، واتجاه اليونان لفرض ملف العقوبات على أجندة القمة الأوروبية التي تجري في بروكسل اليوم وغدا، إلا أن الأمر ليس بهذه السهولة.

 

وفي تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، قال مسؤول أوروبي فضل عدم الكشف عن هويته إن "استمرار أنقرة في سياستها الحالية وعدم تراجعها عن التصعيد، سيدفع الاتحاد الأوروبي لاستخدام كل الخيارات المتاحة، بما في ذلك فرض عقوبات".

 

لكنه قال إن "الاتحاد الأوروبي سيناقش ملف فرض عقوبات على تركيا في القمة المقررة ديسمبر (كانون الأول) المقبل".

 

ذلك الاتجاه، برره مسؤول في الحكومة الألمانية تحدث لصحيفة بيلد، شريطة عدم الكشف عن هويته، بقوله "نأمل أن يكون هناك مناقشات حول تركيا في قمة الاتحاد الأوروبي الحالية، لكن من الصعب اتخاذ قرارات من شأنها أن تجعل الوساطة في النزاع أكثر صعوبة".

 

وأضاف "لا أتوقع أن تكون هناك عقوبات في قمة الاتحاد الأوروبي الحالية"، لكنه تابع أنه "لا يمكن استبعاد أي شيء في الاتحاد الأوروبي".

 

وفي تصريحات وفقا لـ"العين الإخبارية"، قال الخبير فولفغانغ بوزتاي، رئيس الهيئة الاستشارية للمجلس الوطني للعلاقات الأمريكية الليبية "خاص": "في ظل المشاكل العديدة الموجودة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، سيتعين على الاتحاد الأوروبي عاجلاً أم آجلاً أن يتبع نهج أكثر قوة في مواجهة أنقرة".

 

وأوضح "يمكن فرض عقوبات تستهدف الأفراد (مسؤولي النظام التركي).. كما أن حظر تصدير الأسلحة لتركيا سيكون خطوة أولى معقولة لعقاب أنقرة".

 

ومضى قائلا "توقفت كندا مؤخرا عن تسليم أجهزة استشعار للطائرات بدون طيار إلى تركيا، بسبب دورها في أذربيجان. وبإجراءات مماثلة، يمكن أن تضرب أوروبا تركيا بشدة".

 

وتتنازع اليونان وتركيا السيادة على مناطق في شرق المتوسط قد تكون غنية بالغاز الطبيعي. وقد تصاعد التوتر نهاية أغسطس/آب عندما أجرى كل من البلدين مناورات عسكرية.

 

وبوساطة ألمانية، عقد الطرفان جلسات مشاورات لبحث تخفيض التوتر، لكن الاستفزازات التركية تعرض هذا التقارب للخطر